إن فرقة " معمل موسيقي لإثنتي عشرة فتاة" فرقة موسيقية شعبية صينية تتكون من عازفات شابات على الآلات الموسيقية الصينية التقليدية. تشكلت هذه الفرقة في يوليو عام 2001، وتخرج كل أفرادها من المعاهد الموسيقية والفرق الموسيقية الصينية المعروفة. وتجمع موسيقاهنّ بين الموسيقى الصينية التقليدية والموسيقى الغربية الحديثة، حيث أصبحت لها خاصية متميزة جدا. وجذب أداؤهن على خشبة المسرح كثيرا من المشاهدين والمستمعين الشباب.

تعزف الفرقة على الآلات الموسيقية التقليدية القديمة الخاصة بموسيقى الصين، منها: آلة تشنغ القديمة، آلة تشين القديمة، آلة روان، آلة بي با، آلة الأرهو، آلة سان شيوان، مزمار الخيزران، يانغ-تشين، وحتى الآلات الموسيقية النادرة للأقليات القومية الصينية مثل آلة دو شيوان وآلة تو ليانغ. وتبدع الفرقة موسيقى لها أساس وميزات شرقية قديمة وأسلوب وإيقاعات غربية حديثة.

أدخلت فرقة " معمل موسيقى لإثنتي عشرة فتاة" نمطا موسيقيا مختلفا الى الموسيقى الصينية الشعبية، وتمتليء موسيقاهن بحداثة وحرارة. 

وقالت عازفة آلة بي با في الفرقة تشانغ شيوانغ:"إن الموسيقى الصينية التقليدية كلاسيكية جدا، لكنها لا تساير العصر الحديث. ونعمل على تطويرها بناء على أساسها التاريخي العميق، وتجديدها بأسلوب حديث."

وقالت عازفة آلة تشنغ الوترية:" كلنا عازفات صغيرات في السنّ، ونريد أن نشعر المستمعين من جيلنا أن الموسيقى الصينية التقليدية موسيقى لهم أيضا، وتستطيع أن تعبر عن شعورنا الشبابي في هذا العصر."

ولم يعجب المستمعون الصينيون بموسيقى فرقة "معمل الموسيقى لإثنتي عشرة فتاة " فقط، بل بعرضهنّ الحديث، وثيابهنّ العصرية، وأسلوبهنّ الحماسي والمتحرّر والراقص الذي يختلف تماما عن الأسلوب القديم الهادئ لعزف الموسيقى الصينية التقليدية. وإن اسم الفرقة " معمل الموسيقى لإثنتي عشرة فتاة" له جاذبية خاصة أيضا، لأنه يذكّر الناس بفرق الرقص والغناء النسائية في أسرة تانغ الملكية قبل ألف وأربعمائة سنة. وكانت تلك الفرق اسمها معمل الموسيقى. وقال مؤسس الفرقة وانغ شياو جينغ:" استعرنا هذا الاسم من الفرق القديمة في أسرة تانغ الملكية. وقررنا أن نختار إثنتي عشرة عازفة لأن هذا الرقم كان رقما فلسفيا في الصين يرمز الى الكمال والجمال."

وبسبب جراءة فرقة "معمل الموسيقى لإثتني عشرة فتاة" في تجديد الموسيقى التقليدية الصينية، وأسلوب عزفهنّ الحديث والمتحرّر، تعرّضت لهجوم من قبل بعض النقّاد الموسيقيين الصينيين المحافظين، حيث يتّهمونهّن بتشويه الموسيقى الصينية التقليدية الحقيقية بأسلوب عرضهنّ الجريء والمتحرر. ولكن لا يهمّ الفتيات هذا الإتّهام لأنهن يعتقدن أن الموسيقى لا يعرف الحدود بين البلدان، ولا يكمن جوهر الموسيقى الصينية في أسلوبها بل في روحها.