عواصم- وكالات:
برز شبه إجماع أمس في أوساط منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' على الإبقاء على سقف الانتاج الحالي، إذ قال علي النعيمي وزير النفط السعودي ان اوبك لا تحتاج الى خفض الانتاج في اجتماع بعد غد الأحد وبوسعها الانتظار حتى مارس على الاقل قبل خفض الامدادات• وقال النعيمي لرويترز في مقابلة على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: ''يحتاج المرء الى الانتظار حتى نقترب من الربع الثاني•• ربما في اجتماع مارس•• ربما بعد ذلك••''•
وقال مندوبون كبار لدى منظمة أوبك إن من المستبعد ان تتفق الدول الاعضاء على خفض الانتاج بدءا من شهر أبريل ما لم تنخفض الاسعار بشدة قبل الاجتماع• وكان وزراء نفط الكويت والامارات ونيجيريا واندونيسيا قالوا إن أسعار النفط مرتفعة جدا الآن بما لا يبرر خفض الامدادات في الاجتماع الذي تعقده المنظمة في 30 يناير الجاري في فيينا لكن الوزراء حذروا من أن أوبك ستحتاج لخفض الامدادات في الربع الثاني من العام الذي ينخفض فيه الطلب عادة بعد انقضاء فصل الشتاء• وتحرص أوبك على تجنب زيادة كبيرة في مخزونات النفط بالدول الصناعية حتى لا تدفع الاسعار للانخفاض•
وقال وزير النفط القطري عبد الله العطية لرويترز إنه يرى الآن ان العرض يزيد على الطلب بنحو 1,5 مليون برميل يوميا في سوق النفط• لكن أعضاء أوبك لا يبدون ميلا يذكر لاتخاذ اجراءات وقائية مثل اعلان تخفيضات يبدأ العمل بها في أبريل•
وقال مندوب كبير من احدى دول أوبك الرئيسية في الشرق الاوسط: ''ما لم يحدث شيء طارئ فلا أعتقد أن الارادة قوية الان بما يكفي لاعلان خفض لشهر ابريل في الوقت الحالي''• وأضاف: ''لكن لا يمكننا أن نستبعد كلية حدوث مفاجأة''• وبلغ أحدث سعر لسلة خامات أوبك القياسية 43,10 دولار للبرميل أي بزيادة كبيرة على سعر 35-36 دولارا الذي قالت الكويت والامارات إنهما تريدان استهدافه• وقالت الوكالة في أحدث توقعاتها إن نموا أكبر من المتوقع في الطلب سيبقي المخزونات النفطية تحت السيطرة•
وتوقع تقرير أوبك الشهري الاسبوع الماضي ان يؤدي الانتاج الحالي لاعضائها الى زيادة المخزونات بواقع 1,4 مليون برميل في اليوم• وكانت أوبك خفضت الانتاج مليون برميل يوميا بدءا من أول يناير الجاري•
وقال وزير النفط الجزائري شكيب خليل إن ارتفاع أسعار النفط ومستويات المخزونات النفطية يعني أن الوضع في سوق النفط حاليا يناسب المنتجين والمستهلكين• وقال خليل لرويترز: ''الاضواء تومض بالاخضر للسوق• الاسعار جيدة والمخزونات مرتفعة والمضاربون تراجعوا• والعرض أكثر من الطلب فماذا تريدون غير ذلك''•
من جانبه قال روي ميسون، المحلل البارز في سوق الشحن البحري للنفط إن كميات النفط التي ستشحنها منظمة أوبك في الاسابيع الاربعة التي تنتهي في 12 فبراير استقرت بصفة عامة مقارنة مع مستوياتها في منتصف يناير رغم أن الكميات المخزونة بحرا استمرت في التراجع• وقال إن اجمالي حجم الشحنات التي حجزت ناقلات لتصديرها بحرا من جميع أعضاء أوبك بما في ذلك العراق انخفضت 30 ألف برميل يوميا فقط الى 23,710 مليون برميل في اليوم مقارنة مع 23,740 مليون برميل يوميا في الاسابيع الاربعة حتى 15 يناير• وأضاف أن هذا الاستقرار كان متوقعا• وقال إن كميات النفط المنقولة بحرا في الوقت الحالي في طريقها الى الاسواق العالمية انخفضت 24,3 مليون برميل الى 419,30 مليون برميل•
على صعيد متصل، ارتفع خام برنت في بورصة البترول الدولية بلندن والخام الاميركي الخفيف في المعاملات الاجلة صباح أمس الخميس بعد أن أدت بيانات حكومية أميركية أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الى هبوط الاسعار في الجلسة السابقة• وصعد برنت في عقود مارس ثمانية سنتات الى 46,59 دولار للبرميل بعد أن هبط نحو 50 سنتا أمس الأول وارتفع الخام الاميركي الخفيف 16 سنتا الى 48,94 دولار للبرميل•
وقال أحد المتعاملين: ''السوق اصيبت بخيبة أمل من المستوى المرتفع لواردات المشتقات''• لكنه اضاف أن السوق وجدت دعما في احتمال وقوع هجمات تخريبية في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات العامة يوم الاحد المقبل وأيضا في الشكوك المحيطة بما سيسفر عنه اجتماع اوبك في فيينا يوم غد الأحد
الاتحاد-الامارات
28-1-2005