تشتهر بحيرة لوقو في العالم كله بمناظرها الطبيعية الرائعة وثقافة أهلها من قومية موسو المتميزة. تقع هذه البحيرة بين بلدة يونغ نينغ بمنطقة ليجيانغ وبلدة زوسو بمقاطعة سيتشوان، وتبعد عن محافظة نينغ لانغ 76 كيلومترا، وعن ليجيانغ أكثر من 300 كيلومتر. تبلغ مساحة البحيرة 50.3 كيلومتر مربعا، وارتفاعها عن سطح البحر 2690 مترا، وأعمق قاعها 93 مترا، ومعدل عمقها 45 مترا. وتلقب البحيرة ب"أنظف المياه في جنوب غربي الصين" بفضل مائها الصافي والعذب، وسطحها الهادئ مثل مرآة كبيرة.
ويعيش أهل موسو منذ آلاف السنين في مجتمع أمومي، أى تسوس النساء الأسرة وتتوارث النساء الاسم العائلي. لا يوجد زواج في هذا المجتمع، حيث يعيش النساء والرجال في بيوت أمهاتهم بدلا من أن يعيشوا معا. ويضيف هذا التقليد البدائي والطبيعي الى هذا المكان القديم جوا ساحرا ورائعا، الأمر الذي يطلق عليه خبراء علم الأنثروبولوجيا الصينيين والأجانب أسماء جميلة مثل "آخر أرض نظيفة لحضارة البشرية الأمومية" و"بلد الفتيات الشرقي".
وعلى جزيرة قه لي في بحيرة لوقو تعيش عشرات الأسر من أهل موسو معيشة بسيطة وسعيدة رغم انخفاض مستوى حياتها نسبيا. عند غروب الشمس يجلس كبار السن على كراسيهم متشمّسين ومستريحين، ويلعب الأطفال العائدين من المدارس بضفة البحيرة بفرح ومرح.
وتقام في القرى التي يتركز فيها أهل موسو حفلة نيران المخيّم كل مساء. كان هذه الحفلات تهدف الى تعارف الفتيات والشباب في الماضي، وقد أصبحت الآن برنامجا للترفيه وجذب السيّاح وفي الحفلات يرقص ويغني الشباب والشابات حول نيران المخيم لابسين الملابس الملونة والمتميزة بخصائص موسو القومية، ويدعون السياح والزوار للمشاركة في الرقص.
تبدو بحيرة لوقو في ضباب الصباح هادئة للغاية، وتبزغ الشمس رويدا رويدا من الشرق. وإنه شيء جميل التجديف بقارب جوتساو على بحيرة هادئة مثل هذه. وقارب جوتساو هو مركب قديم لأهل موسو مصنوع من قطعة كبيرة من الخشب، ويستخدمه أبناء موسو لصيد السمك وأيضا كوسيلة مواصلات رئيسية. ومن هذه الجزيرة الصغيرة يمكن الوصول الى الجزر الأخرى بقارب جوتساو. وعلى جزيرة ليووبي وجزيرة شيواوه معابد بوذية قديمة جدا.
ففي معبد جاماي القديم على جزيرة ليووبي نجد رهبانا منهمكين في أشغالهم، بدون اهتمام بالسواح الزوار. وفي المعبد صالة اجتماع كبيرة ومزخرفة برسوم جدارية جميلة وتماثيل الآلهة البوذية. وفي الأيام العادية يعيش معظم الرهبان في بيوتهم ويشتركون في الأعمال الانتاجية، وفي أيام الاجتماعات الدينية يأتون الى المعبد لأداء المراسم البوذية.
وفي الشتاء، تصفرّ الأعشاب على ضفاف البحيرة، وتميل على سطحها، حتى تصبح البحيرة مكتسية باللون الأصفر الرائع. فإنه ليس لون الذبول بل لون الحياة الجديدة.