<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-02-01 21:05:47
طريق الحجاج الصينيين إلى مكة المكرمة

cri

من أركان الاسلام الخمسة الحج إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية في حالة الاستطاعة. ويصل أكثر من مليوني حاج من جميع أنحاء العالم سنويا إلى مكة المكرمة ليصبح هذه المدينة مكانا مقدسا يرنو إليه المسلمون من أنحاء العالم على مدي أكثر من ألف وأربعمائة عام. ويوجد فى الصين حوالي عشرين مليون مسلم متمسكين باركان دينهم مع بقية المسلمين فى أنحاء العالم وهم يعتبرون الحج أهم شيء فى حياتهم فدائما يحلمون بالحج إلى بيت الله الحرام. ومع التنمية الاقتصادية السريعة وارتفاع مستويات معيشة الشعب الصيني فى السنوات الأخيرة فإن المزيد من المسلمين الصينيين بدأوا يتوجهون بكل روحانية إلى مكة المكرمة للحج. وتشير الاحصاءات إلى أن أكثر من خمسة ألاف مسلم صيني حجوا إلى البيت الحرام ومكة المكرمة لهذا العام. وفى هذه الحلقة دعونا نستعرض طريق الحجاج الصينيين إلى مكة المكرمة.

تقول كانت بداية الاسلام هنا حينما نشر التجار الفرس الدين الاسلامي فى الصين قبل أكثر من ألف سنة من خلال طريقي الحرير البري والبحري. ومنذ ذلك الحين بدأ المسلمون الصينيون يتوجهون إلى مكة المكرمة لاداء مناسك الحج. أما البحار الصيني المسلم المشهور تشينغ خه فقد سافر سبع مرات إلى بعض الدول العربية والافريقية منذ حوالي ستمائة عام. وزار جده والده مكة المكرمة. وأديا فريضة الحج. حول ذلك قال السيد ما يون فو نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية:

إن البحار الصيني العظيم تشينغ خه مسلم. وادى جده وأبوه فريضة الحج. وكان على رأس فريق سفن سافر إلى بعض دول عربية والأفريقية. وبالطبع بصفته مسؤول عن السفن لم يتمكن من مغادرة السقن ولم يستطع الوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. ولكنه أرسل بعض مساعديه المسلمين إلى مكة المكرمة لاداء الفريضة."

ورغم أن التاريخ يحكى قصصا قديمة طويل لسفر الحجاج الصينيين الا أن الطريق صعب جدا. ففى الماضي كان من الصعب على المسلمين الصينيين تحقيق حلمهم باداء هذه الفريضة بسبب عدم وجود وسائل مواصلات وبدائيتها. أما المسلمون الصينيون الذين كانوا يصلون مكة فإن صعوبات كثيرة كانت تواجههم في طريق العودة إلى بلادهم. وخلال حديثه عن تاريخ حج المسلمين الصينيين قال السيد تسونغ أين لينغ مدير مكتب البحوث والدراسات التابع لمعهد المعارف الاسلامية بالصين:

"هناك العديد من المسلمين الصينيين حجوا إلى المكة المكرمة فى الماضي. ولكن لم يعد منهم إلا اعداد قليلة. وهذا يعود إلى ثلاثة أسباب. أولا: كان معظم المسلمين الصينيين يذهبون إلى مكة بالطريق البري الأمر الذى يزيد من احتمالات وفاتهم فى الطريق. ثانيا: هناك بعض المسلمين الذين وصلوا إلى مكة وقد استقروا هناك في المدينة المقدسة بعد أن انهكهم الطريق الطويل."

