اكتشف علماء الفلك في الولايات المتحدة مؤخرا فجوة مظلمة ضخمة يطلق عليها "SDSSpJ306"، وتبعد عن كرة الأرضية مليارين وستمائة مليون سنة ضوئية. تشكلت هذه الفجوة المظلمة بعد الانفجار الكوني الأعظم بسرعة شديدة ومذهلة. وبلغ حجم هذه الفجوة حجم النظام الشمسي كله، وتساوي كتلة الأجسام السماوية المبتلعة بها ثلاثمائة مليون شمس، وأحدثت أكبر التفجيرات الغازية في الكون في تاريخ علم الفلك.
وبرهن العلماء من خلال بحثين مختلفين أن هذه الفجوة المظلمة تشكلت بعد الانفجار الكوني الأعظم بحوالي مليار سنة فقط. وهذا الواقع يدهش العلماء كثيرا، لأنهم كانوا يظنون أن الفجوة المظلمة الضخمة تشكلت وكبرت رويدا رويدا خلال تغييرات الكون على مدى دهور طويلة، غير أن كيفية تكوين هذه الفجوة المظلمة الضخمة بهذه السرعة المدهشة تحيّر العلماء ولا يستطيعون توضيح أسباب ذلك.
إن الفجوات المظلمة من أكثر الأجرام السماوية غموضا في الكون، وابتلعت في زمن ما الغبار الكوني والأجسام السماوية وأطلقت أشعّة X التي اجتازت الفضاء وظلت تجري في الكون منذ مئات الملايين من السنين. ولا يمكن اكتشاف الفجوات المظلمة عادة إلا عندما تكون حولها دائرة غازية مما يؤدي الى تكوين مجري غازي يتجه نحو الفجوة، ومن ثم يكتشف موقع الفجوة.
وقالت عالمة الفلك كريستينا دون:"تعرفنا على تكوين الفجوات المظلمة الضخمة وتغيير الكون بصورة لم يسبق لها مثيل من خلال مراقبة وبحث فجوة SDSSpJ306 المظلمة الشاسعة والضخمة للغاية، ويشكل هذا الاكتشاف الجديد تحديا جديدا أمام أعمال بحوث الفجوات المظلمة."
ومن خلال هذه المراقبة اكتشف علماء الفلك كثيرا من الأجسام السماوية الجديدة حول فجوة SDSSpJ306 المظلمة، وأكثر الأجسام السماوية لا تزال في مسيرة التكوين. ويوفّر الاكتشاف برهانا مباشرا للنظرية الجديدة في وسط علم الفلك والتي ترى أن الفجوات المظلمة والمجرّات الخارجية تتكون وتتغير في نفس الوقت، ولا تسبق إحداهما الأخرى في تحديث تكوين الأجسام السماوية في الكون بسرعة كبيرة.
والآن تقوم هيئة البحوث الفضائية الأوربية بمراقبة وبحث فجوة مظلمة أخرى تدعى SDSSp J1030، تبعد عن كرة الأرض بمسافة 12مليار وثمانيمائة مليون سنة ضوئية. واكتشف العلماء المزيد من البراهين على أن الفجوات المظلمة تكونت في أوائل نشأة الكون، وقد اكتشفوا العديد من هذه الفجوات المظلمة.