يؤكد الخبراء أن اتفاق السلام الذي تم توقيعه الاحد بين حكومة الخرطوم والمتمردين الجنوبيين لانهاء النزاع في جنوب السودان الغني بالنفط، سيخلق فرصا هائلا للدول المجاورة عبر زيادة التجارة ونقل الذهب الاسود.
ويضيف الخبراء ان المنطقة الجنوبية المحرومة من اي منفذ بحري تتردد من الناحية السياسية في استخدام بور سودان الشمالي على البحر الاحمر وبالتالي فانها ستبحث عن منفذ بحري في الدول المجاورة لتتمكن من بيع نفطها في الاسواق الدولية.
وقال الاقتصادي الكيني روبرت شو في نيروبي حيث تم التوقيع على اتفاق السلام (سيهرع العديد من التجار إلى جنوب السودان للاستثمار هناك نظرا لان المنطقة غير مستغلة وفيها سوق كبير).
وأضاف أن (جنوب السودان يعتبر فرصة رائعة بالنسبة للتجار لان الاقتصاد سيبدأ من الصفر بعد 21 عاما من الحرب وتتوفر في جنوب السودان العديد من فرص التجارة للمنطقة باكملها).
وصرح صموئيل نيانديمو خبير التنمية الاقتصادية في جامعة نيروبي أن (كينيا أمامها فرصة اكبر لان أوغندا الواقعة على الحدود الجنوبية للسودان تشهد قتالا ولذلك فان العديد من المستثمرين الاجانب يفضلون تمرير البضائع عبر كينيا).
وأضاف انه (من المتوقع أن يكسب الاقتصاد الكيني ملايين الدولارات في السنوات الاولى من إعادة الاعمار في الجنوب السوداني).
وأكد انه (نظرا لان السودان عضو في السوق المشتركة لدول شرق ووسط افريقيا، فان كينيا ستقوم بتصدير معظم بضائعها الى جنوب السودان) .
وكان الرئيس الكيني مواي كيباكي قال في كلمة بمناسبة رأس السنة الميلادية سنبنى الطرق وخطوط السكك الحديدية في ذلك البلد في اشارة الى جنوب السودان.
وكانت كينيا والحركة الشعبية لتحرير السودان، اكبر حركة تمرد في الجنوب، اتفقا على بناء اول خط سكة حديد بطول 1182 كيلومترا ليصل بين جوبا في الجنوب وميناء مومباسا الكيني على ان يبدأ العمل في تموز/يوليو المقبل بتكلفة مبدئية تصل الى 3،2 مليار يورو.
وقال كاستيلو قرنق رينغ مفوض الحركة الشعبية لتحرير السودان لشؤون التعاون والتنمية الدولية أولا وقبل كل شيء فان جنوب السودان ليس له منفذ بحري. سيستخدم خط سكة الحديد هذا ليصلنا بالعالم الخارجي كما سيكون خط التصدير والاستيراد الرئيسي لنا.
وأضاف نتوقع كذلك استخدام السكك الحديد لنقل حوالى سبعين الف برميل من النفط يوميا الى كينيا وغير ذلك من السلع الاستهلاكية.
وصرح مسؤولون كينيون ان الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان يناقشان خطط بناء خط انابيب يصل من الجنوب الى مومباسا.
وقال ان ميناء مومباسا اكثر تطورا من بور سودان الذي تستخدمه الحكومة السودانية حاليا. وعندما يبدأ النفط بالتدفق الى مومباسا فستحصل كينيا على مبالغ نقدية جيدة.
وينتج السودان حاليا حوالى 350 الف برميل من النفط يوميا معظمهما من الابار الموجودة في جنوب السودان ويتم تصديرها عبر بور سودان.
ويمتلك السودان احتياطي يقدر بملياري برميل من النفط، طبقا للخبراء.
ويقول وكيل وزير التجارة الاوغندي ريتشارد ندوهورا سيكون لمنتجاتنا الصناعية سوقا اكبر لان هذه المنطقة ستخرج لتوها من حرب طويلة ولذلك فانها ستعتمد على جاراتها في الحصول على العديد من السلع الصناعية.
وأكد المسؤول الاوغندي في تصريح في كامبالا مع حلول السلام في جنوب السودان نتوقع حجم تجارة اكبر عبر الحدود.
كما سيتيح جنوب السودان البالغة مساحته 850 الف كيلومترا مربعا، فرصا جديدة للتجارة بالخشب الذي ستحتاجه المنطقة لبناء المساكن والمباني عندما يبدأ السكان بالعودة الى المنطقة، طبقا لمسؤول في الامم المتحدة.
وكانت الحرب في جنوب السودان اندلعت عام 1983 عندما بدأ المتمردون القتال ضد الخرطوم بسبب ما قالوا انه هيمنة عربية اسلامية على السود والارواحيين والمسيحيين في الجنوب.
وأسفر النزاع عن مقتل 1،5 مليون شخصا على الاقل وتشريد اربعة ملايين اخرين.
القناة-السودان
10-1-2005