<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-01-07 16:57:51
الحكومة الائتلافية في إسرائيل‏..‏ البحث عن نهاية النفق‏!‏

cri

كتب ـــ أكرم ألفي

خلال أيام سيقف أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي‏,‏ أمام الكنيست ليحصل علي موافقة البرلمان علي حكومة الوحدة الوطنية‏,‏ مع شريكه شيمون بيريز زعيم حزب العمل وحزب يهود التوراة المتحد الديني المتشدد‏.‏

ويجيء تشكيل هذه الحكومة بعد مخاض طويل وصعب دام أكثر من ستة أشهر‏,‏ تغيرت فيها خريطة الحكومة عدة مرات من ائتلاف علماني يضم الليكود والعمل وشينوي‏,‏ الي ائتلاف بين الليكود وشينوي والأحزاب الجديدة والدينية المتشددة‏,‏ انتهاء الي ائتلاف الليكود والعمل ويهود التوراة‏.‏

وطوال هذه الرحلة الصعبة‏,‏ ظل الثابت الوحيد هو اصرار شارون علي المرور من ثقب الإبرة وتنفيذ خطة فك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة‏,‏ ولكن علي الرغم من أن شارون يعتلي منصة التتويج في انتصار جديد يفتتح به عام‏2005,‏ الذي وصفه بعام الفرص التاريخية‏,‏ وبعد ان انكسرت كل الأمواج علي صخرته خلال‏2004,‏ إلا أن الحكومة الجديدة لن يكون طريقها مفروشا بالورود‏,‏ بل مليء بالأشواك‏,‏ فهل ينجح شارون بعد أن تجاوز الصعب أن يعبر الأصعب؟‏..‏ وان يصل بحكومته الي نهاية النفق؟‏.‏

*‏ حكومات الشلل السياسي

ستكون الحكومة الجديدة خامس حكومة وحدة وطنية في اسرائيل‏,‏ وتمثل الحكومات الائتلافية الأربع السابقة خبرة سلبية‏,‏ فهي كانت في الاغلب حكومات شلل سياسي وانتهت في الأغلب بالفشل‏,‏ فأول هذه الحكومات التي تشكلت عشية حرب‏1967‏ وانتهت بخروج مناحم بيجين بسبب وقف اطلاق النار مع مصر وخطة روجرز‏,‏ وبعد‏14‏ عاما التقي العمل والليكود مجددا في‏1984‏ وتناوب وقتها بيريز وشامير قيادة الحكومة‏,‏ ولم تنجح في انجاز أي من مهامها‏,‏ وانتهت باندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولي‏,‏ وكانت الحكومة الثالثة في‏1988‏ وانهارت بعد عامين فقط‏,‏ وكانت آخر حكومات الوحدة الوطنية في فبراير‏2001‏ بزعامة شارون وانهارت بسبب خلاف مع العمل حول مخصصات المستعمرات في ميزانية‏2003.‏

ويلاحظ بوضوح علي التجارب الأربع السابقة‏,‏ ان حكومات الوحدة الوطنية لم تنجح في انجاز مهامها علي الصعيد الداخلي والخارجي‏,‏ إلا في حالة حكومة حرب‏1967‏ بقيادة أشكول‏,‏ وهنا يري البعض أن تحدي المواجهة الداخلية مع المستعمرين قد يقود الحكومة الخامسة الي التوحد والنجاح علي غرار تجربة‏1967.‏

والملاحظة الثانية‏,‏ هي أن شارون وبيريز كانا شريكين ورفيقين في الحكومات الائتلافية الثلاث لأخيرة‏,‏ وكانا هما قاطرة تشكيلها في الأغلب‏,‏ وكانت تجربتهما نتيجتها الفشل دائما‏,‏ وهنا يطرح سؤال‏:‏ هل ينجح الخصمان الددودان هذه المرة؟

