أكد سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية النائب الثاني لسمو رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة رئيس مجلس ادارة قطر للبترول ان دولة قطر تقدم آفاقا عريضة من الفرص الاستثمارية أمام العديد من كبريات الشركات المحلية والاقليمية والعالمية في نفس الوقت الذي ستتيح فيه آلاف فرص العمل للمواطنين والمقيمين الذين سيكون بإمكانهم جميعا المشاركة في النهضة الكبرى التي تشهدها الدولة والتي أصبحت تتمتع بواحد من أفضل وأقوى الاقتصادات في العالم‚وقال العطية ان دولة قطر تقدم العديد من فرص المشاركة في مشروعات تتجاوز اجمالي قيمتها 75 مليار دولار اميركي ينتظر تنفيذها خلال الفترة القادمة وحتى عام 2012 بعد ان تعاقدت بالفعل على مشروعات اخرى عملاقة يجري تنفيذها بالفعل مثل مشروع الالمنيوم الذي تتجاوز قيمته 3 مليارات دولار ومشروع قطر غاز 2 الذي تتجاوز قيمته 13 مليارا ومشروعات عديدة اخرى يجري تنفيذها في رأس غاز وفي قطاع البتروكيماويات وسوائل الغاز وغيرها‚
كما اشار العطية الى حرص الدولة على تنويع وتوسيع قاعدة الصناعة والتوسع في الاستفادة من الغاز الطبيعي المسال والتوجه نحو تصنيع الغاز مؤكدا ان دولة قطر لم تصبح «مصدرا تقليديا» للغاز لكن الدولة وضعت خطة للتصنيع وإدخال الغاز في صناعات عديدة عملاقة متنوعة مثل الالومنيوم وسوائل الغاز والحديد والصلب وغيرها من الصناعات بما يعطي للبلاد ضمانة اقتصادية كبيرة وسلة اقتصادية متنوعة تضم كافة الصناعات العملاقة بما يضمن بالتالي تنويع مصادر الدخل‚ وكانت الوطن قد طرحت على سعادة النائب الثاني الأسئلة التالية:
-كم تقدر الاحتياجات الاضافية من الغاز الطبيعي المسال الذي ينتظر ان تحصل عليها الهند من دولة قطر على ضوء زيارتكم الاخيرة الى هناك وهل يرتبط ذلك بمشروعات جديدة اخرى مع الجانب الهندي بعد تجربتكم مع بترونت؟
- حتى الآن لم يتم الاتفاق على كمية محددة ولكن هناك دراسة لامكانية تزويد السوق الهندية بكميات اضافية من الغاز الطبيعي المسال سوف تتحدد على اساس الدراسة التي تجريها حاليا «رأس غاز» حيث تجرى حاليا المفاوضات مع بترونت ورأس غاز اما عن المشروعات الجديدة المنتظر الدخول فيها مع الجانب الهندي فهي تتعلق بمرافق استقبال الغاز القطري المسال التي تنوي الهند تشييدها بولاية كيرلا لتكون ثاني مرافق لاستقبال الغاز لاقطري في الهند التي تتميز بطلب متنام على الغاز يقدر حاليا بعشرة ملايين طن هي الكمية الاضافية التي ترغب الهند في استيرادها في الوقت الحالي‚
-على ضوء الصعوبات التي تمت في مشروع بترونت والذي على اساسه تمكنت قطر من خلال رأس غاز من تزويد الهند لأول مرة في تاريخها بالغاز الطبيعي المسال هل ستستفيدون من الصعوبات السابقة في المشروع الجديد مع الهند؟
- لا نعتقد ان هناك مشروعا يتم دون صعوبات‚ صحيح اننا نجحنا في تطوير سوق الهند التي كانت اول دولة نقوم بإمدادها بالغاز الطبيعي لأول مرة في تاريخها ونحن فخورون بذلك الا ان الصعوبات جانب من العمل اليومي الذي تتميز به المشروعات الطموحة والكبرى‚
-هل تنوون تملك حصص في مرافق استقبال الغاز الجديدة المزمع انشاؤها في كيرلا كما فعلتم في داهج؟
- أبدينا استعدادا لشراء حصص المرافق والعرض تحت الطلب واذا اتفقنا مع بترونت ورأس غاز سنعرض شراء نسبة معينة تتحدد على أساس التفاوض وليست هناك نسبة في ذهننا في الوقت الحالي‚
-عام 2004 كان من الاعوام الذهبية في تاريخ قطر للبترول من حيث عدد وقيمة العقود والاتفاقيات ومذكرات النوايا التي تم توقيعها فهل ستكون سنة 2005 امتدادا لهذا العصر الذهبي؟
- 2004 كانت فعلا من الاعوام الذهبية في تاريخ قطر للبترول ونتوقع ان تستمر تلك العصور الذهبية في ظل العديد من المشاريع الضخمة التي في جعبتنا وتحت الدراسة ونحن مستمرون في تطوير المشاريع والدراسات الطموحة ولن نتوقف عن ترجمة توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله‚
-مع تطور المشروعات وضخامة حجمها قد تكون هناك معوقات‚ فما هي تلك المعوقات التي قد تشكل لكم تحديدات معينة؟
- لا توجد معوقات بالمعنى المفهوم ولكن حقيقة الامر ان المشروعات تأتي كلها في وقت واحد لذا قد تواجهنا صعوبة في نقص المقاولين المؤهلين اللازمين لتنفيذ تلك المشروعات او تواجهنا صعوبات تتمثل في الجدولة ولكن بفضل السياسة التي نتبعها في قطر للبترول امكن تخطيط المشروعات للتغلب على المعوقات وتجاوز اية صعوبات من اي نوع لدينا‚
