تعرضت سبع دول بجنوب آسيا لزلزال مدمر بالمحيط الهندى وأحدثت أمواج مد عاتية نجم عنها خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. وأفادت الانباء الواردة من الامم المتحدة ان عدد قتلى الزلزال الاخير وتوابعه فى المحيط الهندى قد تجاوز 160 الف شخص. وأشار الرئيس الصينى هو جين تاو في الأول من يناير إلى أن الصين حكومة وشعبا تستعد تقديم كل المساعدات الممكنة فى حدود قدرتها إلى الدول المتضررة وخلال هذه الأزمة الانسانية بادرت مختلف الأوساط الاجتماعية الصينية إلى التبرع بالأموال والمواد لمساعدة المنكوبين في اعادة بناء بلادهم هنا نهض المسلمون الصينيون الذين يعيشون في كافة أنحاء البلاد واهتموا اهتماما بالغا بالأوضاع المتردية في هذه الدول المتضررة وكانوا بتقديم كافة أنواع المساعدات. وفي هذه الحلقة نقدم لكم تقريرا بعنوان: مسلمو مختلف المناطق الصينية يسارعون إلى التبرع بالأموال وكافة المساعدات للدول المنكوبة من جراء أمواج المد العاتية بجنوب آسيا.

يقول التقرير تعتبر منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم شمال غربي الصين منطقة مكتظة بالمسلمين. قد أثارت أمواج المد العاتية التي وقعت فى المحيط الهندي اهتماما بالغا في قلوب المسلمين الويغوريين. وعلم مراسل إذاعتنا من هيئة الشؤون المدنية بالمنطقة أن الأبناء المحليين عملوا بعد وقوع الكارثة على تقديم كافة المساعدات للدول المتضررة. ويقول السيد سو جيان قوانغ المسؤول بقسم الإغاثة التابع لهيئة الشؤون المدنية بالمنطقة:

بدأت هيئة الشؤون المدنية بمنطقة شينجيانغ الويغوية الذاتية الحكم بعد انتهاء عطلة الرأس الجديد على الفور تنظيم وتنسيق كافة الأعمال التبرع للمناطق المنكوبة من جراء أمواج المد العاتية حيث اتفقت مع جمعية الصليب الأحمر والجمعية الخيرية المحلية على تأسيس "مكتب لتنسيق التبرعات الشعبية للمناطق المتضررة" لقبول متبرعات المواطنين."

وأضاف السيد سو جيان قوانغ أنه علم أن معظم المقاطعات والمناطق الصينية قد أقامت مكاتب خاصة مثل منطقة شانجيانغ لتنسيق التبرع.

أما منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي فتعتبر منطقة أخرى مكتظة بالمسلمين الصينيين. وبعد وقوع كارثة أمواج المد العاتية التي تعتبر أكبر الكوارث العالمية في السنوات العشرين الماضية هرع العديد من المسلمين من أبناء منطقة نينغشيا إلى جمعيات الصليب الأحمر المحلية لتقديم تبرعاتهم إلى البلاد المنكوبة من الزلزال والأمواج العاتية. حول هذا الموضوع قال السيد ليو يان بينغ المسؤول بمكتب جمعية الصليب الأحمر بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي:

"من أجل تسهيل تبرع المواطنين فتحت جمعية الصليب الأحمر بمنطقة نينغشيا أربعة خطوط ساخنة لقبول التبرعات الشعبية حيث اتصل بجمعيتنا أكثر من مائة شخص. وبادر مواطنوا بنينغشيا للتبرع إلى البلدان المتضررة. وقد تجاوزت قيمة الأموال المقدمة من مختلف الأوساط الاجتماعية ستمائة ألف يوان صيني."

وقال السيد ليو يان بينغ للمراسل إن المسلمين المحليين نظموا نشاطات مختلفة للقيام بالتبرع حيث لم تبرع باو جين قوي إمام مسجد نانقوان بمدينة ينتشوان حاضرة المنطقة بعشرة ألاف يوان صيني فقط بل نظم يوم الجمعة الماضي نشاطات أخرى للتبرع. وقال الإمام باو جين قوي أثناء حوار هاتفي أجراه مراسل إذاعتنا معه:

"يتعين علينا نحن المسلمون الصينيون أن نعبر عن تعاطفنا وتحملنا المسؤولية بمساعدة المنكوبين من الزلزال الأخير وتوابعه في أسرع وقت ممكن. لقد تبرعت بعشرة ألاف يوان صيني. وإضافة إلى ذلك ندعو مسلمي مدينة ينتشوان إلى التبرع بالأموال للمناطق المنكوبة حيث نظم مسجدنا يوم الجمعة الماضي كافة النشاطات للتبرع وتدفق علماء دين من 34 مسجدا محليا مع أعداد كثيرة من المسلمين للتبرع في مسجد نانقوان."

وتعمل بعض المؤسسات الصينية أيضا على تقديم مختلف المعونات بما فيها الحاجات اليومية والأطعمة إلى المناطق المنكوبة. وتعتبر شركة يوشينغتشاي للأطعمة الاسلامية في بكين مؤسسة حكومية. وقالت السيدة وانغ لي جون مديرة مكتب الشركة:

بذل عمال شركة يوشينغتشاي للأطعمة الاسلامية في بكين أقصى جهودهم لاعداد واحد وثلاثين ألف كيسا من الخراف المشوية. وبذلك تم نقل هذه الخراف المشوية كجزء من أول دفعة من المعونات التي تقدمها الحكومة الصينية الى المناطق المنكوبة وتم توزيعها على المنكوبين.

وفي العاصمة الصينية بكين تبرعت تلميذة مسلمة تبلغ من العمر ست سنوات بمائة يوان صيني حيث عبرت عن رغبتها الجميلة قائلة:

"آمل في أن يخرج المنكوبون من الزلزال والأمواج العاتية من محنتهم في أسرع وقت ممكن وأن يترجم كافة البشر حبهم للمنكوبين بمساعدتهم على التغلب على هذه الأزمة الطاحنة."

ذكر مكتب جمع التبرعات الشعبية الصينية للمناطق المتضررة من الزلزال والامواج العاتية فى المحيط الهندى التابع لوزارة الشؤون المدنية الصينية ان مقر عام جمعية الصليب الاحمر الصينية وجمعيات الصليب الاحمر المحلية والجمعية الخيرية العامة الصينية وفروعها المحلية قد تلقت تبرعات بلغت قيمتها مائة واربعة وعشرين مليون وثمانمائة وثلاثين ألف يوان صينى حتى الآن.