تقع مدينة وييمار في وسط ألمانيا، وهى مدينة صغيرة لها تاريخ عظيم. وترتبط المدينة والقرى الجميلة حولها بالأدب والفن الألماني الكلاسيكي قبل مائتي سنة، بحيث تجذب الكثير من الزوار من أنحاء العالم. والاسم الذي يلفت أنظار الناس هنا هو جوهانن وولفغانغ فون قويته.
وفي عام 1775، سافر قويته من فرانكفورت على حوض نهر ماين الى وييمار والتي كانت عاصمة دويلة وييمار. وكان قويته في السادسة والعشرين من عمره فقط وقد اشتهر بموهبته في الشعر. ومنذ هذا الوقت أصبح شاعرا كبيرا في ألمانيا ونجما لامعا في قصر وييمار.
ولم يكن جوهانن وولفغانغ قويته شاعرا فقط بل كان أيضا فنانا ومعماريا ومصمما للبساتين. وقد ترك آثار تصميمه في كل الأماكن التي عاش وعمل فيها. وكانت وييمار مدينة بسيطة ما كانت لها خصائص جذابة ليبقي قويته فيها ولكن بقى هناك لسبب جميل وهو الملهمة الرئيسية لبطلة أول كتاب له، المرأة الجميلة تشارلوت فون ستاين Charlotte Von Stein. كانت أكبر من قويته بسبعة أعوام ومتزوجة لإحدى عشر سنة. وأصبح بيتها الصغير في القرية مكانا محبيا لقويته وكان يذهب الى هناك لزيارة تشارلوت في وقت فراغه دائما. وكانت تشارلوت سيدة مثقفة ومؤدبة جدا وأوحت لقويته الشاب بالكثير من الإلهام. وكان قويته يكتب لها كل يوم قصائد مفعمة بالحماسة.
وفي عام 1776 أعاد قويته بناء داره وفنائها حسب تصميمه. وبعد ذلك بدأ إعادة تصميم بناء حديقة الأعشاب بجانب النهر بأسلوب الحدائق البريطانية، وأبرز الأشجار فيها. لأجل إظهار انسجام العمارة مع الطبيعة وخلق بيئة رومانسية مثل ملامح مسرحية. ومنذ ذلك الوقت ظل يشتغل بالتصميم المعماري وأبدع الكثير من الأفكار في هذا الصدد.
أحب قويته الطبيعة والبستنة، لذلك لم تتلق السيدة تشارلوت في بيتها الرسائل الرائعة منه فقط بل الأزهار الجميلة من حديقته.
وفي الشتاء، كان قويته يتمشى في الحديقة، ويستطيع أن يرى منزل تشارلوت من هناك. وقد كتب اليها 1600 رسالة خلال هذه الفترة، وحافظت عليها كلها بحرص حتى اليوم.
واليوم، يشعر أى زائر لمنزل قويته بأن صاحبه لم يغادر الدنيا الا لوقت قصير حيث ما زال الأثاث فيه على ما كان عليه قبل مائتي سنة. وعاش في هذا المكان جوهانن ووفغانغ قويته ستة أعوام وكتب معظم قصائده التي تتغنى بالطبيعة في هذا المبنى البعيد عن زحمة العمران.
وفي مارس عام 1832، توفي جوهانن ووفغانغ فون قويته في شقّته في مدينة وييمار. ومنذ ذلك الوقت ارتبطت هذه المدينة الصغيرة باسمه المشهور، مما جعل وييمار مركز الثقافة الألمانية الذي يجذب الكثير والكثير من الزوار من أرجاء العالم كل سنة.