تتمتع مدينة بومباى، بصفتها اكبر مدينة تجارية في الهند، بميزات حديثة اكثر مما في اماكن اخرى بالبلاد، لكن بعض السياح يرى ان الميدان المكشوف الكبير والبدائي لغسل الملابس اصبح معلما سياحيا متميزا بين المبانى الشامخة المختلفة الطراز.
يعتبر الجسر القريب من محطة ماهالاكس للقطارات بمدينة بومباى أفضل موقع لالقاء نظرة على اكبر ميدان مكشوف لغسل الملابس في آسيا. ويمكن وصف المنظر تحت الجسر بانه رائع، حيث مئات الناس يغسلون الملابس والافرشة المختلفة الالوان بجوانب الاحواض المستطيلة الاسمنتية الكبيرة، وبعضهم يضربون الملابس بالعصي، واكثرهم يدعكون الملابس وينفضونها بقوة، حيث يتطاير رذاذ المياه في كل اتجاه، وتسمع اصوات هائلة، ويختلط عرق الغسالين بمياه الغسل، واذا شعر الناس بالعطش، شربوا من مياه الغسل مباشرة، وبعد ذلك، يواصلون غسل ملابسهم.
تنشر الملابس التى تم غسلها على الحبال، حيث تبدو كانها اشرعة متحركة مع الرياح، او تنشر على سقوف المبانى لتجففها الشمس، وتشكل هذه الملابس مع المبانى المتناثرة منظرا رائعا في المدينة. وما يعجب الزوار اكثر هو ان معظم الغسالين تقريبا من الرجال، وبينهم عدد لا بأس به من الشباب.
ويقول السكان المحليون انه قبل اكثر من مائة سنة، كانت مياه الحنفية قليلة جدا في بومباى، والى جانب ذلك، يتأثر مناخ هذه المدينة بالرياح الموسمية، وفي احيان كثيرة تنعدم الامطار تماما خلال موسم الجفاف الذى يستمر عدة شهور، وتجف كافة الانهار، ويصبح غسل الملابس اكبر صعوبة كانت تواجهها الحكومة، لذلك، ظهر الميدان المكشوف لغسل الملابس والذى يعتبر مشروعا يخدم سكان المدينة وحظي باشادة عالية، حيث يقدم اماكن عامة لمحلات غسل الملابس، ويمكن القول انه سوق غسل ملابس كبير الحجم. وكان في هذا الميدان اكثر من ثمانمائة حوض في البداية بامكانها استيعاب الف شخص لغسل الملابس في آن واحد، لذلك، حافظ السكان المحليون على عادة غسل الملابس باليد وتجفيفها مكشوفة حتى اليوم.
ومرت مائة سنة بسرعة، ورغم ان غسل الملابس دخل الى العصر الكهربائي، لكن هذا الميدان الذى لا يتمتع بمميزات حديثة ولو قليلة ما زال مزدهرا جدا، ويرجع سبب ذلك الى ان معظم المنازل في بومباى ما زالت تعتقد ان الغسالات سلعة كمالية وليست ضرورية، وتعود سكان المدينة على حمل الملابس الى محلات الغسل، ويفضل اصحاب المحلات حمل هذه الملابس الى ميدان غسل الملابس الرخيص، ويتساوى في هذا الامر الجميع اغنياء وفقراء.
بالاضافة الى ذلك، يجذب هذا الميدان المكشوف العديد من الفنادق والمستشفيات بشهرته وخدماته العالية الجودة، ويذكر ان لكل غسال ملابس واحد خمسين زبونا دائما على الاقل، ويمكنه الحصول على ثمانية الاف روبيه شهريا(دولار واحد يعادل حوالي 45 روبيه) بغسل ملابس هؤلاء الاشخاص فقط.