واذا صعدت الى سور المقر، فلن تجد السيوف والرماح وغيرها من الاسلحة للدفاع عن المقر، بل هناك مزولة فى الجانب الشرقى للسور وهى الساعة الشمسية التى تستخدم لحساب الزمن فى العصر القديم، وطبل فى الجانب الغربى للسور كان يدق فى العصر القديم مثل منبه الساعة. وجواسق رائعة على زوايا السور، فى داخلها داخلها مكاتب حجرية مستديرة وكراسى حجرية.

والى جانب السور المدنى، هناك قصر فريد داخل مقر كايفنغ لا يوجد له مثيل فى المقرات الحكومية الصينية الاخرى. ويطلق عليه اسم قصر التنين الرابض، يقع القصر شرقى قاعة مقر كايفنغ. وتتمثل خصائصه اولا فى اسمه. فى تاريخ الصين، لا يمكن ان يسمى المبنى قصرا الا اذا عاش فيه افراد اسرة الاباطرة او ذويهم، اما مقر كايفنغ فهو مقر حكومى فقط، ولا يمكن ان اطلاق كلمة "قصر" عليه. اذن لماذا بنى هذا القصر داخل المقر الحكومى؟ سبب ذلك يعود الى ان ثلاثة اباطرة فى اسرة سونغ الشمالية كانوا قد تولوا مناصب فى مقر كايفنغ قبل اعتلائهم العرش. واحتفاء بذكرى وجود الامبراطور رن زونغ فى مقر كايفنغ، امر ابنه الامبراطور تشنغ زونغ بترميم وتزيين الغرف التى كان ابوه يعمل ويسكن فيها واطلق عليها اسم "قصر التنين الرابض"، وهذا هو السبب ايضا وراء استخدام القراميد المطلية بالمينا الاصفر لتزيين سقف القصر. وتقول المرشدة السياحية تشاو نا:

استخدمت القراميد المطلية بالمينا الاصفر فى بناء سقف القصر وتزيينه، ان اللون الاصفر لون خاص للاسرة الامبراطورية، يرمز الى صلاحيات ومهابة الامبراطور. ويرجع سبب استخدام هذا النوع من القراميد فى بناء سقف القصر الى انه توجد داخل قاعة القصر تماثيل لثلاثة اباطرة سبق لهم ان تولوا مناصب فى مقر حكومة كايفنغ.

وعلى الجدارين الشرقى والغربى داخل القصر رسوم تصف كيف كان الاباطرة يقودون عسكريين ومدنيين مقاومة العدوان الخارجى. ورغم ان الرسوم تظهر ان قوات اسرة سونغ حققت نصرا تحت قيادة الامبراطور، غير ان كل من له معرفة جيدة بالتاريخ الصينى يعرف ان توجه الامبراطور الى الجبهات الامامية لقيادة المعركة كان تحت ضغوط وطلبات شديدة من قبل الوزراء وليس برغبة الامبراطور نفسه. والكل يعرف كذلك ان يتحقق النصر بفضل تضحيات الناس، مدنيين وعسكريين فى المعارك الدامية.

كان الاباطرة فى اسرة سونغ الشمالية يهتمون بتطوير التربية والتعليم ويتجاهلون تطوير القوة العسكرية. ويوجد فى مقر حكومة كايفنغ مبنى خاص كانت تقام داخله امتحانات الفحوص الامبراطورية ويسمى بمبنى قونغ كوى وتعنى نجم الحظ. وقالت الدليلة السياحية تشاونا: يقدم فى الطابق الثانى من المبنى قاعة يعتقد انها تمنح الحظ السعيد للطلاب فى امتحانات الفحوص الامبراطورية، وكانت قاعة الطابق الاول موقعا للامتحانات.

يمكن للزوار معرفة سير كافة امتحانات الفحوص الامبراطورية من خلال الرسوم الجدارية فى قاعة الطابق الاول، تنقسم الرسوم الى خمسة عشر جزءا تصف مجمل العملية من تسجيل الاسماء للمشاركة فى الامتحانات الى تعليق اعلان لقائمة الناجحين واصدار الامبراطور اوامر لتعيينهم بمناصب عليا.

اذا حالفك الحظ وزرت هذا المبنى، لا تنسى ان تتمعن فى الحجر المنقوش فى زاوية المبنى على شكل سلحفاة اسطورية ضخمة ،ويقال انه فأل حسن لزائره، واذا كان بالامكان التقاط صورة له او معه، ولا تنسى الابتسامة، مع الابتسامة الصورة اجمل.