وفى الصين القديمة كان يتعين على المسلمين الذين ينوون السفر إلى مكة المكرمة بالطريق البري أن ينطلقوا في رحلتهم قبل موسم الحج بنصف سنة على الأقل. وكان عليهم هكذا اجتياز جبال كالاكونلون بين الصين وباكستان. وعبور هذه الجبال يستغرق شهرا كاملا أو أكثر لأنه صعب جدا. ويتعين على المسلم الصيني هنا اعداد حصانين يمتطى احدهما يحمل امتعته على الآخر. ثم إن هذا الطريق موحيش جدا فلا مياه والبشر الآهم إلا شواهد قبور لبعض الذين وافتهم المنية أثناء ذهابهم للحج من هذا الطريق. وبعد اجتياز الجبال يصل المسلمون الراغبون فى الحج إلى منطقة كشمير. ثم يواصلون طريقهم إلى باكستان حيث يبيعون خيولهم وبعض بضائعهم ثم يسافرون إلى مدينة كاراتشي الباكستانية أو مدينة بومباي الهندية لمواصلة سفرهم إلى مدينة جدة بحرا ويصلوا أخيرا إلى مكة المكرمة. وتتجاوز مدة الرحلة نصف سنة وربما سنة واحدة في بعض الأحيان. ولدى وصول العديد من المسلمين الصينيين إلى المدينة المقدسة يكون موسم الحج قد انتهي . لذلك يبقون فى السعودية لتحقيق حلمهم فى السنة المقبلة. ويصبحون مهاجرين صينيين فى السعودية.

وبعد تأسيس الصين الجديدة أولت الحكومة الصينية اهتماما بالغا لحرية الاديان حيث تهتم جدا بحق المسلمين فى الحج وتنظم وفودا لحج.

ولأن الصين لم تكن من قبل أقامت علاقات دبلوماسية مع السعودية فإن ذلك كان يسبب صعوبات لحج المسلمين الصينيين. وبالطبع أثار هذا اهتماما بالغا من رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل تشو ين لاي. وحول ذلك قال السيد ما يون فو نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية:

"فى عام 1955، ألقي رئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق شو ين لاي مع وزير الخارجية السعودي الأسبق في مؤتمر باندونغ وعبر عن أمله في أن يساعد الجانب السعودي المسلمين الصينيين لاتمام الاجراءات المعنية بتأشيرات الحج . وتوصل الجانبان إلى اتفاق حول ذلك مما ساعد الكثير من المسلمين الصينيين على أداء الفريضة."

وبفضل جهود رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل تشو ين لاي وصل بعض المسلمين الصينيين إلى مكة المكرمة تباعا لأداء فريضة الحج منذ عام 1955. وكان السيد خي بو لي الرئيس الأسبق لمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي أدى فريضة الحج عام 1964 ووصف الأحوال حينذاك وقال:

"وصلت إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج لاول مرة عام 1964 ولكنه كان علينا أن نتوجه إلى باكستان على متن إحدى الطائرات ثم نركب الطائرة إلى مكة المكرمة. واستغرقت هذه الرحلة وقتا طويلا."

وبعد انتهاج الصين سياسة الاصلاح والانفتاح أخذ المزيد من المسلمين يحجون مكة على حسابهم الخاص. وفي عام 1985 زار وفد صيني مسلم برئاسة الرئيس الأسبق لمنطقة نينغشيا خي بو لي السعودية أثناء موسم الحج ولم يكن السعودية وقتها علاقات دبلوماسية مع الصين. وحول ذلك قال السيد خي بو لي:

"في عام 1985 رأست وفدا من المسلمين بصفتي رئيسا لمنقطة المسلمين الصينية لزيارة للسعودية لمدة 12 يوما. استقبلنا الجانب السعودي استقبالا حارا حيث شرحنا لهم السياسات الصينية الجديدة مثل الاصلاح والانفتاح وحرية المعتقدات الدينية الأمر الذي زاد التفاهم بين البلدين وشكل أساسا لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما."

وبعد هذه الزيارة بدأت العلاقات السعودية الصينية تتحسن كل عام. وفي عام 1989 أقامت كل من الصين والسعودية مكتبي تمثيل تجاري كل في جانبه. وفي نفس السنة أرسلت الصين طائرة خاصة لنقل المسلمين الصينيين إلى السعودية لاداء فريضة الحج. وفي السنة التالية أقامت الصين والسعودية علاقات دبلوماسية رسمية. بدأت الصين تنظيم وفود حج المسلمين الصينيين إلى السعودية لأداء الفريضة. وحول حج المسلمين الصينيين في هذه الفترة قال السيد ما يون فو نائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية:

"في عام 1989 كانت هناك طائرة خاصة لنقل المسلمين الصينيين إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة الأمر الذي أثار اهتماما بالغا من المجتمع الدولي وأظهر احترام الحكومة الصينية للمسلين الصينيين. ومنذ ذلك الحين بدأنا نرسل طائرة خاصة سنويا لنقل المسلمين الصينين إلى مكة المكرمة."

