<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-02-08 12:06:35
سياحة في الصين: الاحساس بجاذبية ماكاو

cri

تقع مدينة ماكاو في دلتا نهر اللؤلؤ جنوب الصين، وهى مدينة ساحلية جميلة، وتتمتع هذه المدينة الصغيرة التى تبلغ مساحتها اكثر من عشرين كيلومترا مربعا فقط بجاذبية خاصة لانها تجمع الثقافات الشرقية والغربية. واذا تجولتم في الشوارع والازقة وزرتم الكنائس والمعابد والاسواق والمطاعم في هذه المدينة، فستشعرون بمختلف الطرز المعمارية والاديان واعياد الاكل والشرب التى تنسجم في هذه المدينة الجنوبية، واليوم، نصحبكم في زيارة لمدينة ماكاو للاحساس بجاذبيتها.

كانت ماكاو قرية صيادين صغيرة، وجاء هذا الاسم من آلهة صينية يحترمها الصياديون ويطلقون عليها اسم ما تسو، يحكى انه قبل مئات السنين، كان قارب صيد يبحر على سطح بحر هادئ، وفجأة، تعرض لعواصف وامطار، وفي ذلك الوقت الخطير، برزت فتاة من صفوف الصيادين وامرت العواصف بالتوقف، فحدث أمر عجيب، وتوقفت العواصف واستعاد البحر هدوءه، لذلك عاد القارب الى الميناء بسلامة، وصعدت الفتاة الساحل ولم تتفوه باي كلمة، وتوجهت مباشرة الى جبل يطلق عليه ما قه حيث ظهرت دائرة لامعة حولها واصبحت الفتاة دخانا خفيفا تصاعد وتلاشى في السماء، وبعد ذلك، بنى الصيادون في موقع صعودها معبدا سموه معبد ما قه لتخليد ذكرى هذه الفتاة التى جلبت السلام والبركة للصيادين. وفي اواسط القرن السادس عشر الميلادي، نزلت اول دفعة من البرتغاليين على اراضي ماكاو وسألوا السكان المحليين عن اسم هذه المنطقة، لكن المحليين اعتقدوا انهم يسألون عن اسم المعبد، فاجابوا: ما قه، لذلك، ترجم البرتغاليون هذا الاسم حسب نطق المحليين الى "ماكاو".

يعتبر ابناء ماكاو آلهة ما تسو رمزا للطيبة والحب والسلامة والاستقرار والبركة، لذلك، لا تطفأ الشموع والبخور المحترق في معبد ما قه طوال السنة، ويمتلئ هذا المعبد بالزوار والحجاح خلال ايام الاعياد والاجازات، ويقوم كافة زوار ماكاو الذين يؤمنون بآلهة ما تسو بحرق البخور وطلب الامنيات في هذا المعبد، وقالت السيدة تشاو لان التى جاءت من مقاطعة هوبي الصينية للمراسل:

"سمعت عن معبد ما قه منذ زمن بعيد، وهو معبد يحفظ سلامة الصيادين، لذلك، اتيت خصيصا الى هنا بعد وصولى الى ماكاو."

تجمع مدينة ماكاو بين خصائص تقليدية صينية عميقة ومشاعر غرامية غربية، واندمجت الثقافات الشرقية والغربية هناك خلال اكثر من اربعمائة سنة مضت وظلت العديد من الآثار الثقافية المشهورة شامخة حتى اليوم، وقالت السيدة الالمانية اوته مايستر خلال حديثها عن انطباعاتها عن ماكاو:

"احب ماكاو حبا جما، لانها مثيرة جدا، تتمتع بالخصائص الشرقية والاوروبية."

