جرت تعاملات الدولار الأمريكي في حدود ضيقة خلال الاسبوع الماضي حيث أظهرت البيانات ان الولايات المتحدة ما زالت بعيدة عن معالجة عجزها التجاري الذي تضخم ليصل إلى 60،3 مليار دولار أمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني وجدد المخاوف حول سلامة وضع الاقتصاد الأمريكي. وقد أدت تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين إلى دعم الدولار مقابل العملات ما عدا الين الياباني حيث ارتفع إلى أعلى معدل له خلال خمس سنوات وسجل 101،8 ين للدولار بسبب دعوات من أوروبا تطالب بتطبيق سياسات مرنة للعملات في آسيا. ومن المتوقع ان يتلقى الدولار دعماً من توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، ولكن صدور بيانات التضخم وتدفق رأس المال إلى الولايات المتحدة ربما يكون له أثر سلبي في فرص الدولار الأمريكي.
اليورو
بدأ اليورو الاسبوع بداية حذرة بعد مواجهة ضغوط الاسبوع الماضي عقب صدور تصريحات قوية من وزير الخزانة الأمريكية، جون سنو، الذي ذكر الأسواق بأن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بسياسة العملة القوية. وواصلت توقعات ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة دعم الدولار مع ترقب الأسواق لصدور بيانات العجز التجاري المهمة في الولايات المتحدة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني والتي تعتبر حيوية بالنسبة لمستقبل أكبر اقتصادات العالم، ومع مرور أيام الاسبوع، تمكن اليورو من استعادة بعض قوته حيث تلاشت امكانية ظهور عروض جديدة لشراء الدولار بسبب التوقعات السلبية للعجز التجاري الأمريكي. كذلك تلقى اليورو دعماً من تحسن مؤشر "زيو" الخاص بتوقعات معهد الأبحاث الألماني الذي ارتفع إلى معدل 26،9 نقطة في يناير/كانون الثاني من 14،1 نقطة في ديسمبر/كانون الأول، مقابل التوقعات بارتفاعه إلى 17 نقطة، وظل اليورو ثابتاً ولكنه اتجه بخطوات منتظمة نحو الارتفاع مع تطلع المضاربين إلى العجز الأمريكي الأساسي والذي كانت تشير التوقعات إلى وصوله إلى 54 مليار دولار في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأدى صدور البيانات التي طال انتظارها إلى مزيد من المشكلات بالنسبة للدولار حيث ارتفع العجز إلى معدل قياسي جديد قدره 60،3 مليار دولار، وأظهر ان الصادرات شهدت تباطؤاً بعكس الواردات التي شهدت ارتفاعاً حاداً. وعقب صدور البيانات ارتفعت مبيعات الدولار قليلاً بينما اتجه اليورو نحو الارتفاع لمعدل 1،3300 دولار ومع تقويم الأسواق لقدرة الولايات المتحدة على سد الفجوة المتزايدة للعجز التجاري، أدت التصريحات التي أدلى بها المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي أشارت إلى امكانية رفع أسعار الفائدة، إلى الحد من مكاسب اليورو. كذلك ساعدت تصريحات أوتمار ايسنج رئيس البنك المركزي الأوروبي، الذي طالب آسيا بتحمل ضعف الدولار، العملة الأمريكية، حيث هبطت الرغبة في شراء اليورو إلى حدها الأدنى في الأسواق. ومع مرور أيام الاسبوع أدى صدور بيانات قوية عن مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر ديسمبر/كانون الأول، والتي سجلت ارتفاعاً مقداره 1،2 في المائة، إلى ان يستعيد الدولار قوته بالرغم من أن المضاربين ظلوا يتصرفون بحذر في محاولة دفع الدولار إلى مستويات أعلى خلال السنة. وأبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة كما هي دون تغيير عند معدل 2 في المائة حسبما كان متوقعاً، ولم يصدر أي رد فعل من الأسواق حيث تجاهل المضاربون هذا القرار بشكل كبير.
من جهة أخرى تلقى الدولار دعماً أيضاً من تصريحات وليم بول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، الذي ألمح إلى ان أسعار الفائدة الأمريكية ربما ترتفع أسرع من التوقعات، بالإضافة إلى الدعم من تأكيد الرئيس الأمريكي نفسه على التمسك بسياسة الدولار القوي. وبسبب هذه التصريحات وكذلك صدور بيانات اقتصادية ايجابية عن الاقتصاد الأمريكي أظهرت ارتفاع أسعار المنتجين لشهر ديسمبر/كانون الأول وارتفاع الانتاج الصناعي تمكن الدولار من إنهاء الاسبوع بنفس معدله دون تغيير. وسوف يستحوذ صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر/كانون الأول وبيانات تدفق رأس المال لشهر نوفمبر/تشرين الثاني على الأضواء هذا الاسبوع، مع اعتماد فرص الدولار على العامل الأخير إلى حد كبير، حيث تبحث الأسواق عن مزيد من المؤشرات لمعرفة مستقبل اقتصاد الولايات المتحدة ونموه في ظل مشكلة تزايد العجز.
