ذكرت مجلة "نيويوركر" امس ان هذه الفرقة موجودة في إيران منذ صيف العام الماضي لتحديد مواقع تصنيع الاسلحة المشتبه بها لتكون اهدافا لضربات جوية أمريكية محتملة. وهي خطوة مماثلة لما حدث قبل الغزو الأمريكي - البريطاني للعراق وقال الصحافي الشهير في المجلة سيمور هيرش، إن مصادر استخباراتية وعسكرية أمريكية أبلغته مرارا أن "الهدف الاستراتيجي التالي هو إيران". ومن المعروف أن هيرش هو الذي كشف ابعاد فضيحة إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب العراق. واشارت المجلة الى ان حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش وافقت على القيام بمهام تجسس داخل إيران منذ منتصف العام 2004 على أقل تقدير لجمع معلومات حول مواقع الاسلحة النووية والكيمياوية والصاروخية المعلن عنها او تلك التي يشتبه بوجودها على اراضي الجمهورية الاسلامية. وكتب هيرش "ان الهدف هو تحديد وعزل 36 أو اكثر من تلك الاهداف التي يمكن تدميرها بواسطة ضربات موجهة بدقة وفي غارات قصيرة لقوات كوماندوز". وقال مسؤول استخبارات رفيع سابق للمجلة "هذه حرب على الإرهاب وكان العراق مجرد حملة واحدة" في تلك الحرب مضيفا ان "ادارة بوش ترى ان هذه منطقة حرب هائلة والحملة التالية ستكون على إيران. لقد اعلنا الحرب على الاشرار، اينما كانوا، هم الاعداء". وصرح مستشار حكومي بارز على صلة وثيقة بالبنتاغون للمجلة ان المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع، لاسيما وزير الدفاع دونالد رامسفلد ونائبه بول وولفويتز، "يريدون دخول إيران وتدمير اكبر قدر ممكن من البنية التحتية العسكرية". وقالت نيويوركر في تقريرها إن رامسفلد ونائبه يعتقدان ان نظام الحكم الديني في إيران لن يصمد امام ضربة عسكرية وسينهار. واضافت المجلة ان الحلفاء الدوليين للولايات المتحدة يساعدون البنتاغون في خططه بشأن إيران مشيرة الى ان مستشارين اسرائيليين يقدمون العون في تحديد الاهداف العسكرية المحتملة داخل إيران. وقال التقرير إن باكستان تقوم بدور ايضا في هذا الصدد حيث يقدم علماء باكستانيون معلومات لقوة مهام خاصة أمريكية تسللت الى شرق إيران بحثا عن منشآت نووية سرية. وفي المقابل حصل الرئيس الباكستاني برفيز مشرف على ضمانات أمريكية بانه لن يضطر لتسليم الخبير النووي عبد القدير خان للاجهزة الدولية المختصة لاستجوابه بشأن فضيحة تسريب تكنولوجيا نووية. ووقع بوش سلسلة من الاوامر تخول مجموعات الكوماندوز السرية تنفيذ عمليات في الخفاء ضد اهداف إرهابية محتملة في نحو عشر دول في الشرق الاوسط وجنوب اسيا، بحسب تقرير النيويوركر. غير ان مدير اتصالات البيت الابيض دان بارتلت وصف تقرير مجلة نيويوركر بانه "غير دقيق في جوهره" مشيرا الى ان ادارة بوش تستخدم الوسائل الدبلوماسية في معالجة المسألة الإيرانية. واضاف بارتلت "نعمل مع حلفائنا الأوروبيين للمساعدة في اقناع حكومة إيران بعدم السعي لامتلاك اسلحة دمار شامل ولا سيما السلاح النووي وسنواصل العمل من خلال بروتوكول الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق هذا الهدف". وابلغ المسؤول الأمريكي شبكة سي.ان.ان الاخبارية ان "من المهم جدا ان يركز العالم بأسره على هذه القضية. ان (الملف الإيراني) خطر ويجب ان نأخذه على محمل الجد وسنواصل العمل من خلال المبادرات الدبلوماسية". الا ان هيرش قال إن المتشددين في الادارة الأمريكية مقتنعون ان المفاوضات التي تجريها أوروبا مع إيران ستفشل، وعند ذلك ستتدخل الولايات المتحدة. وصرح هيشر لشبكة سي ان ان "الخطوة القادمة هي إيران. انهم يخططون لذلك بالتأكيد". واضاف ان البنتاغون يحاول الحصول على معلومات دقيقة حول مواقع الاسلحة الإيرانية لتجنب الاحراج الذي تسبب به عدم العثور على اسلحة دمار شمال في العراق.
الشرق-قطر
18-1-2005