اقامت الجمعية الصينية لعلوم القوميات مؤخرا بالتعاون مع معهد الازياء ببكين ندوة تحت شعار "التراث الثقافى والازياء القومية" ومعرضا خاصا بالفلوكلور بمنطقة شينجيانغ وثقافة الازياء القومية فيها. واوضح المعرض ثقافة منطقة شينجيانغ الباهرة المتعددة العناصر من مختلف الزوايا وعبر وسائل متنوعة منها عرض النماذج والصور واشرطة الفيديو.
ووراء كل هذه المعروضات قصة جهود شاقة للباحثين فى هذا المجال. وخلال الفترة بين يوليو وسبتمبر عام 2004 المنصرم، اجرى رئيس متحف الازياء القومية التابع لمعهد الازياء ببكين يانغ يوان وثلاثة اشخاص آخرين بحوثا واستطلاعات وجمعوا العديد من النماذج من منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور بدعم من مصلحة الدولة للتحف وحكومة منطقة شينجيانغ وعرضها فى المعرض، وكانت مهمتهم هذه هى الاصعب على مدى عقدين من الزمن، حيث لاقى اعضاء هذا الفريق البحثى صعوبات ومشاق عديدة منها على سبيل المثال سقوط السيد يانغ يوان فى نهر متجمد مرتين، اضافة الى مواجهة عواصف ثلجية فى اغسطس الماضى، لكنها تحولت الان الى مجرد ذكر ويشعر هو وزملاؤه بمتعة الانجاز الرائع. وكان الباحثون ينطلقون من مدينة ارومتشى حاضرة منطقة شينجيانغ ويقطعون الالاف الكيلومترات ويزورون عشرات المدن والقرى من جنوب شينجيانغ الى شمالها لبحث واستكشاف واقع الحياة الحالية للقوميات فى منطقة شينجيانغ، بما فيها قوميات الويغور والطاجيك والقيرغيز والقازاك والروس ومنغوليا بالاضافة الى التقاط عدد كبيرمن صور الازياء الشعبية والفنون اليدوية وجمع نماذج متنوعة منها.
يعتبر متحف الازياء القومية التابع لمعهد الازياء ببكين اول متحف خاص للازياء القومية فى البلاد. ويضم ازياء مختارة لمختلف القوميات الصينية خلال الفترة بين مطلع القرن ال17 واواسط القرن ال20 ،منها رداء فضى لقومية تونغ ورداء مصنوع من الحرير ومطرز برسوم التنين الطائر لقومية ماونان فى اواسط القرن ال17 وحلى فضية متنوعة تمثل اعلى مستوى الفنون اليدوية المعدنية التقليدية فى البلاد. وسبق لرئيس معهد الازياء بمدينة ليون الفرنسية ان زار هذا المتحف، وقال بدهشة واعجاب: يا للروعة ان موضة عام 2004 تتركز على الازياء الشعبية القديمة المحفوظة في هذا المحتف! وبعد ذلك، اقيم معرض ضخم تحت شعار"موضة القرن --- معرض الازياء الصينية" فى فرنسا فى اطار فعاليات العام الثقافى الصينى الفرنسى، واحدثت معروضات ذلك المتحف هزة فى فرنسا كلها.
دأب السيد يانغ يونغ بصفته خبيرا للازياء القومية دأب على السعى بين مناطق الاقليات القومية خلال العشرين سنة الماضية، وعندما لاحظ ان بعض الازياء القومية تتلاشى تدريجيا وخاصة بعض الفنون اليدوية الشعبية التى اضمحلت مع غياب فنانيها، انتابه شعور بالحزن والمسئولية ومشقة المهمة. وبفضل الجهود المشتركة من الباحثين، كانت معروضات ومحفوظات متحف الازياء القومية متكاملة نسبيا وشملت عددا غير قليل من الكنوز الوطنية. وجدير بالذكر ان المتحف يحتفظ ايضا باشرطة فيديو لعمليات انتاجية لفنون يدوية شعبية بالاضافة الى آلة غزل ونسيج شعبية قديمة، كما دعا فنانين لعرض مهاراتهم وتدريب اساتذة وطلاب معهد الازياء ببكين على الفنون اليدوية الشعبية.