واشنطن- ديفيد سانجر وايريك شميت:قبل اقل من 3 اسابيع على الانتخابات العراقية بدأ الحديث يتزايد في الكونجرس، والبنتاجون، وحتى في البيت الابيض حول موعد وكيفية بدء القوات الاميركية الانفكاك من العراق• وحتى الان فإن الامر لا يتعدى الكلام فقط، وليس التخطيط• والشيء الوحيد الذي يشبه الخارطة الرسمية لباب الخروج هو سلسلة من خطط الطوارئ لدى البنتاجون اعدت بخصوص الاحداث التي ستطرأ بعد انتخابات 30 يناير• لكن مسؤولا بارزا في الادارة الاميركية حذر من الافراط في القراءة في ذلك الامر، قائلا: ''ان لدى البنتاجون خططا لكل شيء'' بدءا من تفجر الحرب في كوريا وصولا الى مهمات الاغاثة في افريقيا•
ان التمتمات حول الفكاك قد ازدادت علوا بشكل مميز بعد عودة اعضاء الكونجرس من راحتهم الشتوية، وبينما يحاول القادة العسكريون وضع تصور لكيفية رد السنة على نتائج الانتخابات• فالكتابة السنوية للميزانية تذكر بان الوجود الاميركي في العراق يتكلف 4,5 مليار دولار شهريا، ويفرض اعباء ضخمة على الجيش• كما ان مسؤولي البيت الابيض يفكرون، ويقلبون الرأي، في احتمال ان يشهدوا فترة رئاسية ثانية يطغى عليها الحساب الليلي المتواصل للضحايا• وحسب كل الروايات، فإن الرئيس بوش لم ينضم الى الحديث حول الفكاك حتى الان، بالرغم من ان اعضاء بارزين في مجلسه للامن القومي، قد شاركوا في الحوار•
واكد مسؤول بارز في الادارة الاميركية ان بوش لا يزال ينوي التمسك بخطته، وتعديل استراتيجيته المتعلقة بتدريب العراقيين على تحمل مسؤولية الواجبات الامنية من الاميركيين، لكنه لا يحيد عن وعده بالبقاء حتى ينتهي العمل• واضاف المسؤول: ''نحن لسنا بصدد محاولة تعويم جداول المواعيد، فالمقياس الوحيد الذي لدينا هو عندما نتمكن من تحويل المزيد والمزيد من المسؤولية الى القوات المحلية''•
ولكن في مختلف انحاء واشنطن، يدور حديث حول طرق جديدة لتحديد متى تنجز المهمة- ليس اللوذ بالفرار، وايضا ليس التواني والتباطؤ• واعترف عدد من مسؤولي الادارة ان بوش سوف يواجه قرارات حاسمة فور الانتهاء من استحقاق 30 يناير، حيث يفترض ان يتضح اكثر فيما اذا كانت الانتخابات قد اسفرت عن المزيد من الاستقرار او المزيد من العصيان• وبالفعل، فقد وجد الرئيس الاميركي نفسه واقعاً في جدل عام نادر قبل ايام مع واحد من اقرب الاصدقاء والمستشارين لأبيه، برنت سكوكروفت، مستشار الامن القومي السابق، الذي اعلن ان الانتخابات لن تكون تحولا مبشرا، وثمة احتمال قوي بأن تعمق الصراع، وربما نشهد بداية حرب اهلية في هذا الوقت''•
واشار سكوكروفت الى ان الوضع في العراق يثير سؤالا اساسيا حول ''ما اذا كان يتوجب علينا الخروج الان'' لكن بوش رد بالقول انه يعتقد بان الانتخابات ستكون تجربة مفعمة بالامل بالنسبة للشعب العراقي•
ويقول بعض العارفين ببواطن الامور في الادارة، ان تفاؤل الرئيس يتناقض بشكل حاد مع ما يدور في المحادثات التي تجري في غرفة تقييم الموقف في البيت الابيض، والبنتاجون، والكونجرس• فلأول مرة، تثار تساؤلات حول ما اذا كان من الممكن سياسيا الانتظار حتى تتدرب القوات العراقية بالشكل الملائم، قبل ان يصبح الضغط للبدء في اعادة الجنود الاميركيين هائلا• ويعلن الان بعض اعضاء مجلس الشيوخ صراحة ان الجيش ووحدات الشرطة العراقيين غير مؤهلين للقيام بالعمل المطلوب•
عن خدمة نيويورك تايمز
الاتحاد-الامارات
11-1-2005