*‏ تسديد الفاتورة

تدلل جميع مؤشرات الرأي العام الإسرائيلي بوضوح‏,‏ علي عبور التجمع اليهودي الي غير رجعة الي فكرة حتمية للخروج من المناطق الفلسطينية والعربية المحتلة في حرب‏1967,‏ ولكن يبدو أن الثمن بعد ما يقرب من‏40‏ عاما من الاحتلال لن يكون قليلا‏.‏

فالمستعمرون في قطاع غزة والضفة الغربية‏,‏ تحولوا من قط وديع أولي بالرعاية‏,‏ يتولي شارون تاريخيا تربيته وحمايته‏,‏ الي قط سمين له مخالب‏,‏ فقادة المستعمرين يهددون باستخدام القوة ضد أي محاولة لاخراجهم من منازلهم بالأرض الفلسطينية المغتصبة‏,‏ بل ويدعون الجنود الي عصيان الأوامر‏,‏ ووصل الأمر لتهديد شارون بمصير رابين‏.‏

وهو الوضع الذي جعل شارون يلوح بعصا غليظة لتأديب المتمردين‏,‏ ويعتمد في موقفه علي تأييد أغلبية الإسرائيليين لخطة فك الارتباط‏,‏ ولكن يظل السؤال هل ستتمكن الحكومة الجديدة من تنفيذ عمليات اخلاء المستعمرين‏,‏ أم ان مشهد الدماء اليهودية المحرمة سيقلب الطاولة علي رأس شارون وبيريز معا؟ فوفقا لمحللين اسرائيليين‏,‏ فإن الحكومة الجديدة التي أخذت علي عاتقها تسديد فاتورة المستعمرات بعد أن استنفدت دورها السياسي والأمني بقطاع غزة‏,‏ قد تجد يدها ملطخة بدماء يهودية في مشهد غير مسبوق في تاريخ إسرائيل‏.‏

*‏ جيل المؤسسين والمهمة الأخيرة

إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة‏,‏ تعكس من ناحية أخري إعادة الكرة الي ملعب جيل المؤسسين‏,‏ فبعد أن فشل جيل الوسط متمثلا في نيتانياهو‏(96‏ ـ‏1999)‏ وباراك‏(99‏ ـ‏1001)‏ في تحقيق أي تقدم علي صعيد انهاء المشكلة الفلسطينية‏,‏ سواء عبر القوة أو المفاوضة‏,‏ فإن القادة التاريخيين من الفصيلين الرئيسيين للحركة الصهيونية بشقيها العمالي والتصحيحي‏,‏ متمثلين في شارون وبيريز‏,‏ أصبحا هما أداة المواطن الاسرائيلي للمحاولة الأخيرة لإنهاء المشكلة الفلسطينية‏.‏

فشارون صاحب اليد الطولي وبيريز صاحب اللسان الدبلوماسي‏,‏ يمكن أن يشكلا معا فريقا متناغما ـ وفقا للرؤية الإسرائيلية ـ وقادرا علي انجاز المهمة المعطلة منذ اغتيال اسحق رابين في‏1995.‏

وهنا تشير التحولات داخل كل من حزب الليكود والعمل الي أن جيل الوسط لم يعد محل ثقة‏,‏ وانه مع غياب آخر قيادة جيل مؤسسي الدولة العبرية خلال السنوات المقبلة بفعل الزمن‏,‏ فإن جيلا جديدا سيصعد لتولي مقاليد الأمور‏,‏ وهو ما ابرزته اختيارات اللجنة المركزية لحزب العمل لوزراء الحكومة الائتلافية‏,‏ وفي الوقت نفسه ينظر شارون وبيريز لمهمة فك الارتباط وتحقيق تسوية مع سوريا‏,‏ علي أنها المهمة الأخيرة لجيل المؤسسين الذي شارك معهما في حرب العصابات التي مهدت لاعلان الدولة العبرية منذ‏57‏ عاما‏.‏

الاهرام-مصر

7-1-2005