اتهم التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الاميركية امس الاول بشأن معاداة السامية في العالم، <<حزب الله>> باعتماد <<خطاب قوي>> عبر وسائله الاعلامية ضد اسرائيل ومواطنيها اليهود، واتهم الحكومة السورية ب<<منع>> مواطنين يهود من الوظائف الحكومية و<<استثنائهم>> من الخدمة العسكرية، وفرض قيود على سفرهم الى الخارج، معتبرا ان <<اعمال العنف المعادية للسامية>> في الشرق الاوسط <<مرتبطة عمليا بشكل كامل بالارهاب المناهض لإسرائيل>>.
وقال التقرير السنوي للوزارة، وهو الاول حول معاداة السامية في العالم، بشأن لبنان، ان <<التسامح الديني متمّم للنظام السياسي في البلاد، غير ان التزاع العربي الاسرائيلي واحتلال اسرائيل لجنوب لبنان غذى نفورا قويا ازاء الاسرائيليين، ويعكس الاعلام اللبناني غالبا هذا الشعور>>.
ويضيف التقرير ان <<حزب الله، عبر وسائله الاعلامية، وجه بانتظام خطابا قويا ضد اسرائيل ومواطنيها اليهود وأدخل أحداثا جرت في المنطقة ضمن مؤامرة صهيونية>>.
وتابع التقرير ان <<مسلسل <<الشتات>> التلفزيوني، الذي ركز على المؤامرة المزعومة ل<<بروتوكولات حكماء صهيون>> للسيطرة على العالم، بث في تشرين الاول وتشرين الثاني 2003 على شاشة قناة <<المنار>> الفضائية، التابعة لتنظيم حزب الله الارهابي>>.
ولفت التقرير الى ان <<الحكومة السورية منعت مواطنين يهوداً من الوظائف الحكومية واستثنتهم من الخدمة العسكرية، وذلك بسبب العلاقات المتوترة مع اسرائيل>>. اضاف ان <<اليهود كانوا أيضا الاقلية الدينية الوحيدة التي يشار في هويات أبنائها وجوازات سفرهم الى ديانتهم. على المواطنين اليهود ان يطلبوا الإذن من الاجهزة الامنية قبل السفر الى الخارج ويتعيّن عليهم قبل ذلك ان يقدموا لائحة بممتلكاتهم لضمان عودتهم الى البلاد>>.
وفي الشرق الاوسط، ندد التقرير ب<<الجهود الحكومية القليلة التي تبذل من اجل الحد او التصدي للظواهر المعادية للسامية>> في الصحف او الخطب العامة وبأن الحكومات لا تبذل إلا <<الحد الادنى من الجهود>> لمكافحة الاحكام المسبقة المعادية للسامية، معتبرا ان معاداة السامية في وسائل الاعلام هي اكثر اشكال معاداة السامية شيوعا في المنطقة.
وأشار التقرير الى ان <<اعمال العنف المعادية للسامية>> في الشرق الاوسط <<مرتبطة عمليا بشكل كامل بالإرهاب المناهض لإسرائيل وليست منتشرة جغرافيا كثيرا>> خارج اسرائيل والاراضي الفلسطينية. اضاف التقرير ان <<منظمات إرهابية فلسطينية لا سيما حماس والجهاد الاسلامي وكتائب شهداء الاقصى هاجمت اسرائيليين وأصدرت أحيانا تصريحات معادية للسامية بعد هذه الاعمال>>.
وأكد التقرير ضرورة التمييز بين <<الانتقادات المشروعة>> تجاه اسرائيل وتلك التي لها طابع معاد للسامية. واعتبر ان <<تشويه صورة اسرائيل والافتراء على قادتها من خلال تشبيههم احيانا بقادة نازيين واستخدام رموز نازية بهذا الهدف، ينمّ عن احكام مسبقة معادية للسامية لا عن انتقاد بنّاء>>.
السفير-لبنان
7-1-2005