كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
طفت على السطح أمس الإشارات الاولى حول أزمة سياسية خطيرة بين إسرائيل وروسيا. وتعود هذه الأزمة حسب التلفزيون الإسرائيلي إلى اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسرائيل بدعم مرشح المعارضة الأوكرانية فيكتور يوتشينكو ودعم المعارضة الروسية. وتتعامل إسرائيل بخطورة مع هذه الأزمة التي استدعت قبل أسبوع عقد اجتماع سري لصناع القرار السياسي الأمني في إسرائيل لبحث سبل منع تدهور العلاقات بين الدولتين.
وكانت القضية قد أثيرت للمرة الاولى في مطلع الأسبوع الماضي عندما ذكرت صحيفة <<هآرتس>> أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون عقد اجتماعاً سرياً خاصاً لبحث العلاقات الروسية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة ان الاجتماع عقد على خلفية تراكم إشارات مقلقة حول تدهور العلاقات بين الدولتين. وكانت آخر هذه الاشارات تحذير بوتين من <<أناس يطلقون تصريحات صهيونية ومعادية لروسيا>> في محيط الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يوتشينكو.
وشارك في الاجتماع المذكور وزير الخارجية سيلفان شالوم ووزير الدفاع شاؤول موفاز ورؤساء الأجهزة الاستخبارية ومستشار
الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند. واستعرض المشاركون في الاجتماع مظاهر تدهور العلاقات بين الدولتين وبينها تصريحات الدعم الروسية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وزيارة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف له قبل وفاته، وسلسلة أخرى من الأحداث المشابهة.
وقالت <<هآرتس>> انه نشب خلاف بين المشاركين حول ما إذا كانت هذه سياسة روسية مقصودة أم أنها مجرد اجتماع صدف. وفي نهاية الاجتماع كلف شارون وزارة الخارجية الإسرائيلية ببحث عمق التدهور في العلاقات بالتعاون مع الجهات الإسرائيلية الأخرى وتقديم التوصيات. وقالت انه لم تتخذ قرارات في هذا الاجتماع.
ويبدو أن ما نشرته صحيفة <<هآرتس>> قاد الحكومة الإسرائيلية إلى فرض تعتيم على كل الأنباء المتصلة بهذه القضية واعتبارها قضية أمن قومي. وبالفعل لم يتم التطرق لهذا الأمر في الصحافة الإسرائيلية لا من قريب ولا من بعيد. وفقط مساء أمس استهلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي نشرتها الرئيسية لتعلن أن لديها طرف خيط حول هذا التدهور. وقالت ان ما ستنشره هو ما سمحت السلطات بنشره.
وذكرت القناة الثانية أن الأزمة بين إسرائيل وروسيا تنبع من اتهام الرئيس الروسي لإسرائيل بتمويل ومساعدة الحملة الانتخابية للمرشح الفائز في الانتخابات المعادة في أوكرانيا فيكتور يوتشينكو. وأشارت إلى أنه حسب الاتهام فإن جهات إسرائيلية قدمت أموالاً طائلة ليوتشينكو ضد فيكتور يانوكوفيتش المقرب من الرئيس بوتين والذي هزم في الانتخابات المعادة.
ويقول بوتين انه كان بوسع الحكومة الإسرائيلية الحيلولة دون تقديم مثل هذه المساعدات المكثفة ليوتشينكو. ويزيد على ذلك المقربون من بوتين قولهم ان إسرائيل تدعم أيضا المعارضة الروسية لبوتين نفسه.
وقد أعلنت إسرائيل أنها ترفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً. وأن إسرائيل لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. غير أن أحداً في إسرائيل لا يقلل من أهمية هذا التدهور في العلاقات بين الدولتين والذي قد ينطوي على أبعاد مهمة أمنياً وسياسياً. وتسعى إسرائيل لاحتواء الموقف من خلال استخدام النفوذ الأميركي في الكرملين لدفع بوتين للتراجع عن الحدة في التعامل مع إسرائيل والحيلولة دون تدهور العلاقات.
السفير-لبنان
12-1-2005