مع حلول فصل الشتاء، تشهد معظم مناطق الصين جوا قارص البرودة وخاصة مناطقها الشمالية التي تشهد تساقطا للثلوج وهو ما يدفع الناس الى ارتداء الملابس السميكة للوقاية من البرودة القارسة. ولكن كيف تعيش الحيوانات في أقفاصها بحدائق الحيوانات ؟ وكيف تقضي أيام الشتاء الباردة ؟ كان هذا السؤال يدور في ذهن مراسل إذاعتنا الذي قام مؤخرا بزيارة حديقة الحيوانات في مدينة لياو يانغ بمقاطعة لياو نينغ بشمال شرقي الصين للاطلاع على أحوال هذه الحيوانات في أيام الشتاء. وإثر زيارته كتب لنا التقرير التالي عن مشاهدته هناك.
تعتبر القرود أكثر الحيوانات عددا في هذه الحديقة المتوسطة الحجم إذ يبلغ عددها ثلاثة عشر قردا. ومن أجل تهيئة ظروف ملائمة تضمن سلامة هذه القرود في أيام الشتاء الباردة قام عمال الحديقة بصنع منصة كبيرة تشبه السرير ومساحتها أكثر من عشرة أمتار مربعة وبداخلها مدفئة كهربائية كبيرة يمكن أن ترفع درجة الحرارة فوق سطح المنصة حتى تتجاوز عشرين درجة مئوية. فتلعب القرود وتتحرك في الخارج بعض الوقت ثم تعود الى غرفتها وتستريح أو تنام فوق ذلك السرير الكبير في غاية الراحة.
وأما الطواويس الموجودة بحديقة الحيوانات هذه فهى مرتاحة كأصدقائها القرود إذ تم بناء ثلاثة أوكار جديدة لها قبل حلول فصل الشتاء تقع بجانب سور كبير يصد الرياح الباردة بشكل فعال. كما وضع العمال طبقة سميكة من الرمال النظيفة فوق أرضية هذه الاوكار من أجل الحفاظ على درجة الحرارة بداخلها. والى جانب ذلك يقدمون للطواويس المزيد من الاطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة بهدف زيادة قدرتها على الوقاية من البرد. أما الطيور والعصافير الاخرى داخل الحديقة فشأنها شأن هذه الطواويس تعيش الان داخل أعشاش وأوكار تم فرشها بطبقة سميكة من الرمال أو الاعشاب الجافة النظيفة بحيث أصبحت مثل سجادة مريحة دافئة. وفي بعض أعشاش الطيور والعصافير النادرة قام العمال بتركيب أجهزة تدفئة لزيادة الحرارة والحفاظ عليها بدرجات ملائمة لهذه الطيور. أما بعض الحيوانات الأخرى الكبيرة نسبيا كالدب والجمل والغزال وأمثالها فتملك القدرة الكافية للدفاع عن نفسها ضد البرودة القارسة بحيث يرى المعنيون أنه لا حاجة لاتخاذ إجراءات إضافية لحمايتها في أيام الشتاء ...