طرح المجلس المركزي لشيوخ عشائر العراق مبادرة لوقف عمليات المقاومة ضد القوات الأمريكية وعمليات استهداف القوات الموالية للحكومة العراقية المؤقتة، مقابل انسحاب القوات الأجنبية من المدن العراقية، وتأجيل الانتخابات العراقية المقررة في الثلاثين من كانون ثاني (يناير) الجاري لمدة ثلاثة أشهر.
إذ أعلن الأمين العام للمجلس الشيخ ثامر الدليمي أن المبادرة، التي طرحها المجلس، تقوم على ركيزتين أساسيتين هما تأجيل الانتخابات العراقية لمدة ثلاثة أشهر، وأن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من المدن والقرى العراقية.
وأوضح الدليمي في تصريحات نشرت اليوم في جريدة /الصباح/ المقربة من القوات الأمريكية والحكومة المؤقتة، أن هذه المبادرة طرحت بدعوة من دولة البحرين، جهات تحمل السلاح بالإضافة إلى المجلس المركزي لشيوخ العشائر، شاركت فيها، مشيرا إلى أن حكومات الخليج تدعم بصورة عامة هذه المبادرة.
وأضاف أن هذه المبادرة جاءت من "أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية ومستقبل العراق، وضرورة مشاركة الجميع في العملية السياسية، ولوجود احتقان وتوتر وأعمال عنف في عدد من المحافظات العراقية، ومن مخاوف أن تلقي هذه الأعمال بظلالها على نتيجة وسير الانتخابات، رأينا من غير الممكن استبعاد أكثر من 50 في المائة من الشعب العراقي من الانتخابات المقبلة، وبالتالي الحكم على هذه الانتخابات بالفشل". وقال "المطلوب هو إعطاء وقت كافٍ لنستطيع رأب الصدع الموجود حاليا، وإنهاء أعمال العنف، ولدينا المقدرة على إنهاء العنف شرط تحديد جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من المدن والقرى العراقية".
وأشار الدليمي إلى أن الجماعات المسلحة ستلقي سلاحها "عندما يحدد الأمريكان جدولا زمنيا لانسحابهم من القرى والمدن، ونحن سنتعاون من أجل إلقاء هذه الجماعات سلاحهم، ونتعاون مع الحكومة تعاونا كاملا". وأضاف "أما في حالة عدم تحديد الأمريكان لجدول زمني للانسحاب من المدن، فليس من الممكن أن أحاجج الذي يحمل السلاح وأقول له لماذا تحارب الأمريكان؟ لأن هذا من حق المقاومة العراقية، وهو حق تقره الشرائع السماوية"، كما قال.
وذهب الدليمي إلى أنه "يجب هنا الفصل الكامل بين المقاومة والإرهاب، لأن هذا الأخير جاء من خارج الحدود ، ويتحمل الأمريكان مسؤولية ذلك، لأنهم تركوا الحدود مفتوحة، وحلوا وزارة الدفاع، فأصبح العراق ساحة لتصفية حسابات مع الولايات المتحدة، وقد أعترف جورج بوش بذلك عندما قال نحن نستقطب الإرهابيين من كل الدول ونقاتلهم على الساحة العراقية".
وأضاف "إذن هو الذي جعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات، والعراقيون ليسوا إرهابيين، فلم نسمع يوما أن عراقيا فجر نفسه، وهذه أعمال ليست عراقية، والمقاومة العراقية بريئة منها، لأنها تقاوم الأمريكان فقط. وهذا الجدول الزمني لانسحاب الأمريكان من المدن والقرى حتى ولو وضع بعد سنة من أجراء الانتخابات فلا ضير في ذلك، وسنقف مع الحكومة يدا بيد لنزع سلاح المقاومة، أما الإرهاب فسنتعاون كعراقيين جميعا سواء مقاومة عراقية أو عشائر للقضاء عليه، وسنغلق حدود العراق، ونمنع تسرب الإرهابيين بين العراقيين". وأكد الدليمي أن نهاية الأسبوع الجاري ستشهد النتائج النهائية لهذه المبادرة.
يذكر أن قبيلة الدليم، التي تعد واحدة من أكبر العشائر العراقية، كانت قد أعلنت في بيان لها مقاطعتها للانتخابات بعد مقتل الشيخ عبد الرزاق الكعود، أحد شيوخ القبيلة قبيل يومين على يد القوات الأمريكية.
قدس برس
12-1-2005