الاحتلال يرفض طلب هيئة العلماء جدولة الانسحاب
أعلن الاحتلال الأميركي للعراق أمس رفضه مطلب هيئة علماء المسلمين جدولة انسحاب قواته من هذا البلد، مشيرا إلى أن حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي <<موافقة>> على ذلك الرفض، في وقت أغلقت القوات الأميركية والعراقية الموصل استعدادا على ما يبدو لتنفيذ عملية كبيرة في المدينة وسط استمرار هجمات المقاومة التي أودت بثلاثة جنود أميركيين إضافة إلى نائب قائد شرطة بغداد (تفاصيل صفحة 15).
وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية لدى بغداد، بوب كالاهان، <<ليست لدينا أية نية لوضع جدول زمني لانسحابنا من العراق في الوقت الحالي. الحكومة العراقية موافقة>> على ذلك. وأضاف <<إنهم (في هيئة العلماء) يدركون موقفنا تماما وهو أننا سنبقى في العراق طالما كان (وجودنا) ضروريا ولكن ليس ليوم واحد إضافي>>. وتابع <<لسنا مستعدين في الوقت الراهن لتحديد تاريخ لانسحابنا.. لقد
أدركوا أنه سيكون من المبكر تحديد جدول زمني لانسحابنا>>.
في المقابل، قالت <<هيئة العلماء>>، في بيان، إن الزيارة التي قام بها وفد أميركي رفيع إلى مكتبها في بغداد السبت الماضي جاءت <<بناء على طلبهم (الأميركيين) وبواسطة السفارة الفرنسية في بغداد>>. وأضاف البيان أن القائم بالأعمال الأميركي الذي التقى الوفد قال له إن <<خطتنا تقضي بترك العراق في أقرب وقت ممكن لكن السبب الوحيد الذي يمنعنا هو المتمردون، والأفضل هو إجراء الانتخابات الديموقراطية وهو هدف الأمم المتحدة، وحكومتنا مقتنعة بضرورة إجرائها، ومعظم الناس يريدون المشاركة، والهيئة لا تريد، ونرغب بأن نعرف سبب ذلك، ولدينا الأوامر للالتقاء بكم لمعرفة السبب>>.
وأشار بيان الهيئة إلى أن أمينها العام حارث الضاري شدد على أن <<العراق الآن لا يمثل دولة والعلاقة هي بين محتل ودولة محتلة... ونحن هنا في الهيئة وجهنا في تموز خطابا إلى الحكومة الأميركية من خلال وسائل الاعلام وقلنا لهم وفروا علينا وعليكم الدماء والاموال والجهد واخرجوا بالشكل الذي ترونه مناسبا وستكونون اصدقاء ونقول لكم حينها فعلا حررتمونا من الاستبداد>>.
وبحسب البيان نفسه، فان الضاري ابلغ الوفد الأميركي أن <<العام الماضي كان مرّا حيث ذهب الكثير من العراقيين والعراق لم يحرر حيث القتلى والجرحى بمئات الآلاف وهدمت مدن وامتلأت السجون بالمعتقلين ... وان معركة الفلوجة كان سببها بسيطا، وتكرر الخطأ مرة اخرى ودمرت المدينة بيد قوات تعتبر نفسها صديقة ومحررة>>. كما أكد الضاري، للبعثة الأميركية، أن <<الانتخابات تقاطعها أطياف كثيرة، وليس السنة وحدهم، بل أكثر السنة مع كثير من الشيعة يقاطعونها لسببين، الأول تدمير واجتياح المدن، وقيل حينها من قبلكم ومن قبل الحكومة المؤقتة أن هذه الأعمال تجري للتحضير للانتخابات، والثاني أن الذين يقاطعون الانتخابات يعتقدون انها هزيلة وشكلية لان مقاعدها قد وزعت سلفا عن طريق المحاصصة>>.
وأشار الضاري إلى أن <<القوى الرافضة للانتخابات تطالب بالتزام رسمي ومعلن بالمغادرة وفق جدول زمني مكفول وإشراف الأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى على رحيل كافة القوات الأجنبية وعلى العملية السياسية بأكملها>>.
وفي السياق، قال اياد علاوي، حول إصرار البعض على فكرة تأجيل الانتخابات، <<هذه هي الديمقراطية أن يطالب بعض الناس بالتأجيل والبعض الآخر بإجراء الانتخابات في الموعد المحدد>>. وأضاف، ردا على سؤال حول وجود استقالات في المفوضيات العليا المستقلة للانتخابات في المحافظات التي تشهد توترا امنيا كالموصل والانبار، أن <<هذه مجرد أنباء صحف أجنبية غير دقيقة وهذا شيء محزن حقا>>. وأوضح <<بالامس كنت أتحدث مع مسؤولين في المفوضية لبحث مشاكلهم في محاولة منا لحلها وليس لدي اي تقارير عن استقالات وفي العادة إذا كان هناك استقالات فانا اعتقد انها استقالات فردية وهم لا يتحدثون عنها>>.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيف هون إرسال 400 جندي إضافي إلى العراق <<لمدة محددة>> لتعزيز قوات الاحتلال قبيل إجراء الانتخابات العامة في 30 كانون الثاني الحالي. وأشار هون إلى أن هذه التعزيزات ستبقى في جنوبي العراق حيث ينتشر القسم الأكبر من الجنود البريطانيين. وتابع <<ليست هناك أية خطة لتدخل هؤلاء العسكريين خارج منطقة عملياتهم الحالية
السفير-لبنان
11-1-2005