ذكرت آخر معلومات صادرة عن الادارة العامة للجمارك الصينية ان اجمالى قيمة التجارة الخارجية الصينية لعام 2004 ، قد تجاوز تريليون دولار امريكى لاول مرة . وبهذا الصدد ، أجرى مراسلنا مقابلة خاصة مع السيد تشوانغ شيوان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية ، وقال الاخير إن نمو التجارة الخارجية الصينية المتواصل لم يلعب دورا محفزا كبيرا لنمو الاقتصاد الصينى فحسب ، بل ساهم مساهمة ملموسة فى تنمية الاقتصاد العالمى . واضاف قائلا :
" قد تجاوز اجمالى قيمة التجارة الخارجية الصينية حتى نهاية نوفمبر الماضى تريليون دولار امريكى وهذا يبرهن على ان التجارة الخارجية الصينية قد ارتقت الى مستوى جديد وحافظت على معدل نمو سريع ومستدام بفضل تنفيذ الصين
سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج بصورة متواصلة ونتيجة مشاركتها بنشاط فى العولمة الاقتصادية بهدف تحقيق الازدهار المشترك لدول العالم المختلفة ."
كما أكد السيد تشونغ شيوان ان الصين قد عملت جاهدة بعد انضمامها الى منظمة التجارة العالمية على اكمال قواعد القانون المتعلقة بمجال التجارة الخارجية وتحسين بيئة تطويرها باستمرار ، والتزمت بجدية بتعهداتها عند انضمامها الى المنظمة لتحقيق المزيد من الانفتاح على الخارج فى مجالات عديدة مع خفض نسب الرسوم الجمركية المختلفة ، وحتى الغاء جميع الاجراءات الجمركية المطبقة فى الماضى ، وكل هذه دفعت استمرار نمو التجارة الخارجية الصينية .
ومن البديهى ان التجارة الخارجية الصينية، قد لعبت دورا قويا متزايدا فى نمو الاقتصاد الوطنى خلال السنوات الاخيرة ، واصبح التصدير الصينى والاستثمار والاستهلاك فى آن واحد قوة مشجعة رئيسية لدفع نمو الاقتصاد الصينى، كما لعبت التجارة الخارجية دورا كبيرا أيضا فى توفير فرص التشغيل وزيادة الدخول المالية واحتياطى العملات الصعبة الصينى الى جانب دفع تنمية الاقتصاد فى العالم كله . وقال السيد تشونغ شيوان :
" ان مواصلة نمو التجارة الخارجية الصينية ، قد ساهم فى دفع تنمية الاقتصاد والتجارة فى العالم . وفى عام 2003 نمت التجارة الخارجية الصينية بنسبة 37% عن العام الاسبق، واصبحت الصين الان اكبر دولة مستوردة فى العالم ."
وحسب تعريف السيد تشونغ شيوان ان قطاع التصدير الصينى ظل يتطور مواكبا لحاجة الاسواق العالمية وقد جلب لمستهلكى العالم فى مختلف البلدان والمناطق فوائد كثيرة ، وفى الوقت نفسه ان توسيع حجم الاستيراد الصينى تدريجيا قد شجع ودفع نمو الاقتصاد العالمى بقوة واضحة واصبحت الصين اليوم سوقا كبيرة هامة لصادرات كثير من دول ومناطق العالم .
وفى السنوات الاخيرة ارتقت مكانة الصين فى قائمة ترتيب الدول التجارية الكبرى بالعالم باستمرار ، ومن المتوقع ان ترتقى الى المرتبة الثالثة فى هذه السنة . ولكن السيد تشونغ شيوان اكد من جديد فى تصريحات صحفية ان الصين هى دولة تجارية كبيرة فقط فى الوقت الراهن ، وليست دولة تجارية قوية ، إذ ان معدل نصيب الفرد من التجارة فى الصين لم يبلغ حاليا 850 دولارا امريكيا ، وهذا الرقم يقل كثيرا عن مستوى الدول المتقدمة حيث ان معدل نصيب الفرد من التجارة فى العالم هو 2400 دولار امريكى . كما ان هناك حاجة لرفع نوعية المنتجات الصينية وفوائد التجارة الخارجية اكثر ، وبعض المشاكل لا يزال يحتاج الى حلها بجهود كبيرة كقلة العلامات التجارية المقبولة وضيق قنوات التسويق وضعف القيمة الاضافية للصادرات الصينية وغيرها . وقال السيد تشوانغ شيوان :
" سنيذل المزيد من الجهود لرفع معدلات نمو التجارة الخارجية الصينية من حيث الكمية والجودة ودفع تطوير تنوعها ومحاولة ابداع بعض الصادرات ذات العلامات التجارية المعروفة والملكية الفكرية الخاصة ، وبذلك تحقق التنمية المستدامة للتجارة الخارجية الصينية . "