دبي- منى بوسمرة:
اعرب متحدثو مؤتمر الشرق الاوسط للنشر بدبي امس عن تفاؤلهم بمستقبل صناعة النشر الاقليمية خلال السنوات المقبلة مدللين على ذلك بان معظم السكان في منطقتنا هم من الشباب الذين يمثلون الشريحة العظمي من السوق الحقيقية لهذه الصناعة كما ان تطور المناهج التعليمية في عدد من دول المنطقة يبعث التفاؤل بصناعة النشر لانه يستوجب بالتباعية زيادة الطلب على المواد التعليمية المطبوعة فضلا عن ان المؤسسات المعنية بهذه الصناعة لديها سوق ضخمة قوامها 300 مليون نسمة يعيشون في الدولة العربية اضافة الى اكثر من ملياري شخص يعيشون في دول المنطقة بما فيها شبه القارة الهندية وهي دول يقدر أجمالي انتاجها المحلي بنحو 1,8 ترليون دولار•
وبدا أحمد بن بيات المدير العام للمنطقة الحرة والتكنولوجيا والإعلام بدبي أكثر تفاؤلا عندما قال بان دولة الإمارات العربية المتحدة تعد نموذجا لهذا التفاؤل فقد حققت وحدها في هذه الصناعة نموا بلغ 42 بالمئة خلال العامين الماضيين• كما ان دبي بدات تتبوا موقعا متقدما بتوفيرها الظروف الملائمة والبني الاساسية الضرورية لنمو صناعة الاعلام وخاصة قطاع الطباعة والنشر وتوقعوا ان يتراوح معدل النمو مابين 15 بالمئة الي 30 بالمئة• ولكن على الرغم من هذا التفاؤل يجزم بعض المتحدثين بوجود تحديات عدة تواجه هذه الصناعة كما اشار اليها تموثي بالدينغ رئيس الاتحاد العالمي للصحف وتحديدا ما تواجهه الصحافة والنشر في الشرق الاوسط من فرض القيود مؤكدا على ان مثلما نطالب بحقوق الانسان وحريته ايضا لابد من المطالبة بحقه في الحصول علي المعلومة• ولم يذهب طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير في لبنان بعيدا عنه عندما قال تواجه الصحافة العربية عموما تحديات قاسية تتهددها ليس في دورها فقط بل في معني وجودها ان لم يكن في وجودها ذاته••!! وحمل احمد المنصوري مدير مركز دبي للاستشارات والبحوث والاعلام اللوم مؤسسات الطباعة والنشر في استمرارها باتهام القاريئ العربي بانه قارئ لا يقرا وان النشر العربي لازال بعيدا عن اقرانه في العالم الغربي متسائلا لماذا••؟ مؤكدا على ان العصر الذي كانت تخدم فيه صناعة النشر الاعلامي الدول والحكومات قد ولي او شارف على الانتهاء مفسحا المجال لنشوء صناعة ذات اقتصاديات مستقلة تعتمد اساسا على ثقة القارئ وثقة المعلن••!!!
جاء ذلك امس في افتتاح فعاليات مؤتمر الشرق الاوسط للنشر الذي اقيم تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع وافتتحه سعادة أحمد بن بيات المدير العام لمنطقة دبي الحرة والتكنولوجيا والاعلام وحضر المؤتمر اكثر من 300 مشارك من اصحاب القرار والتنفيذيين في دور النشر الاقليمية لتبادل رؤياتهم وخبراتهم مع المحاضرين الذين يصنفون ضمن رواد هذه الصناعة عالميا واقليميا كما شهد الحدث حضورا من رؤساء تحرير عدد من المؤسسات الصحفية المحلية والعربية والعالمية فضلا عن 60 شركة عالمية متخصصة في الطباعة والنشر من 52 دولة مختلفة•
وصاحب المؤتمر امس ثمان جلسات تناولت ابرز القضايا الرئيسية منها التاثيرات والفرص التي تخلقلها الوسائل الاعلامية والتقنيات الحديثة وعلاقة الناشرين في منطقة الشرق الاوسط مع ظاهرة النشر الالكتروني على شبكة الانترنت واهمية البحوث الاعلامية كقاعدة رئيسية لتكون مؤسسات اعلامية مجدية ربحيا وانشاء المصداقية الاعلامية والاعتبارات والحساسيات الثقافية في المحتوى الاعلاني والتحريري في ظل ظاهرة العولمة بالاضافة الى جملة من اهم القضايا الحيوية التي تصيغ عالم النشر الاعلامي•
عام مبشر••
