كان الثامن عشر من اكتوبر العام الماضي يوما سعيدا بالنسبة للسيدة توه شنغ ليان / الفلاحة العادية في قرية سين جي بمحافظة بونغ يانغ بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة في الصين إذ منحتها منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ذلك اليوم جائزة " الفلاحة المثالية في يوم الغذاء العالمي في عام 2004 " كما سافرت في ذلك التاريخ الى تايلاند وحضرت مراسم منح الجائزة، وعندما إستلمت مع نظيراتها الاربع الأخريات الجوائز من يد الاميرة التايلاندية علت وجهها إبتسامةُ عريضة .

قد يتساءل بعض الناس كيف فازت توه شنغ ليان بهذه الجائزة الرفيعة المستوى وهى مجرد فلاحة عادية ؟ حمل مراسل إذاعتنا هذه السؤال وقام مؤخرا بزيارة هذه الفلاحة وإستمع منها الى قصتها التي ارتأينا أن نطلعكم عليها، وأملنا أن تعجبكم .

تبلغ توه شنغ ليان هذا العام السابعة والعشرين من عمرها. ولديها ولدان صغيران. ويقع مسقط رأسها في منطقة جبلية بجنوب منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بغربي الصين. وكانت في طفولتها كسائر الاطفال الصغار تحلم في الالتحاق بالمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ثم الدراسة في الجامعة. ولكن واقعها لم يكن كما كان في حلمها. وقالت عند استعراض أيام طفولتها:

" كان عدد أطفال عائلتي كبيرا لذلك كانت أعباء الحياة ثقيلة جدا على كاهل أبي وأمي، ولهذا السبب لم أستطع مواصلة الدراسة، فعدت الى البيت لمساعدة أبي وأمي على كسب ما يعيلنا ... "

وتزوجت توه شنغ ليان وهى في العشرين من عمرها. وبدأت العيش في بيت زوجها في قرية فقيرة جدا. وفي نهاية تسعينات القرن الماضي بدأ في قريتها تطبيق مشروع لمنظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة يستهدف مساعدة الفلاحين الفقراء. فتم بناء الطرق وتنفيذ مشروعات الري في القرية. فبدأ الفلاحون يتخلصون تدريجيا من الفقر. وبدأت توه شنغ ليان منذ ذلك الوقت تفكر في كيفية كسب المزيد من العوائد من أجل رفع مستوى حياة أسرتها.

وابتداءا من عام 2001 بدأت توه شنغ ليان زراعة الذرة باستخدام الغطاء البلاستيكي. الامر الذي رفع الانتاج بسرعة في ذلك العام، كما إزداد دخل عائلتها حتى تجاوز خمسة عشر ألف يوان صيني في هذا العام. وبعد تحقيق هذا النجاح بدأت توه شنغ ليان بتربية المواشي. وتحدثت عن عملها هذا قائلة:

"زرعنا جزءا من أرضنا بأعشاب تصلح كعلف للمواشي إضافة الى استخدام سيقان نباتات الذرة كعلف للمواشي في أيام الشتاء..."

وبفضل الرعاية الدقيقة نمت المواشي بسرعة وازداد عددها حتى تجاوز المائة، الامر الذي ساهم كذلك في زيادة دخل عائلتها كما زاد من حماستها لمواصلة تطوير أعمالها .

بعد أن حققت توشنغ ليان هذه النجاجات بدأ كثير من فلاحي القرية يحذون حذوها حيث بدأوا استخدام الاغطية البلاستيكية في الانتاج الزراعي إضافة الى تربية المواشي. وفي عام 2004 بلغ معدل الدخل الفردي لفلاحي القرية ألفا وستمائة يوان صيني.

ويرى السيد وانغ هواه/ رئيس مكتب المشروعات بقسم الزراعة وتربية المواشي التابع لمنطقة نينغشيآ الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة أن الاسلوب الذي تتخذه تو شنغ ليان في تطوير الانتاج الزراعي يتفق مع دعوات الحكومة الصينية ونداء الامم المتحدة لتطوير الزراعة في المناطق الفقيرة ومساعدة الفلاحين للتخلص من الفقر:

" مهمتنا الحالية هى مساعدة الفلاحين الفقراء للتخلص من الفقر بأسرع وقت ممكن لتحقيق الفائدة المشتركة، وهذا هدفنا وهدف حكومتنا وهدف جميع المسئولين في قطاع الزراعة في المناطق الريفية في الصين ... "