افتتح مؤخرا في حديقة يوانمينغيوان ببكين معرض للرسوم والصور لهذه الحديقة في عصرها الذهبي حيث عرضت للزوار اكثر من 20 قطعة اثرية اكتشفت في السنوات الاخيرة.
كان الاف الجنود البريطانيين قد احرقوا في الفترة من 17 الى 19 اكتوبر عام 1860 حديقة تشينغ تشي التى نشأت منها حديقة يوانمينغيوان وحديقة ييخيوان/القصر الصيفي/، وتعرضت هاتان الحديقتان للسلب والنهب خلال الحروب. عرض الموظف بحديقة يوانمينغيوان ليو يانغ لاول مرة صورهما قبل تعرضهما للسلب والنهب، وذلك بمناسبة الذكرى ال144 لاحراق الحديقتين.
طالب بقسم التمثيل يهوى بحوث التحف والتاريخ
يعمل ليو يانغ في مكتب التحف والتاريخ بحديقة يوانمينغيوان،وهو محب للتحف والاثار التاريخية منذ صغره، وهو مسؤول عن عدة مواقع معنية في بكين تجذب محبي التحف والباحثين فيها مثل منتدى ثقافة بكين وشبكة ثقافة قومية مان. كان ليو يانغ طالبا يدرس في قسم التمثيل في الجامعة وهو قسم لم يختاره بنفسه، وبعد سنوات من التمثيل، و"سنة من الدردشة على شركة انترنت" حسب تعبيره، بدأ الانهماك في بحوث التحف والتاريخ التى تعجبه جدا. وبهذه المناسبة، عرض هذا الشاب سبع صور لباغودا بالمينا الملونة وجسر قوى يوه في حديقة يوانمينغيوان ومقصورة ون تشانغ ومقصورة تان هوا والقارب الحجري ومقصورة فوه شيانغ والممر الطويل في القصر الصيفي قبل تخريبهما.
وجد تحفة خلال جمع الكتب القديمة
وجد ليو يانغ صورتي باغودا بالمينا الملونة والقارب الحجري في كتاب"بكين"(PEKING) المنشور عام 1899 في فرنسا. وفي صيف العام الماضي، وجد ليو يانغ هذا الكتاب باللغة الفرنسية في مكتبة "الصين"، وعثر على صور تاريخية كثيرة في هذا الكتاب، وعدد طبعه الف نسخة فقط، فهو ثمين جدا، ويصل سعره لاكثر من تسعة الاف يوان صيني، ولم يتمكن ليو يانغ من شرائه، لذلك كان غالبا ما يزور المكتبة لقرائته.
وحتى ابريل الماضي قرر ليو يانغ عدم ترك هذا الكتاب، واشتراه أخيرا بعد جمع المبلغ المطلوب بصعوبة. وفي الصفحة الثانية من الكتاب وجد ليو يانغ فقرة باللغة الفرنسية، وعرف معناها الرئيسي بمساعدة صديق له يجيد الفرنسية وهو: "تم شراؤه عام 1946 من فيتنام وحفظ في مكتبة بى تانغ". وقال موظف بمكتبة "الصين" ان هذا الكتاب كان من المقرر عرضه للمزاد بعشرة الاف يوان صيني كسعر اساسي، لكنه وضع في المكتبة للبيع بسبب سوء تنظيم الاعمال.
وجاءت صورتا الممر الطويل وجسر قوى يوه من احد اصدقاء الانترنت المحبين للتحف والاثار التاريخية ايضا، وتحفظ اصول هذه الصور في مكتبة جامعة يابانية، والتقط صيني فرنسي الجنسية يبحث في التاريخ صورها، واهداها لليو يانغ، ومع الاسف ان ملتقطي الصور الاصلية لا يمكن معرفتهم الآن.
آراء الخبراء: هذه الصور تتمتع بقيمة ثمينة
قال تشانغ ان يين الخبير بجمعية حديقة يوانمينغيوان بعد رؤيته لهذه الصور ان صورة باغودا بالمينا الملونة تم التقاطها قبل عام 1860، ومع انها غير واضحة جدا لكنها الاولى من نوعها في الصين. والتقطت صورة جسر قوى يوه في عام 1900 او قبله، مؤكدا ان صور المناظر الحقيقية في حديقة يوانمينغيوان قليلة جدا، حيث توجد بعض صور المبانى الغربية الاشكال التى التقطها الاجانب، اما الصور الخاصة بالمباني التقليدية الصينية قبل تخريبها فتكاد تكون معدومة، لذلك، تتمتع هذه الصور بقيمة ثمينة.