قالت وو يى نائبة رئيس مجلس الدولة الصينى والمسؤولة عن اعمال الاقتصاد والتجارة الخارجية قالت مؤخرا ببكين ان الصين ستعمل على رفع جودة استخدام الاستثمارات الاجنبية فيما بعد فى حين تستمر توسيع حجم جذب الاستثمارات الاجنبية ، وذلك يهدف الى تحسين الهياكل الصناعية المحلية ورفع قدراتها الذاتية للتنمية والابداع . وعلاوة على ذلك ، الصين ستشجع الشركات العابرة القارات على انشاء مراكز البحوث لدى الصين وادخال صناعات التكنولوجيا العاليا والحديثة وصناعة الخدمات .
جاء ذلك فى حديثها فى مؤتمر اعمال مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا على مستوى الدولة عقد مؤخرا ببكين . وتجدر الاشارة الى منطقة تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا على مستوى الدولة التى انشاتها الحكومة الصينية منذ عام 1984 تهدف الى جذب الاستثمارات الاجنبية وتتمتع بالسياسة التفضيلية الممنوحة من الحكومات المركزية والمحلية . وحتى الان ، تنتشر حوالى تسع واربعين منطقة
تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا فى انحاء الصين. وخلال العشرين السنة الماضية ، اصبحت مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا الوطنية المناطق الاقتصادية اسرع نموا فى الصين واكثر تجمعا من حيث جذب الاستثمارات الاجنبية . وتحافظ المؤشرات الاقتصادية الرئيسية على النمو السريع بزيادة 25% . وفى عام 2003 ، حققت مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا الوطنية الصينية البالغ مساحتها خمسة ملايين وسبعمائة الف كيلومتر مربع فقط، خمسمائة مليار يوان صينى من اجمالى الناتج المحلى مشكلا 4.4% منه.
واشادت وويى نائبة رئيس مجلس الدولة الصينى لدور قيادى لعبته مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا فى الانتفاح على الخارج ومساهمتها الهامة لتنمية الاقتصاد الصينى مشيرة الى ان جذب الاستثمارات الاجنبية ما زال جزء مكونا اساسيا لسياسة الانفتاح على الخارج .ولكن ستعمل الصين على رفع جودة استخدام الاستثمارات الاجنبية كثقل اعمالها بهدف رفع القدرات الذاتية فى التنمية والابداع . وقالت :
" ان هدفنا فى جذب الاستثمارات الاجنبية هو من اجل رفع قدراتنا الذاتية فى التنمية والابداع تجنبا من تكرار الادخال والاستنساخ . من اهمه تعزيز ابداع التكنولوجيا وانتاج المنتجات ذات الملكية الفكرية . "
وترى وويى ان تغير ثقل اعمال الصين فى جذب الاستثمارات الاجنبية يرجع اسبابه الى مواجهة الصين التنافس الدولى القوى وحاجة تنمية الاقتصاد المحلي. ومع النمو الاقتصادى العالمى والعولمة الاقتصادية ، شهدت سرعة نقل الهياكل الصناعية وتعديلها فى العالم وسيولة الاصول الدولية زيادة كبيرة تجاه صناعة التكنولوجيا العاليا والحديثة وصناعة الخدمات الحديثة . ورغم ان الصين ما زالت تعتبر خيارا رئيسيا لتحقيق نقل الهياكل الصناعية للشركات العابر القارات والاستثمار فيه ، ولكن تنافس الدول المجاورة لها فى هذا الصدد يشكل ضغوطا كبيرا على الصين .
ووفقا للتخطيط التنموى الصينى ، ستضاعف اجمالى الناتج المحلى المحلى الصينى فى عام 2020 ليصل الى اربع تريليونات يوان صينى . وهذا يحتاج الى تغير اساليب التنمية الاقتصادية المتاخرة وتحسين الهياكل الصناعية الوطنية . وفى حديثها عن كيفية رفع جودة استخدام الاستثمارات الاجنبية فى ظل الاوضاع الجديدة ، قالت وو يى :
" ان ادخال الاستثمارات الاجنبية فى عصرنا الجديد يحتاج الى فكرة جديدة . ويتعين اتسخدامنا الاستثمارات الاجنبية عبر الاختيار الا وهو جذب التكنولوجيا العالية والحديثة وصناعة الخدمات ذات القيمة الاضافية العالية اضافة الى جذب الشركات العابرة القارات لانشاء مراكز بحوثها فى الصين بغية رفع قدراتنا الذاتية فى الابداع عبر نقل الاكفاء والتكنولوجيا " .
واضافت وو يى نائبة رئيس مجلس الدولة الصينى ان الحكومة الصينية ستعزز مدى حماية الملكية الفكرية لتشجيع الشركات العابرة القارات على انشاء مراكز بحوثها لدى الصين ، وفى الوقت نفسه، ستواصل مناطق تنمية الاقتصاد والتكنولوجيا الوطنية لعب دورها القيادية فى جذب الاستثمارات الاجنبية وخفض مزيد من التكاليف الادارية ورفع الفعالية الادارية وتحسين بيئة الاستثمار .