تعتبر بوابة دا سان با (او القديس باول) التذكارية (الترجمة النطقية لسانت باول St.Paulفي اللهجة القوانغدونغية) معلما مشهورا يجمع بين الخصائص المعمارية والثقافية الصينية والاوروبية، بنيت هذه البوابة على اطلال كنيسة القديس باول في القرن السابع عشر الميلادي، وصمم كاهن كاثوليكي ايطالي هذه الكنيسة وكانت اكبر كنيسة كوثوليكية في الشرق. واحرقت هذه الكنيسة في عام 1835، ولم يبق سوى جزء من جدارها الامامي، واطلق المحليون عليه بوابة دا سان با(القديس باول) التذكارية لان شكلها يشبه البوابة التذكارية التقليدية الصينية التى تبنى تكريما واحتراما للطيبين والكرام والاوفياء والبارين، وعلى البوابة نقوش جميلة مثل الصليب على قمة البوابة والسيدة العذراء وابنها المسيح محاطين بالملائكة والازهار وهى نقوش تظهر المشاعر الدينية العميقة، وتعتبر رؤوس الاسود الحجرية الصينية نقطة هامة تجمع بين الفن الديني الغربي وفن النقش الحجري التقليدي الصيني.

وهناك متحف الفنون الكاثوليكية خلف بوابة دا سان با التذكارية، تعرض فيه كتب ورسوم ومنقوشات ومواد زينة، واختيرت هذه المعروضات من المحفوظات في كافة الكنائس واديرة الرهبان والراهبات بماكاو، اما الرسوم الدينية ذات القيمة التاريخية فهى نقطة جذب ساخنة جدا للزوار الى جانب متعة الزيارة، يمكنكم التمتع بالمأكولات اللذيذة في ماكاو. فمنذ الصباح تملأ رائحة الاطعمة الشهية كل الاجواء، وعند الظهر، يمكن للزوار اختيار ما يعجبهم من الاطباق اللذيذة المختلفة، وتعد اطباق ماكاو باساليب برتغالية قديمة واساليب صينية حيث تضاف النكهة الخاصة الى الفواكه واللحوم والاطعمة البحرية، وهناك عدد لا بأس به من المطاعم تعد الاطعمة التقليدية الصينية الشهية واللذيذة التى تلبي مختلف الاذواق.

بالاضافة الى التمتع بالوجبات الثلاث في مدينة المأكولات اللذيذة هذه، يمكن للزوار اختيار مرطبات صينية مختلفة الانواع والاشكال يحضر معظمها باليد، ويفضل بعض الزوار شراءها لاهدائها للاقارب والاصدقاء، وتسمى المحلات التى تبيع هذه المرطبات او الحلوى في مدينة ماكاو بمحلات شو شين، وتسمى المرطبات والحلوى فيها بشو شين، وقالت صاحبة محل جيو جي المشهور للشو شين في هذه المدينة السيدة وو شياو ني قالت لنا:

"يحضر محلنا حلوى بالفول السوداني ومعجنات منوعة بالفواكه واخرى بالبيض وهى جذابة جدا للزبائن، وكل يوم يزدحم محلنا بالمشترين المحليين والزوار الذين يفضلون حلوياتنا ومعجناتنا."

بالاضافة الى المأكولات اللذيذة، تلقب ماكاو بجنة التسوق، ولا تتميز البضائع في هذه المدينة بالرخص فحسب، بل تختلف انواعها بفضل انخفاض الرسوم والظروف الجغرافية المتميزة، وخاصة الحلى الذهبية والساعات المشهورة الماركات، والتحف والمنتجات الالكترونية ومواد التجميل.

وفي عام 2003 فتحت العديد من المقاطعات والمدن في بر الصين الرئيسي اعمال السياحة الشخصية الى ماكاو من اجل دفع النمو الاقتصادي في هذه المنطقة. وبعد ذلك، ازداد عدد السياح من البر الرئيسي الى ماكاو بشكل تدريجي، وقال السيد شيو وى ون نائب مدير مصلحة شؤون الدخول والخروج بمنطقة ماكاو:

"يزداد عدد السياح الى ماكاو بعد عودتها الى الوطن الام عاما بعد عام، وكان هذا العدد قبل العودة نحو مليون شخص فقط، وارتفع حتى نوفمبر الماضي الى اكثر من ثلاثة ملايين، واقامت ماكاو مؤخرا سلسلة من الانشطة مثل عيد المأكولات اللذيذة والمهرجان الفني لجذب المزيد من السياح اليها."

وذكر شيو وى ون انهم سيحسنون اعمالهم فيما بعد لتقديم خدمات سريعة وجيدة وملائمة لزوار ماكاو.