اختتمت في دافوس امس، فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي، وندد نحو 20 وزيرا للتجارة بغياب الدينامية في المفاوضات التجارية في اطار دورة الدوحة والفرص الضئيلة لتحقيق تقدم ملحوظ قبل موعد انعقاد المؤتمر الوزاري في هونغ كونغ في كانون الاول المقبل.
ولخص الامر الوزير السويسري جوزف دايس في ختام اجتماعات المنتدى، بالقول <<يبقى امامنا الكثير من العمل لانجازه والقليل جدا من الوقت>> مضيفا ان <<(اجتماع) هونغ كونغ غدا وعلينا تركيز طاقاتنا على حل المشكلات في الميادين الاساسية>>، مشيرا خصوصا الى الزراعة والخدمات ودخول المنتجات الى الاسواق غير الزراعية. واعتبر ان اجتماع دافوس يتمتع بميزة انه <<اطلق العملية السياسية الضرورية لاعادة وضع المفاوضات على الطريق الصحيح>>. لكنها نتيجة ضئيلة جدا قياسا الى ما اعلنته منظمة التجارة العالمية في تموز العام 2004 بانها اعادت وضع الاطر واطلقت من جديد مفاوضات الدوحة التي بدأت العام 2001 ومن المفترض مبدئيا ان تختتم في العام 2006. وقال دايس ان منظمة التجارة بسبب البطء في احراز تقدم قررت عقد اجتماعات اخرى <<وزارية مصغرة>> من هذا النوع قبل لقاء هونغ كونغ بينها اجتماع مقبل في نيروبي من 3 الى 5 آذار المقبل.
وفي عداد الوزراء الذين كانوا حاضرين في دافوس، الممثل الاميركي للتجارة روبرت زوليك والمفوض الاوروبي بيتر ماندلسون ووزير الشؤون الخارجية البرازيلي سيسو اموريم والهندي كمال ناث. وقال ماندلسون <<يبقى امامنا قليل من الوقت وما زلنا بعيدين>> عن التوصل الى اتفاق، مضيفا <<اعتقد اننا وضعنا بعض الاطر التي ستقودنا الى هونغ كونغ>>.
وكانت الدول الاعضاء المنقسمة بعمق بين الشمال والجنوب منذ فشل مؤتمر كانكون في المكسيك في ايلول العام 2003، توصلت في جنيف في تموز الماضي الى اتفاق اولي حول <<اطار>> للتفاوض. ومن الملفات الشائكة التوصل الى <<صيغة>> مقبولة لخفض الرسوم الجمركية عن المستوردات الزراعية. ومن المفترض خفض الرسوم الجمركية الاكثر ارتفاعا بشكل ملحوظ لكن يبقى تحديد الارقام. اما الخدمات فهي ملف آخر اساسي لم تكن الخطوات التي تحققت فيه سوى <<مخيبة جدا>> على حد قول المدير العام للمنظمة سوباشي بانيتشباكدي.
على صعيد آخر، امل وزير شؤون الوحدة الكوري الجنوبي شانغ دونغ يونغ، ان تعمل واشنطن وبيونغ يانغ معا العام الحالي لانهاء طموحات كوريا الشمالية النووية والسماح لزعيمها كيم جونغ ايل بحضور قمة الهادئ المقبلة. ودعا الى نظرة اميركية متقدمة للمساعدة في حل المشكلة عبر الجهود الدبلوماسية، مشيرا الى انه <<وقت الدبلوماسية>>.
بورتو أليغري
وقع مسؤولون دوليون بينهم رئيس الوزراء الدنماركي السابق بول نيروب راسموسن والمدير العام السابق لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) فيديريكو مايور، في بورتو اليغري امس الاول <<نداء عالميا للتحرك ضد الفقر>>.
وكان من بين الموقعين على النداء ايضا حائز جائزة نوبل للادآب العام 1998 الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماغو ومدير الصحيفة الشهرية الفرنسية <<لو موند ديبوملاتيك>> اينياسيو رامونيه. وتشمل الحملة الطلب من كل الناس وضع شريطة بيضاء عند المعصم في اشارة الى دعمهم هذا النداء خلال تظاهرات تنظم خلال القمة المقبلة لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في بريطانيا مثلا او خلال الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول المقبل وقبل المفاوضات المتعددة الاطراف لمنظمة التجارة العالمية في هونغ كونغ في كانون الاول المقبل.
وترأس اجتماعات المنتدى الاجتماعي العالمي امس، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز حيث لقي حفاوة كبيرة، وقال خلال لقاء مع آلاف من المزارعين الذين فقدوا اراضيهم، ان حكومته ستصادر ثلاثة ملايين هكتار من الاراضي في فنزويلا العام الحالي لاعطائها للفقراء.
وكان لافتا امس الاول مشاركة ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في المناقشات حيث تعرضوا لوابل من الانتقادات من قبل المشاركين ولا سيما الافارقة الذين نددوا بالشروط التي تفرضها مؤسستاهم على دولهم لتقديم المساعدات الانمائية لها.
السفير-لبنان
31-1-2005