السيستاني يؤكد دعمه لائحة الحكيم
نفى الرئيس الأميركي جورج بوش أمس وجود أية امكانية لبدء انسحاب قوات الاحتلال الأميركية من العراق خلال العام الحالي، كما رفض إلزام نفسه بتقليص عديدها قبل انتهاء ولايته الثانية في العام 2009 في وقت جدد المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني تأييده للائحة الائتلاف العراقي الموحد التي يرأسها عبد العزيز الحكيم.
تزامن ذلك مع إعلان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عبد الحسين الهنداوي تشكيل لجنة متعددة الأعراق مكلفة الإشراف على العملية الانتخابية في منطقة كركوك، وذلك غداة التوصل إلى اتفاق عزز فرص الأكراد في السيطرة على محافظة التأميم بسماحه للمتحدرين من كركوك بالمشاركة في الانتخابات المحلية فيها ما يزيد من حدة التوتر فيها (تفاصيل صفحة 14).
وقال الهنداوي، خلال زيارة الى كركوك، إن <<هذه اللجنة تتألف من أربعة أشخاص كل منهم يمثل احد الكيانات الرئيسية المقيمة في كركوك وهم كردي وعربي وتركماني ومسيحي>>. واوضح ان <<هذا التشكيل ليس له رئيس ويتولى اعضاؤه الاربعة قيادته بالتساوي>> لتجنب حدوث نقاط احتكاك بينهم.
وتابع الهنداوي ان <<مهمة هذه اللجنة تقضي بالإشراف على عمل المفوضية العليا للانتخابات وعلى سير عملية الاقتراع في 30 كانون الثاني في كركوك>>. وأوضح انه قدم الى كركوك <<لتسوية مشكلة الناخبين الاكراد والعرب والتركمان والمسيحيين الذين ابعدوا (في عهد صدام حسين) والذين لم يتم تسجيلهم حتى الآن>>.
بوش
وقال بوش، في مقابلة مع صحيفة <<واشنطن بوست>> نشرت أمس، حول تصريح وزير خارجيته المستقيل كولن باول بشأن إمكان بدء الانسحاب الأميركي من العراق خلال العام الحالي، <<الطريقة
التي أضع فيها الأمر هي أن القوات الأميركية ستغادر (العراق) في أسرع وقت ممكن، لكنها لن تبدأ المغادرة قبل إنجاز مهمتنا>>.
وقال بوش <<اني واقعي لجهة السرعة التي يمكن لمجتمع خضع لطاغية بأن يصبح ديموقراطيا. لذلك فإني أكثر صبرا من البعض>>. وأضاف <<علينا ان نعمل من اجل ان ينهض العراقيون ويتقدموا بأسرع ما يمكن بغية التمكن من دحر هؤلاء الإرهابيين>>، مشيرا إلى أن <<النجاح في العراق مرهون بقدرة العراقيين على إلحاق الهزيمة بالعدو>>.
ورفض بوش، مرتين خلال المقابلة، تحديد أي موعد لانسحاب كهذا. كما رفض بوش أن يلزم نفسه بتقليص عدد القوات الأميركية في العراق بشكل كبير مع حلول نهاية العام 2009. عوضا عن ذلك، قال بوش إن أولوياته خلال ولايته الجديدة هي في كسب الحرب على الإرهاب، ونشر الحرية والديموقراطية وتقليص العجز في الميزان التجاري الأميركي والتدقيق في نظام الضمان الاجتماعي ونظام الضرائب.
وقال بوش إن الناخبين الاميركيين عبروا عن دعمهم للحرب على العراق من خلال اعادة انتخابه، معتبرا ان الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني الماضي كانت مناسبة لبلاده لمحاكمته بخصوص هذا الملف.
السيستاني
وقال الشيخ ناجح العبودي، احد ممثلي السيستاني، للصحافيين في ختام أعمال مؤتمر في الديوانية بمشاركة 1500 شخصية دينية وشيوخ عشائر وخصص لبحث الانتخابات في العراق، إن <<السيد السيستاني يؤكد على اجراء الانتخابات في موعدها ويقرر دعم القائمة 169 (الائتلاف العراقي الموحد)>>. وأضاف أن دعم السيستاني لهذه القائمة جاء بسبب <<ما تحمله من صفة الاسلام>> ولوجود <<شخصيات يمكنها قيادة البلاد نحو الافضل>>. وأوضح أن السيستاني <<أراد في ذلك أن يحفظ سمة الإسلام وهو يرفض تأجيل>> الانتخابات.
وتابع العبودي ان هذه القائمة واجهت <<حربا معلنة لا لشيء الا لكونها تضم كل تيارات وأطياف المجتمع العراقي. وعندما وجدت المرجعية ان بقية القوائم تستفيد من التلفزيونات والصحف وبعض الوسائل الاعلامية الدولية لدعايتها الانتخابية دعا السيد (السيستاني) الى دعم هذه القائمة بهذا الوضوح>>.
ورأى العبودي ان <<السيستاني يدعم القائمة لما تحمله من صفات تتمثل في مشاركة شخصيات يمكنها قيادة البلاد نحو الافضل>>. وقال إن <<هذا لا يعني تأييده لأي حزب او تجمع او شخص معين بل يأتي في اطار دعم لمجموع هذه القائمة نظرا لوجود شخصيات فيها تؤتمن على صياغة الدستور>>. وأضاف <<يجب على كل العراقيين المشاركة في هذه العملية لأنها تمثل الحجر الاساس في بناء العراق الجديد الذي ستنبثق عنه حكومة شرعية منتخبة>>.
وكانت حركة الوفاق الوطني بزعامة علاوي تقدمت أخيرا بشكوى ضد منافسه في الانتخابات <<الائتلاف العراقي الموحد>> الذي تتهمه بأنه يسعى الى حمل الناخبين على الاعتقاد بأن السيستاني امر بالاقتراع لهذه اللائحة.
ووزعت منشورات في المدن الشيعية تؤكد أن التصويت للائتلاف العراقي الموحد هو استجابة لتكليف المرجعية الشيعية.
وفي السياق، أعلنت الشرطة العراقية مقتل علي الخطيب، ابن ممثل السيستاني في محافظة واسط في جنوبي شرقي بغداد الشيخ حبيب الخطيب، برصاص مسلحين في مقهى انترنت في النعمانية جنوبي بغداد.
السفير-لبنان
17-1-2005