في مطلع هذا العام، تكوّن أول فريق صيني محترف من رياضة الدراجات بشكل رسمي في مدينة جوهاي الواقعة جنوب الصين بفضل التعاون الناجح بين اتحاد لعبة الدراجات الصيني وفريق ماركو بولو الهولندي للدراجات.
وتلقب الصين بمملكة الدراجات. فمعظم الصينيين يستخدمونها كوسيلة مواصلات مألوفة. ورغم ذلك فإن مستوى لعبة الدراجات في الصين لم يصل الى المستوى المتقدم العالمي حتى الآن. فأحسن نتيجة حققتها الصين في المباريات الدولية كانت حصولها على ميدالية فضية حققتها اللاعبة جيانغ يونغ هوا في دورة أثينا الأولمبية.
وتعتبر لعبة الدراجات على الطريق العام لعبة شاقة للغاية، فهي تتطلب مهارات جسمانية عالية وتجهيزات راقية وتجارب تنافسية، ويلزم الأمر تخصيص الكثير من النقود بحيث تتجاوز نفقات تجهيز دراجة كل لاعب مائة ألف يوان صيني سنويا بخلاف النفقات الخاصة بالتدريبات والتغذية وغيرها. لذلك فإن الأمر يستلزم من الصين أن تقتبس الخبرات الإدارية والمنظومات التدريبية الناجحة من الدول الغربية بهدف تطوير لعبة الدراجات على الطريق العام.
ويعتبر هذا التعاون بين الصين وهولندا لتكوين فريق دراجات محترف بداية لاحتراف لعبة الدراجات الصينية. وقدر ذلك السيد تيان جيون رونغ – نائب رئيس اتحاد الدراجات الصيني قائلا:
"يعتبر ذلك اليوم يوما تاريخيا بالنسبة للعبة الدراجات الصينية. فقد بدأ الاحتراف منذ ذلك اليوم. وإن أي لاعب أو مدرب، سيغير مفاهيمه عن التدريبات والمنافسات بصورة كبيرة. "
ويسمى أول فريق محترف صيني للعبة الدراجات بفريق ماركو بولو، وقد سجل إسمه في اتحاد لعبة الدراجات الدولي في ديسمبر الماضي، وتكوّن بتمويل صندوق لعبة الدراجات الهولندي وتحت إشراف اتحاد لعبة الدراجات الصيني. ووفقا للاتفاقية الموقعة بين الطرفين، أرسل اتحاد لعبة الدراجات الصيني أربعة لاعبين ومدربا الى فريق ماركو بولو، وباستثناء ذلك، فإنه لا يتدخل في شؤون الفريق سواء في إدارته وأعماله التجارية وأنشطته التدريبية والتنافسية لللاعبين. ويتمتع فريق ماركو بولو بحق الإدارة الذاتية. ويعتبر لي فو يو الآن أبرز لاعب دراجات على الطريق العام في الصين، وقد اختير عضوا في فريق ماركو بولو في مطلع هذا العام، وتحدوه تطلعات حماسية في المستقبل، إذ قال:
"يسرّني جدا إتاحة الفرصة لي للانضمام الى هذا الفريق. ويمثل مستوى لعبة الدراجات على الطريق العام مستوى تطور ألعاب الدراجات في بلد ما، لأنها تحتل أهم مكانة في جميع ألعاب الدراجات. ويعتبر وطننا دولة كبيرة للدراجات. وإذا تحسنت نتائج لعبة الدراجات على الطريق العام، فإن جميع ألعاب الدراجات ستتطور بصورة عامة. لذا، آمل أولا في أن أحقق تقدما في هذا الفريق المحترف. وهدفي النهائي هو حصول اللاعبين الصينيين على ميدالية في لعبة الدراجات على الطريق العام في المباريات الدولية الكبيرة وحتى في الدورات الأولمبية."
وتماشيا مع ازدياد فرص الاشتراك في المباريات، سيزداد دخل لاعبي الدراجات في هذا الفريق المحترف بصورة كبيرة عما كان عليه في الماضي. وقال السيد جيانغ قو فنغ – المسؤول باتحاد لعبة الدراجات الصيني: سيشترك فريق ماركو بولو في عشرين وحتى ثلاثين مباراة ستقام في آسيا هذا العام بينما سيشترك في مباريات أكثر ستقام في أروبا، بحيث سيشارك في مباراتين كل أسبوع تقريبا. ووفقا للأحوال الراهنة، فإن عدد المباريات التى سيشترك فيها كل اللاعبين الأربعة الصينيين في هذا الفريق المحترف عام 2005 سيزيد بأربعة أضعاف على الأقل عما عليه وضع اللاعبين الصينيين الآخرين في لعبة الدراجات.
ومن البديهي أن فريق الدراجات المحترف يلعب دورا ملحوظا في رفع مستوى لاعبيه وزيادة دخلهم. وعن طريق هذا التعاون بين الصين وهولندا، وسع فريق ماركو بولو الهولندي تأثيراته في الصين، بينما يأمل التجار المؤازرون لهذا الفريق في فتح الأسواق الصينية منتهزين فرصة الأولمبياد القادمة التى ستستضيفها الصين في عام 2008. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الصين تهدف الى إعداد لاعبين ممتازين للعبة الدراجات على الطريق العام اعتمادا على رؤوس الأموال المتوافرة لهذا الفريق المحترف وخبراته التدريبية والإدارية الغنية بهدف تحقيق نتائج لم يسبق لها مثيل في التاريخ الصيني حتى الحصول على ميدالية ذهبية في دورة بكين الأولمبية عام 2008.
ويبذل اتحاد لعبة الدراجات الصيني الآن جهودا لتكوين فريق محترف صيني بالمعنى الحقيقي في وقت مناسب. وقال نائب رئيس اتحاد لعبة الدراجات الصيني تيان جيون رونغ:
"إن تكوين أول فريق دراجات محترف في الصين يعتبر مقدمة فقط، وبعد ذلك، سنتخذ الكثير من الإجراءات المعنية الأخرى، مثل إرسال اللاعب وانغ قو تشانغ وغيره من اللاعبين الممتازين الصينيين الى الخارج للانضمام الى الأندية الأروبية الأخرى وتكوين أول فريق محترف صيني للاعبات الدراجات على الطريق العام وإقامة مباريات الجوائز الكبرى المحترفة الصينية للعبة الدراجات مما يجعل لعبة الدراجات الصينية مفعمة بالحيوية والنشاط بصورة كاملة. وإذا نفذنا هذه الإجراءات بصورة سليمة، فمن المؤكد أن مستوى لعبة الدراجات الصينية سيرتفع بصورة كبيرة بعد ثلاث سنوات."