باتت عبارة زلزال المحيط الهندي وأمواج المد العاتية أكثر العبارات تداولا بين الناس وفي وسائل الاعلام بالصين هذه الايام حيث لقيت هذه الكارثة أهتماما كبيرا من جميع المواطنين الصينيين الذين تبرعوا بحبهم وأموالهم لشعوب الدول المنكوبة بالكارثة. ويذهب بعضهم الى سفارات الدول المنكوبة للتعبيرعن تعاطفهم وحبهم بشكل مباشر مع تقديم تبرعاتهم لها .
في صباح يوم من أيام يناير الحالي توجه بعض المواطنين الصينيين الى السفارة الاندونيسية في بكين لتقديم تبرعاتهم لمسئولي السفارة. ومن بينهم السيدة وانغ تشين التي تبرعت بألف يوان صيني للمناطق المنكوبة في اندونيسيا. وقالت هذه السيدة للصحفيين: أشعر أن هذا واجب إنساني. ويعيش الشعب الصيني والشعب الاندونسي في قارة واحدة ولديهما علاقات صداقة طويلة الامد وقلوبهما مرتبطة وثقافتهما متشابهة. ومن واجبنا أن نتبادل الدعم والمساعدة أيام الكوارث والنكبات .
استقبل السيد هوتاجا لونغ / المستشار الثقافي بالسفارة الاندونسية والمسئول عن شئون التبرعات أستقبل هؤلاء المتبرعين الصينيين. وقال إن تصرفات هؤلاء المواطنين الصينيين تركت أنطباعات عميقة ومؤثرة في نفسه، ومنهم من تبرعوا بأموالهم ومنهم من تبرعوا بالملابس والمواد الأخرى، وخاصة أن من بينهم تلميذا
صغيرا في السادسة من عمره قدم لي خمسين يوانا صينيا عرفت منه أن هذا المبلغ هو كل مصروفاته الشخصية لشهر واحد، فتأثرت بتصرفه هذا جدا ...
وجاء في إحصاء من جمعية الصليب الاحمر الصينية أن التبرعات الفعلية والموعودة من مختلف الاوساط الاجتماعية بالصين قد تجاوزت حتى العاشر من يناير الحالي مائة مليون يوان صيني .
هذا وقد إنضم كثير من المؤسسات الصينية الى صفوف المتبرعين الصينيين. وقدم مصنع لانتاج الادوية في بكين دفعة كبيرة من الادوية الى السفارة الاندونسية باعتبارها تبرعا ماديا للمناطق المنكوبة. وقال السيد يانغ جى/ أحد مسئولي هذا المصنع أن لدى المصنع علاقات تعاون وثيقة مع عدة شركات اندونيسية. وإثر علمه بخبر وقوع أمواج المد العاتية قررالمصنع على الفور تقديم دفعة من الادوية الى إندونيسيا لمساعدة المنكوبين بالكارثة باعتبار ذلك واجبا إنسانيا على جميع مسئولي وعمال المصنع ...
وفي الثلاثين من ديسمبر العام الماضي أي بعد خمسة أيام من وقوع الكارثة أرسلت الصين أول فرقة إغاثة مكونة من الاطباء والخبراء المختصين بأعمال الانقاذ والاغاثة الى إندونيسيا تلبية لدعوة من حكومة هذا البلد. وإنهمك جميع أعضاء الفرقة إثر وصولهم الى إندونيسيا بأعمال الاغاثة التي شملت إنقاذ المنكوبين الاحياء وإخراجهم من تحت الأنقاض، ونقل جثث المتوفين ومعالجة المرضى والجرحى.
وحتى الان تجاوز عدد المرضى والجرحى الذين عولجوا من ِقبل الأطباء الصينيين ستة آلاف شخص .
هذا ولقيت روح المحبة والتضامن التي أبداها الشعب الصيني تقديرا عاليا وإشادة كبيرة من إندونيسيا حكومة وشعبا. وقال السيد دانتو نتوما/الوزير المفوض بالسفارة الاندونيسية لدى الصين إننا نشكر جزيل الشكر للشعب الصيني الذي كان سباقا في تقديم الدعم والمساعدة إثر وقوع الكارثة كما أرسل رجال الاغاثة لبلادنا لانقاذ ومعالجة الجرحى والمرضى. ونرى أن هذه الاعمال ليس مجرد مساعدة فحسب بل ستكون قوة جبارة تشجع الشعب الاندونيسي على مكافحة الكارثة والمضي قدما في أعمال إعادة بناء بلاده بعد الكارثة .