وتراوحت أسعار التعامل في الاسبوع الماضي ما بين 1،3053 و1،3292 دولار لليورو.
أما مقابل الدرهم فقد تراوح سعر اليورو ما بين 4،7944 و4،8822 درهم.
ومن المتوقع ان تتراوح الأسعار هذا الاسبوع ما بين 1،3000 و1،3300 دولار ومقابل الدرهم يتوقع ان يتراوح السعر ما بين 4،7749 و4،8851 درهم.
الين الياباني
بدأ الين الياباني الاسبوع بداية قوية حيث أظهر مرونة في وجه ارتفاع الدولار في مطلع السنة الجديدة مدفوعاً بتوقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. ومع مرور أيام الاسبوع وصدور بيانات العجز التجاري الأمريكي الذي جاء أكبر من التوقعات في شهر نوفمبر/تشرين الأول حقق الين مكاسب كبيرة عندما تراجع الدولار مقابل كافة العملات الرئيسية. واستمر الين في الارتفاع مقابل الدولار واليورو مع تركيز المضاربين في السوق على صدور البيانات الرئيسية الأمريكية، وذلك عقب صدور تصريحات من أوروبا أشارت إلى ان العملات الآسيوية يجب ان تتحمل ضعف الدولار أكثر من العملات الأوروبية. وبدأ أوتمار ايسنج كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، تعبيره عن هذا المنطق، وكرره أيضاً رئيس البنك، جان كلود تريشيه، الذي طالب الصين والدول الآسيوية الأخرى باتخاذ سياسات مرنة للعملات. ولم يفلح صدور مجموعة من المؤشرات الايجابية في الولايات المتحدة قرب نهاية الاسبوع في وقف صعود الين حيث واصل المضاربون في السوق رهانهم على ارتفاع الين ودفعوه في النهاية إلى معدل 101،80 ين للدولار، وهو أعلى معدل له خلال خمس سنوات.
وتراوحت أسعار التعامل في الاسبوع الماضي ما بين 101،80 و105،03 ين للدولار، أما مقابل الدرهم فقد تراوح سعر الين ما بين 0،03497 و0،03608 درهم.
ومن المتوقع ان تتراوح الأسعار هذا الاسبوع ما بين 101،50 و104،50 ين للدولار. ومقابل الدرهم يتوقع ان يتراوح السعر ما بين 0،03515 و0،03619 درهم.
الجنيه الاسترليني
بدأ الجنيه الاسبوع بشكل هادئ بعد تعرضه للضغوط في الاسبوع السابق اثر صدور تصريحات من وزير الخزانة الأمريكي، جون سنو، الذي كرر التزام حكومته بسياسة الدولار القوي. وصدرت بيانات أظهرت هبوط أسعار الانتاج في بريطانيا بنسبة 0،4 في المائة في ديسمبر/كانون الأول أدت إلى هبوط الجنيه رغم ان تزايد التوقعات بارتفاع العجز التجاري الأمريكي ساعد الجنيه على الوقوف على قدميه من جديد. وفي منتصف الاسبوع، شهدت الاسواق تزايد العجز التجاري الأمريكي مما أدى إلى ارتفاع الجنيه عقب موجة من بيع الدولار بصورة مكثفة. وعلى العكس من ذلك، انخفض العجز التجاري في بريطانيا إلى 4،6 مليار جنيه مما قدم دعماً للجنيه. ومع مرور أيام الاسبوع حدث هبوط مفاجئ في الانتاج الصناعي البريطاني مما أضاف مزيداً من الضغوط على الجنيه، بينما مر قرار بنك انجلترا بالابقاء على أسعار الفائدة كما هي دون تغيير دون ان يثير أي اهتمام. ومع قرب نهاية الاسبوع تعرض الجنيه لمزيد من الخسائر حيث ركزت الأسواق اهتمامها على مستقبل أسعار الفائدة البريطانية مع توقعات بأن تكون الخطوة التالية سلبية. ومن المحتمل ان تلقى بيانات التضخم والوظائف في بريطانيا لشهر ديسمبر/كانون الأول المقرر صدورها هذا الاسبوع اهتماماً كبيراً نظراً لأن المستثمرين يبحثون عن مزيد من المؤشرات حول اتجاه أسعار الفائدة البريطانية.
وتراوحت أسعار التعامل الاسبوع الماضي ما بين 1،8632 و1،8940 دولار ومقابل الدرهم تراوحت أسعار الجنيه ما بين 6،8435 و6،9567 درهم.
وخلال هذا الاسبوع من المتوقع ان تتراوح أسعار التعامل ما بين 1،8550 و1،8850 دولار ومقابل الدرهم من المتوقع ان تتراوح الأسعار ما بين 6،8134 و6،9236 درهم.
الخليج-الامارات
17-1-2005