-هل المشكلة في توافر مقاولين للتنفيذ ام نوعية المقاولين؟
- ينبغي هنا ان نذكر اننا ننظر للمقاولين القادرين على تنفيذ مشروعات كتلك التي ننفذها وهي مشروعات تتميز بالضخامة والخصوصية والحاجة الى مقاولين كبار مشهورين وحقيقة الامر ان كافة المقاولين المشهورين مشغولون بالفعل لدينا هنا في تنفيذ مشروعات ضخمة يتم تنفيذها بالفعل‚
-هل تقتصر حاليا الخطط على التركيز على فئة معينة من المشروعات؟
- كما ذكرنا خططنا تهدف للتنوع فهناك على سبيل المثال مشروع دولفين وهو مشروع دولي والعديد من المشروعات التي تتخذ نفس الطابع نظرا لطبيعة الشركاء والمنتج والتوزيع مثل مشروعات كاتوفينا ومصفاة المكثفات والمشاريع العديدة التي تحتاج الى تنوع في مجال الامكانات والموارد البشرية ايضا‚
-بالحديث عن المشروعات الدولية لا بد وان نتعرض لسياسة تسعير النفط والغاز بالدولار وما يشهده من انخفاض او تذبذب فكيف تعلقون على ذلك؟
- صحيح الدولار وضعف او تراجع قيمته له سلبياته على صادرات النفط ولكن ليس هناك بديل عن الدولار فكما لاحظنا انه اخذ في الارتفاع مرة اخرى خلال اليومين الماضيين‚ لقد تعايشنا مع تذبذب قيمة الدولار واتجاهاته بالهبوط والارتفاع على مدى أربعين عاما ولكن علينا ان نتفاعل ونتكيف مع السوق العالمي ويجب ان نعترف بذلك وليس هناك دولار ضعيف او دولار قوي فهناك عملات نتعامل بها‚
-ماذا عن النفط وأوبيك والخطط القادمة؟
- هناك اجتماع غير عادي لـ «أوبيك» في 30 يناير الجاري سيتم خلاله بحث خطط المنظمة عن الربع الثاني من العام الجاري والجدول مفتوح لكافة البدائل ويجب القول ان الاسعار الحالية لا تعبر عن حقيقة السوق‚
-ذكرتم خلال الكلمة ان هناك العديد من الفرص التي توفرها الدولة لكافة الشركات المحلية والاقليمية والعالمية فما هو معيار الاختيار بين الشركات المتقدمة؟
- كما ذكرت خلال مداخلاتي مع الحضور في المؤتمر نحن في قطر للبترول وفي الدولة بصفة عامة ننفذ تعليمات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى بضرورة تحقيق الشفافية في كافة القطاعات لذا فإننا في قطر للبترول لا ننظر للشركات على اساس الجنسيات ولكننا ننظر لمعيار الكفاءة مع العلم بأن كافة عطاءاتنا معلنة للجميع على الانترنت‚
-سعادة الوزير مع كل هذه المشروعات تحتاجون الى موارد بشرية هائلة فكيف ستديرون كل هؤلاء المشاركين في تلك المشروعات الضخمة؟
- الموارد البشرية على أولوية اجندتنا حيث لا يكفي مجرد توافر رأس المال والامكانات لانجاز المشروعات الطموحة لذا فإننا الآن نتبنى أولوية للموارد البشرية تعتمد على استخدام طرق تكنولوجية أحدث تخفض الوقت والتكلفة وبالتالي تعتمد على كوادر مؤهلة وعالية ولك ان تتخيل ان مشروعا مثل قطر غاز مثلا على ضخامته يعمل به 1000 موظف مثلا مما يدل على التقدم في كافة المجالات بما فيها الموارد البشرية ولا ننسى التقطير الذي يحتل اولوية لدينا وهو تقطير نوعي ينظر وينتقي العناصر الجيدة لاحتضانها وتدريبها استعدادا للغد‚
-ماذا عن برامج التدريب في قطر للبترول؟
- لقد اصبحنا روادا في هذا المجال وهو التزام نحو التطوير المستمر كما يعد نوعا آخر من التقطير النوعي حيث نتبنى كوادر قطرية ونطور قدراتها سواء بالداخل او الخارج كجزء من التزامنا تجاه مواطنينا‚
-سؤال أخير سعادة الوزير وهو في ظل وجود هذا الزخم من الشركات العملاقة كشركاء في مشروعات ضخمة تحت مظلة قطر للبترول في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات هل ما زال الباب مفتوحا امام شركات اخرى الى جانب هؤلاء؟
- في مجال الاستثمار نحن لا نقفل الباب ولا نتركه مفتوحا ولكننا نتركه «مواربا» على الدوام وما أقصده بكلمة «موارب» هو اننا في دولة قطر وفي قطر للبترول وصلنا الى مرحلة ننتقي فيها الشركاء والشركات ولم تعد مواطن الاختيار تنحصر في امور تقليدية مثل التكلفة والمنافسة بقدر ما اصبحت تتمثل في الطرق التكنولوجية الجديدة والمبتكرة وقدرة الشركات المتنافسة على الابتكار في العمليات الصناعية وتخفيض وقت برامج الصيانة والتوقف بالاضافة الى جدوى المشروع فأي مشروع تقل جدواه الاقتصادية عن نسبة معينة 14% نستبعده فورا‚
الوطن-قطر
12-1-2005