بفضل فتح الرحلات المباشرة بين الصين والسعودية أثناء موسم الحج والاجراءات الأخرى لتسهيل سفر الحجاج ازداد عدد المسلمين الصينيين الذين يصلون إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة. ومن أجل تنظيم وتنسيق مثل هذه الأعمال شكلت الجمعية الاسلامية الصينية فريق عمل. وقبل موسم الحج كل سنة تتصل الجمعية الاسلامية الصينية بالجانب السعودي لتحديد عدد الحجاج الصينيين وجداول سفرهم والأعمال التحضيرية الأخرى. وبعد ذلك توزع الجمعية الاعداد المقررة لمختلف المناطق الصينية طبقا لاعداد المسلمين والوضع الاقتصادي في هذه المناطق. ويتعين على المسلمين المؤهلين للحج اتمام اجراءات اصدار جوازات السفر والتأشيرات ودفع التكاليف من خلال الجمعية. والسيد تسونغ اين لين مسؤول بفريق العمل فى الجمعية تحدث عن الأعمال التنظيمية للحج قائلا:

ولتسهيل حج المسلمين الصينيين مكة المكرمة تستمر الجمعية الاسلامية الصينية فى استكمال أعمالها. وفى السنوات الأخيرة أرسلت الجمعية خمسة طلاب دارسين فى معهد العلوم الاسلامية بالصين إلى مكة لتعزيز اعمال فريق العمل. وها هو ما باو جي طالب من معهد المعارف الاسلامية وكان مترجما لفريق العمل يقول:

"بصفتي مترجما، فإن الحج وموسمه لا يقوى فقط مستوى الترجمة لفريق العمل وانما يساعد على الاطلاع على كل ما يتعلق بالحج ويرفع مستوى لغتنا العربية."

ورغم الحوادث التي وقعت في الماضي خلال رمي الجمرات الا أن ذلك لم يؤثر على ايمان المسلمين الصينيين. تحدث المسلم يانغ فوانغ شان من قومية هوي وهو عامل متقاعد عن تطلعه إلى الحج قائلا:

"إن الحج من الأركان الخمسة التي لا بد أن يتمها المسلمون في حالة الاستطاعة. ولم تكن ظروفي الاقتصادية جيدة فى الماضي ولذلك لم اتمكن من الحج. والآن تحسنت الظروف فيتعين علي الحج وأعتقد أن مراعاة النظام أثناء رمي الجمرات شيء هام جدا. وبالنسبة لي كمسلم فاننى متلهف إلى الحج فى هذا العام الهجري."

ويذكر أن أول وفد صيني حج مكة المكرمة بعد قيام الصين الجديدة كان فى عام 1955. ومنذ ذلك الحين حقق أكثر من خمسين ألف مسلم صيني حلمهم وأصبحوا حجاجا ورعين. ويقول الإمام الكبير هلال الدين تشين قوانغ يوان رئيس الجمعية الاسلامية الصينية:

"سنواصل التنسيق مع الهيئات المعنية بالطيران المدني وومصلحة الهجرة والجمارك وغيرها لتقديم التسهيلات للمسلمين الذين يستعدون للحج. كان عدد الحجاج الصينيين قد بلغ أكثر من أربعة ألاف حاج فى العام الهجري الماضي. ومن المقرر أن يتجاوز عدد المسلمين الصينيين فى هذا الموسم خمسة ألاف حاج."

وها هو سعادة السفير السعودي لدى الصين يشيد بالحجاج الصينيين والجهود المبذولة من قبل الصين فيقول:

إن أعداد المسلمين الصينيين الذين يحلمون بالحج إلى بيت اللله الحرام ستزداد يوما بعد يوم بعد تقدم وسائل المواصلات الحديثة.