البرادعي يرفض التعقيب علي التقرير.. ودبلوماسيون يؤكدون وجود دوافع سياسية لإحراجه
واشنطن ـ هدي توفيق ـ فيينا ـ من مصطفي عبدالله
زعمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن علماء مصريين أجروا تجارب نووية داخل مصر وخارجها خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة, وان كانت الأدلة لاتتوافر علي حيازة مصر لبرنامج نووي سري للأغراض العسكرية.
ونسبت الصحيفة إلي من وصفتهم بدبلوماسيين مطلعين علي أعمال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قولهم إن مفتشي الوكالة نقلوا أخيرا عينات من مواقع مصرية لتحليلها معمليا ومن المتوقع الإعلان عن نتائج التحليل في شهر فبراير أو مارس المقبلين لتحديد طبيعة المواد المستخدمة في هذه التجارب وتوقيت التجارب نفسه. وكانت صحف إسرائيلية قد رددت نفس المزاعم أخيرا.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ـ رفضوا نشر اسمائهم ـ أن التجارب المصرية تمت خلال السبعينيات والثمانينيات وبعضها جري في الخارج وقال دبلوماسي إن جانبا من التجارب تم في إطار اتفاقات للتبادل العلمي وأن تجارب منها تمت في فرنسا وأخري في تركيا, وأكد المصدر أن أيا من هذه التجارب لم يكن في إطار برامج نووية لاغراض عسكرية.
وقال دبلوماسي في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الجانب المصري تعاون مع خبراء الوكالة ووضع تحت تصرفهم الوثائق اللازمة, كما التقي الخبراء مع العلماء النوويين المصريين المعنيين, وأكد الدبلوماسي ان البرنامج المصري محدود ولايمكن مقارنته بأي حال بالبرنامج الإيراني أو التجارب الكورية الجنوبية.
كما نقلت وكالة أنباء اسوشيتدبرس عن دبلوماسيين رفضت نشر اسمائهم أن مصر حاولت انتاج عدة مركبات من اليورانيوم دون ابلاغ الوكالة الدولية بذلك واشتملت المواد المنتجة ـ وفقا لمزاعم الدبلوماسيين ـ علي معدن اليورانيوم, ومادة تترافلورايد اليورانيوم( رابع فلوريد اليورانيوم) التي تسبق انتاج مادة مكسافلورايد اليورانيوم( سادس فلوريد اليورانيوم) القابلة للتخصيب وانتاج يورانيوم للاغراض العسكرية.
وقد نفي المتحدث باسم مجلس الوزراء هذه المزاعم جملة وتفصيلا وأكد أن برنامج مصر النووي محدود واغراضه طبية وبحثية فحسب. وأعرب بعض الدبلوماسيين في فيينا عن قلقهم ازاء محاولة استغلال هذه المزاعم لاحراج الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية بوصفه مصريا وترفض الإدارة الأمريكية التجديد للبرادعي في منصبه لفترة ثالثة بسبب خلافاته مع واشنطن حول برنامج العراق النووي المزعوم قبل الحرب.
وفي اتصال مع مراسل الأهرام, رفض البرادعي أمس التعليق علي مزاعم امتلاك مصر لبرنامج نووي سري, وقال إن مجلس محافظي الوكالة سوف يجتمع في فبراير المقبل لبحث جميع النتائج التي يحصل عليها خبراء الوكالة, وكان المتحدث باسم الوكالة الدولية قد رفض في وقت سابق أيضا التعقيب علي مزاعم الصحيفة الأمريكية.
ومن واشنطن أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ليس لديها مايؤكد المعلومات التي اوردتها الصحيفة ولم تؤكدها وكالة الطاقة الذرية بوصفها الجهاز المنوط به التعاون مع الدول الموقعة علي اتفاقية حظر الانتشار النووي, وأعلن آدم إيرلي نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن خبرة واشنطن مع مصر تؤكد أنها دولة مسئولة وأنها عضو موقع علي اتفاقية حظر الانتشار النووي.
وكانت مصر قد وقعت علي معاهدة حظر الانتشار النووي في عام1982 وتتعاون مصر مع خبراء الوكالة وتضع منشآتها النووية تحت اشرافهم الكامل. وطالبت مصر مرارا بضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية.
الاهرام-مصر
6-1-2005