والقى سعادة أحمد بن بيات في كلمة بهذه المناسبة الضوء على صناعة النشر ودورها الحيوي في تشكيل المجتمعات المدنية الحديثة عبر العصور مشيرا الى انه مع التطور التكنولوجي الكبير تنامى دور هذه الصناعة وتعاظم أثرها في العديد من المجالات منها على سبيل المثال لا الحصر المجالات الدراسية والعلمية والفنية وهي جميعها أنشطة تأتي في موقع القلب من الحياة الفكرية والثقافية حيث أصبحت أحد الصناعات الرئيسية التي تشغل حيزا كبيرا لا غنى عنه في حياة الإنسان•
وبينما توقع أن يصل الإنفاق العالمي في مجال نشر المجلات خلال العام الحالى 2005 إلى نحو 111 مليار دولار توقع ايضا أن يصل حجم الإنفاق في نشر الصحف إلى 197 مليار دولار وحوالي 105 مليارات دولار متوقعه للإنفاق العالمي في مجال نشر الكتب خلال العام ذاته•
كما اشاران صناعة النشر في المنطقة تفتقرالى حقائق وأرقام موثـّقة وان هذا يعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الصناعة بما يبرز الحاجة إلى تعزيز جهود البحث الإعلامي من أجل ضمان الوصول إلى أرقام صحيحة وواضحة لمعدلات التوزيع وعدد القراء ومستويات المطالعة والقراءة عبر إحصاءات يمكن الاعتماد عليها والتحقق من صحته وان المعلومات الصادقة حول معدلات التوزيع الديموغرافية للمطبوعات تعتبر مطلبا هاما وملحا وبدون تلك المعلومات لن تتمكن المؤسسات المعلنة من اتخاذ قرارات سليمة في خصوص خططهم الإعلانية•
كما اشار الى ان دبي تمكنت من تبوء موقع متقدم في ناحية توفير الظروف اللازمة والبنى الأساسية الضرورية لنمو قطاع الطباعة والنشر على أرضها مع مستقبل واعد لهذه الصناعة داخل الدولة بمعدل نمو متوقع له أن يتراوح ما بين 15 الى 30 فى المائة وانه فى إطار استراتيجية دبي طويلة المدى لتطوير قدراتها الاقتصادية عكفت مدينة دبي للإعلام على إطلاق العديد من المبادرات التي من شأنها دعم صناعة الإعلام بكافة روافدها وفي مقدمتها صناعة الطباعة والنشر
ومن بين أبرز تلك المبادرات وأهمها جاءت المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي كأول منطقة حرة في العالم يتم تخصيصها كاملة لأنشطة الإنتاج الإعلامي على مساحة تناهزمليون قدم مربع حيث من المنتظر أن تقدم المنطقة الجديدة بيئة نوعية تساعد جميع المؤسسات العاملة في حقل الإنتاج الإعلامي على التفاعل الإيجابي والخلاق •
واضاف ان من أبرز مكونات تلك البنية الأساسية مشروع جديد أفردته المنطقة الحرة لهذا القطاع الحيوي في الصناعة الإعلامية من خلال مشروع ''رواق الناشرين'' وهو عبارة عن جزء كامل من المنطقة الحرة سيتم تخصيصه لمؤسسات النشر التي سيوفر لها المشروع بنية تحتية متكاملة تلاقي جميع متطلباتها ، في حين ستجمع المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي تحت مظلة واحدة جميع الأنشطة المتعلقة بالطباعة من معدات وتجهيزات ومواد خام بما سيساهم في خلق مجتمع واحد متكامل يدعم نمو صناعة الطباعة والنشر•
واعرب عن امله فى الخروج من المؤتمر بحصاد طيب من الأفكار والمداخلات وأن يمنح هذا الحدث المشاركين منبرا جديدا للتواصل والنقاش ومساحة أرحب لتبادل الخبرات ووجهات النظر بغية الوصول إلى تحقيق الفائدة المنشودة لهذه الصناعة والنفع لجميع المنتمين إليها•
إمن ناحيته اشاد أحمد المنصوري في كلمة بهذه المناسبة بالدعم الكبيرالذي قدمه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمؤتمر ايمانا منه برسالته وتحقيقاً لمبادئ الجودة التي أرسى أسسها في دبي موجها الشكر للمشاركين سواء المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي أو مؤسسة دبي للإعلام ممثلة بصحيفة البيان أو اتحاد الصحف العالمي أو الاتحاد الدولي للمطبوعات الدورية والذين ساهموا في تحقيق هذا الحدث•
واوضح ان النشر كان فاتحة الإعلام المعاصر وما الإعلام المرئي أو المسموع إلا اختلاف في وسائط نقل الكلمة المكتوبة وان التطور الكبير الذى يشهده النشر الإلكتروني إلا امتدادا لصناعة النشر الورقي اضافة الى اننا اليوم نتعامل مع صناعة النشر الإعلامي وبالذات صناعة نشر الصحف والمجلات والتي ترتبط بشكل مباشر بحياة الجمهور وتؤثر عليه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً إلا إن النشر العربي لازال بعيداً عن أقرانه في العالم الغربي •
