بحث أمريكي محموم عن مخرج من ورطة العراق
واشنطن "الخليج"، "كي.آر.تي"، وكالات:
تسارعت في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس (الأربعاء) خطى الهرولة المحمومة من اجل سيناريو المخرج من ورطة العراق. وأدى ذلك الى ارتفاع اصوات على اعلى المستويات مطالبة بتأجيل الانتخابات العراقية لحل مشكلة تهديد السنة بمقاطعتها. لكن المؤسسة الحاكمة تمسكت بإجرائها بعد 18 يوما، وان تفتقت مراكز القوى داخلها عن اساليب مختلفة لتطمين الأمريكيين. فقد قال وزير الخارجية المستقيل كولن باول ان الانتخابات ستجرى، وإن القوات الأمريكية ستبدأ هذا العام مغادرة العراق. وأعلن البيت الأبيض وقف البحث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية التي تذرع بمزاعم وجودها "صقور" ادارة الرئيس جورج دبليو بوش لغزو العراق واحتلاله.
وانضمت صحيفة "نيويورك تايمز" التي تعد في صدارة أبرز المؤسسات الإعلامية المؤثرة في النخبة السياسية الأمريكية إلى الأصوات التي جاهرت خارج الإدارة برغبتها في موافقة أمريكية على تأجيل انتخابات العراق. وقالت، في إحدى افتتاحيات عددها الصادر أمس (الأربعاء) ان التأجيل ضروري لضمان مشاركة كل شرائح شعب العراق وتجنب وقوعه في براثن حرب أهلية ضروس.
وأضافت ان الانتخابات التي صُورت باعتبارها تمهيداً لعراق ديمقراطي جديد "بدأت تتجه أكثر فأكثر نحو السيناريو الأسوأ: حرب أهلية بين السنة والشيعة، الأمر الذي من شأنه أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط بأسره". ورأت ال "نيويورك تايمز" ان التأجيل شهرين أو ثلاثة "لن يحل المشكلات، لكنه سيكون رسالة للسنّة مفادها أن مخاوفكم أخذت بعين الاعتبار".
غير أن البيت الأبيض تمسك بضرورة إجراء الاستحقاق العراقي في موعده، وإن أقر المتحدث باسمه سكوت ماكليلان أمس (الأربعاء) بأن الانتخابات في العراق "لن تجرى على أكمل وجه" بسبب الوضع الأمني هناك. وقال ماكليلان: "أعتقد أننا نعترف جميعاً بأن هذه الانتخابات لن تكون كاملة". وأضاف: "ستكون المرة الأولى التي سيتمكن فيها العراقيون من اختيار قادتهم بحرية. إن الهدف من هذه الانتخابات هو تشكيل حكومة انتقالية، وستكون هذه الانتخابات واحدة من ثلاث ستجرى هذا العام".
وأضاف المتحدث الأمريكي: "نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المؤقتة وقوات الأمن العراقية لمواجهة المشكلات الأمنية. إن مسؤولينا العسكريين قالوا إن هناك أربع محافظات من أصل 18 لا تزال فيها مشكلات ويواصل فيها الإرهابيون وبقايا الموالين لنظام صدام ارتكاب أعمال عنف تستهدف مدنيين أبرياء وقوات التحالف". وأضاف "نريد أن نتأكد من أن هذه الانتخابات ستكون أفضل ما يمكن وأن المشاركة فيها ستكون أوسع ما هو ممكن".
وعلى المنوال نفسه، استبعد وزير الخارجية المستقيل باول أي إجراء يهدف الى تأجيل الانتخابات العراقية. وأعلن ان القوات الأمريكية ستبدأ مغادرة العراق هذا العام فيما تتولى قوات الجيش والأمن العراقية دوراً أمنياً أكبر. وقال: "لا يمكنني ان أحدد لكم جدولاً زمنياً يوضح متى سيعودون جميعاً الى الوطن". وأضاف: "لا يمكننا تأجيل الانتخابات لأن هناك ارهابيين وقتلة وعناصر نظام سابق يحاولون منع إجراء هذه الانتخابات".
وشكك سفير الأردن لدى الولايات المتحدة كريم قعوار في شرعية الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها نهاية الشهر الجاري. وقال في حلقة نقاش نقلت وقائعها وكالة "اسوشيتدبرس" ان أكثر من 40% من العراقيين لن يتمكنوا من المشاركة فيها.
وعلى صعيد آخر، في اخر تهاو لذرائع الحرب، أكد البيت الأبيض أمس (الأربعاء) وقف عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق وان كانت فرق التفتيش الأمريكية لا تزال موجودة في هذا البلد، وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان "هذا ما بلغني على ما أظن". معلقاً بذلك على معلومات أوردتها صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت عن توقف عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل قبل عيد الميلاد.
وأوضح ماكليلان ان رئيس مجموعة المفتشين في العراق تشارلز دويلفر "ما زال يجمع كل العناصر وسيدرجها في تقريره الختامي الذي سيسلم الشهر المقبل". لكن الناطق أضاف ان "ذلك لن يحدث تغييراً جوهرياً بالنسبة لما ورد في تقريره السابق". وأشار ماكليلان الى ان مجموعة المفتشين "لا تزال في العراق والقوة المتعددة الجنسيات تواصل مساعدتها. وان حصلت على معلومات حول أسلحة دمار شامل، فسوف تضيفها الى التقرير".
الخليج-الامارات
13-1-2005