بعد تنافس لأكثر من تسعة آلاف كيلومتر، اختتمت في السادس عشر من يناير الماضي الدورة السابعة والعشرون لرالي داكار الذى استغرق سبعة عشر يوما. ولكونه أصعب سباق سيارات يتمتع بجاذبية كبرى في العالم، جذب هذا الرالي أربعة متسابقين صينيين. وقد أكمل لو نينغ جيون وتشو يونغ وشيو لانغ - المتسابقون من فريق نيسان بالادين جميع المراحل التنافسية لهذا السباق وحققوا نتائج جيدة.

بدأ رالي داكار في عام 1979، وهو أحد المسابقات الرياضية المتميزة بأشد التحديات والجاذبية في العالم. وقد قال مؤسسه الفرنسي ثيري سابين: إن المشاركة برالي داكار هي حلم يراود الجميع.

وشارك ألف ومائتان وخمسون متسابقا في هذه الدورة من الرالي. وبدأوا تنافسهم من مدينة برشلونة الأسبانية في آخر يوم من العام الماضي. ثم عبروا خمس دول هي أسبانيا والمغرب وموريتانيا ومالي والسنغال، واجتازوا الصحراء الكبرى، ووصلوا الى نهاية السباق – داكار - عاصمة السنغال في السادس عشر من يناير الماضي، حيث بلغ إجمالي مسافة السباق تسعة آلاف وتسعة وثلاثين كيلومترا. ووصل ثلث عدد سيارات سباق فقط الى النهاية، ومن ضمنها، ثلاث سيارات بقيادة متسابقين صينيين.

واحتل المتسابق الصيني تشو يونغ الذي شارك في رالي داكار لأول مرة المرتبة التاسعة عشرة في فئة سيارات الجيب، وسجل أفضل نتيجة يحققها متسابقون صينيون في تاريخ مسابقات السيارات الكبرى العالمية، كما تعتبر نتيجته أحسن نتيجة يحققها متسابق جديد في هذه الدورة لرالي داكار. واحتل زميله الصيني شيو لانغ الذي يشارك لأول مرة أيضا المرتبة الرابعة والأربعين. أما المتسابق الصيني لو نينغ جيون الذي يشترك للمرة الثانية فاحتل المرتبة السادسة والخمسين. بينما انسحب المتسابق الصيني الآخر مون قوانغ يوان من هذه المسابقة بسبب عطل ميكانيكي في سيارته.

واعترف المتسابقون الصينيون الثلاثة الذين أكملوا هذا السباق بأنهم محظوظون، فيما أكدوا أن التعاون الجماعي كان عاملا حاسما لنجاحهم في هذا السباق. إذ قال تشو يونغ:

" لا بد أن نذكر هنا أن كثيرا من الناس ساعدونا على تحقيق هذه النتائج الجيدة. وبالإضافة الى جهود المتسابقين، كان فريقنا كمجموعة يلعب الدور الأهم من حيث التعاون الجماعي والدعم القوي. ويعتبر هذا السباق اختبارا جادا للمتسابقين ولسياراتهم لأنه شاق وطويل جدا. ولا يكفى الاعتماد على المتسابقين وسياراتهم وحدهما في إكمال هذا السباق بدون التعاون الجيد بين أفراد المجموعة. "

إن المتسابقين الصينيين الثلاثة أعضاء في فريق سيارات نيسان بالادين في مدينة تشينغ تشو الصينية. وكانت سيارات السباق الثلاث وغيرها من سيارات المساعدة المختلفة في السباق مصنوعة في الصين.

وأوضح السيد هو شيو جيون – مدير فريق سيارات نيسان بالادين أن المتسابقين الصينيين قد اكتسبوا قدرة تنافسية على مستوى معين، ولكن، تنقصهم تدريبات منتظمة وفرص للاشتراك في المسابقات العالمية الكبيرة. لذا، أتاح فريق سيارات نيسان بالادين بمدينة تشنغ تشو فرصا للاشتراك في السباقات الهامة عالميا للو نينغ جيون – أشهر رياضي صيني في سباق سيارات وشيو لانغ وتشو يونغ اللذين اختارهما الفريق كأبرز متسابقين في مسابقة تأهيلية. وقال هو شيو جيون:

" أصبحت الكثير من الأسر الصينية تملك سيارات وتعممت رياضة سباق السيارات بصورة جيدة في الصين. ولكن مستواها الحالي ما زال منخفضا نسبيا، بسبب افتقار المتسابقين الصينيين وفرق مصانع السيارات الصينية الى فرص المشاركة في المسابقات الكبرى العالمية. ويأمل فريق سيارات نيسان بالادين بمدينة تشنغ تشو في تنشيط تطور صناعة السيارات وسباق السيارات في الصين عن طريق الاشتراك برالي داكار وفي إتاحة مزيد من الفرص للمتسابقين في الاشتراك في المسابقات العالمية. "

وفي الحقيقة أن اشتراك هذا الفريق في رالي داكار دليل على أن صناعة السيارات الصينية قد بلغت مستوى عاليا نسبيا. وقد أرسل فريق سيارات نيسان بالادين متسابقيه مرتين للاشتراك في رالي داكار، ولخص مديره هو شيو جيون خبرات هذا الفريق في السباق الأخير قائلا:

" أولا، إن اشتراك فريق سيارات نيسان بالادين كفريق صيني في رالي داكار مرتين، وتمكنه في كليهما من الوصول لنهاية السباق، وهذا بحد ذاته يعدّ رقما قياسيا في هذا الصدد. ثم إن سيارات السباق الصينية لفريق نيسان بالادين وصلت الى خط النهاية في هذه الدورة من رالي داكار، وهذا هو رقم قياسي أيضا. ثالثا، حقق المتسابقون الصينيون نتائج جيدة. وفاز تشو يونغ منهم بالمرتبة التاسعة عشرة في نهاية المطاف مسجلا أحسن نتيجة لفريق صيني أيضا. وتتمتع هذه الأرقام القياسية بمغزى هام بالنسبة الى تحريك صناعة السيارات وتعميم رياضة سباق السيارات في الصين، الأمر الذي يجعل مزيدا من متسابقي ومؤسسات السيارات يشتركون في المسابقات الكبيرة العالمية مثل رالي داكار للسيارات. "

وصرح السيد هو شيو جيون بأن فريق سيارات نيسان بالادين سيواصل مشاركته في رالي داكار في العام المقبل، ومن الأرجح أن يرسل مزيدا من سيارات السباق والمتسابقين لهذا السباق.