الرياض - رويترز :
قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي للابحاث ان الحملة السعودية ضد المتشددين من أعضاء تنظيم «القاعدة» قلصت أعدادهم وقدراتهم إلى حد كبير غير أن التنظيم سيظل مصدر تهديد في السعودية لسنوات. وتابع المركز في تقرير صدر هذا الشهران المملكة اعتقلت وقتلت ما بين 400 و 500 من أعضاء القاعدة الذين يتراوح إجمالي عددهم بين 500 و600 فرد استهدفوا غربيين ومواقع حكومية في سلسلة هجمات منذ عام 2003؛غير ان متشددين سعوديين في افغانستان أو اليمن أو العراق ربما يعودون لوطنهم لدعم التنظيم.
واضاف تقريرالمركز انه تم القضاء على أربع من الخلايا الخمس الرئيسية للتنظيم في المملكة. وذكر انه رغم الاعتقاد الشائع بان القاعدة مثل الافعوان الخرافي كلما قطعت له رأسا ظهر آخر فان هناك مؤشرات على ان التنظيم لم يستعد عافيته بعد الهجمات الحكومية.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون أمنيون غربيون ان من الصعب وضع اي رقم محدد لعدد افراد القاعدة الذين يعملون في الخفاء بالسعودية ولكنهم يتفقون على انه انخفض إلى حد كبير على الأقل في الوقت الحالي نتيجة تشديد إجراءات الأمن في المملكة.
وأعلنت القاعدة مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات في السعودية منذ ثلاث هجمات انتحارية في الرياض في مايو 2003. وقبل اسبوعين حاول مهاجمون اقتحام وزارة الداخلية ووحدة أمن في العاصمة السعودية. وقال المركز ان الهجمات الاخيرة كشفت ضعف القاعدة. وتابع ان هجمات الرياض فشلت إلى حد بعيد واتسمت عملية اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة في الشهر الماضي «بسوء التنظيم والتنفيذ». وقتل أو اعتقل جميع المشاركين في هجوم جدة.
وتابع التقرير ان هجمات عام 2003 نفذت بعد ان رفض ايمن الظواهري نائب زعيم القاعدة اسامة بن لادن طلب القائد المحلي للتنظيم في السعودية بمنحه مزيدا من الوقت لتشكيل شبكته قبل شن هجمات. وتابع التقرير ان حملة الحكومة التي اعقبت الهجمات قضت على قيادة القاعدة ولم يجد التنظيم اخرين لتجنيدهم. كما فشل ايضا في «تقديم بديل عملي للحكومة القائمة» وعانى من نقص التمويل بعد ان شددت السعودية القيود المالية.
وحذر التقرير قائلا «رغم ذلك فان السعودية تقف عند مفترق حرج في حربها ضد الإرهاب ومن المستبعد ان يتلاشى الخطر في السنوات المقبلة»، واضاف «يمكن ان تأتي القاعدة بسعوديين في افغانستان وباكستان واليمن واسيا الوسطى وأعضاء اخرين في القاعدة ربما يمكنهم دخول السعودية. تمثل الحدود العراقية واليمنية مشكلة خطيرة من جهة عمليات التسلل».
الشرق-قطر
12-1-2005