كما اوضح ان الوقت الذى كانت صناعة النشر الإعلامي تخدم الدول والحكومات قد ولى أو شارف على الانتهاء مفسحاً المجال لنشوء صناعة ذات اقتصاديات مستقلة تعتمد أساساً على الثقة وثقة القارئ وثقة المعلن مشيرا الى ان ثقة القارئ مسئولية كبيرة وصعبة المنال واكتسابها لن يكون سهلا اضافة الى ان صناعة النشر في العالم العربي يجب أن تقف موقفاً مسئولاً ليس فقط من القارئ ولكن من الصناعة ككل وان تطبيق مقاييس ومعايير واضحة للصناعة يجب أن يكون خياراً أساسياً واعتناق مبادئ مثل الشفافية ومواثيق شرف المهنة والمصداقية الإعلامية يجب أن تكون إيماناً راسخاً وممارسةً يومية•
واضاف ان ذلك مؤشر كبير على تكاتف الحكومة والقطاع الخاص ومختلف القطاعات ذات العلاقة لمواجهة التحديات التى تواجه صناعة النشرومؤشرعلى اتفاق أقطاب الصناعة على أن الوقت قد حان لننتقل للمرحلة القادمة بكل تحدياتها ولا شك أنها فرصة قلما تسنح في منطقتنا التى تزخر بالتحديات أن تتفق رؤية وتوجهات القطاع الحكومي والقطاع الخاص فيما يتعلق بالإعلام وحريته ومسئوليته وبناء أسس قوية لتنميته•
واكد اننا نؤمن في الجودة لان ما لا تستطيع قياسه لا تستطيع إدارته ولذا فإننا ولابد أن نعرف صناعتنا قبل أن نبدأ في تطويرها وهذا هو العبء الكبير الذي يجب أن تقوم به دور البحث والدراسات وهو أيضاً العبء الذي يجب أن تشارك فيه دور النشر والتي يجب أن تبنى قراراتها على أسس علمية وأرقام مدققة مشيرا الى ان المعلومات يجب أن تكون ذخيرتنا للتخطيط وسلاحنا في التنفيذ وعتادنا في المراجعة والتقويم•
ويرى توموثي بالدينغ رئيس الاتحاد العالمي للصحف - وان - بان الفروق الشاسعة المتكررة في آسيا وافريقيا وامريكا والمتمثلة في انخفاض معدلات الدخل والامية والمخصصات الاعلانية القليلة المتوفرة للناشرين• فتكاليف الانتاجية والتوزيعية لاصدار المجلات باهظة وهي نادرا ما تحصل على الدعم بل تعتمد علي الدخل الاعلاني للحفاظ على اسعار منخفضة في متناول القراء•• وقال إن المنطقة هنا بحاجة للبنية التحتية التشريعية التي تحمي الملكية الفكرية وحرية التعبير فضلا عن العمل الهادف لتوسيع مخصصات الاعلانات كما يتصدر احتياجاتها تدريب وتاهيل الاشخاص العارفين باسباب نجاح المجلات• وقال تواجه الصحافة والنشرفي الشرق الاوسط من فرض القيود مؤكدا على ان مثلما نطالب بحقوق الانسان وحريته ايضا لابد من المطالبة بحقه في الحصول على المعلومة•
وتحدث طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية عن اهم التحديات التي تواجهها الصحافي العربية وقال الصحافة العربية عموما تواجهها تحديات قاسية تتهددها ليس في دورها فقط بل في معني وجودها ان لم يكن ففي وجودها ذاته• مؤكدا على انها تعيش بمجملها ازمات متلاحقة تحد من قدرتها على التاثير وقدرتها علي الانتشار وتوسيع دائرة القراءة فضلا عن التناقض المطرد في حجم الدخل الاعلاني• وقال بان الازمة الاخطر تنبع من ضمور الدور السياسي في المنطقة العربية التي تحرم الصحافة من دورها في صناعة الخبر العربي ومن ثم في التاثير في القرار السياسي العربي• واشار الى ان المصدر الاساسي للخبر العربي يكاد يكون امريكيا مع استثناءات محدودة• وصار الرئيس الامريكي او وزير خارجيته او الناطق باسم البيت او الصحف الامريكية الكبري هي المصدر الفعلي للخبر الامريكي••!! وقال ان الخبر يتصل بصاحب القرار وطالما صاحب القرار امريكي فانه هو من سيعطي الخبر وينشره ولايبقي على الصحافة العربية التي ستبلغ قراءها الا التعليق عليه اوبالنقد او التاييد•
الاتحاد-الامارات
18-1-2005