يصادف اليوم الاثنين \14 فبراير\ يوم العشاق الذي كان عيدا معروفا في الدول الغربية فقط ولكنه وصل إلى الصين منذ سنين وأصبح الصينيون وخاصة الشباب يهتمون الآن أكثر فأكثر بهذا العيد للتعبير عن مشاعرهم لأحبائهم. وبمناسبة حلول هذا العيد ، نتمنى لجميع الأحباء عيدا سعيدا وحبا دائما. وفي هذه الحلقة دعونا الخبير السوداني بالشؤون الصينية الدكتور جعفر كرار أحمد ليتحدث عن التشابه بين الصين والسودان في عادات وتقاليد الزواج، ثم نحكي لكم قصة حول أصل يوم العشاق ونعرفكم على كيفية قضاء الشباب الصينيين لهذا العيد.
من المعروف أن الصين والسودان دولتان في قارتين مختلفتين وتتجاوز المسافة بينهما أكثر من عشرة آلاف كيلومتر وبينهما اختلافات أخرى مثل الدين على سبيل المثال فإن السودان دولة إسلامية، أما الصين فهي دولة متعددة الأديان بسبب تعدد القوميات وتنوع الثقافات لمختلف أقلياتها القومية. لذلك، يعتقد الناس أن العادات والتقاليد بين أبناء شعبيهما مختلفة تماما، ولكن الدكتور جعفر كرار أحمد الخبير السوداني بالشؤون الصينية الذي عاش وعمل في الصين لمدة طويلة قال لنا إن الصين والسودان تتشابهان في العديد من العادات والتقاليد الشعبية. ففي بداية الحوار عبر الدكتور جعفر عن أرائه حول أسباب هذا التشابه حيث قال:
نعم، إن الصين والسودان دولتان شرقيتان، وجعلت الخلفيات التاريخية والثقافية المتشابهة هاتين الدولتين متشابهتين في العديد من العادات والتقاليد. وتعتبر مراسم الزواج أبرز العادات القومية وأكثرها تجسيدا لميزات أي حضارة. وأطلعنا الدكتور جعفر على ما شاهده بعينيه في أحد مراسم الزواج الذي أقيم في قرية بمقاطعة آنهوي شرق الصين ومقارنته لهذه المراسم بين الصين والسودان، اذ قال:
وبالإضافة إلى استقبال العروس والدعم المالي الذي يقدمه أصدقاء وأقرباء العروسين لهما، لاحظ الدكتور جعفر أيضا أن هناك بعض العادات المتشابهة أيضا في مراسم الزفاف الصينية والسودانية وأضاف قائلا: ------
وعندما تطرق حديث الدكتور جعفر إلى الظرف الأحمر الذي يضع الناس فيه مالا لإهدائه للعروسين، علت الابتسامة وجهه وحكي لنا قصة حول كيفية إقناع أصدقائه السودانيين بتصديق كلامه عن دقة التشابه بين السودان والصين في هذا الشيء البسيط: ------
بالاضافة إلى مراسم الزفاف وغيرها من العادات والتقاليد، أشار الدكتور جعفر كرار أحمد الخبير السوداني بالشؤون الصينية أيضا إلى أن هناك العديد من التشابه بين الصينيين والسودانيين، حيث قال: ----------
استمعتم قبل قليل من اذاعة الصين الدولية إلى حديث ممتع وظريف أدلى به الدكتور جعفر كرار أحمد الخبير السوداني بالشؤون الصينية حول مشاركته في مراسم الزفاف الصينية ورؤيته حول التشابه بين الصينيين والسودانيين في العادات والتقاليد. وبعد فاصل موسيقي قصير، نحكي لكم قصة مثيرة حول أصل يوم العشاق فابقوا معنا.
يسمى يوم العشاق بيوم فالنتين \ Valentine's day\ باللغة الإنجليزية. وأفاد قاموس إنجليزي أن يوم العشاق الذي يصادف 14 من فبراير كل عام كان أصله عيد آلهة الرعي في العصر الروماني القديم. وكانت من العادة أن يسحب كل شاب خلال فترة العيد ورقة من علبة مليئة بالأوراق التي كتبت عليها أسماء الفتيات، وتصبح الفتاة التي كتب اسمها على هذه الورقة حبيبة لهذا الشاب. ولكن هذا العيد تغير لإحياء ذكرى قديس مسيحي اسمه "فالنتين"، وكانت هناك قصة مثيرة وراء يوم فالنتين أي يوم العشاق حسب التعبير الصيني والعربي.
وتقول القصة إنه في العصر الروماني القديم كان هناك مبشر شاب يدعى القديس فالنتين واعتقل في سجن بسبب تبشيره الدين المسيحي. ولكن شجاعته أثرت على حارس السجن المسن وابنته العمياء وحظي برعايتهما التامة. وقبل الحكم بالإعدام كتب فالنتين رسالة لهذه الفتاة عبر فيها عن حبه لها. وفي يوم إعدامه، زرعت الفتاة العمياء شجرة مشمش أمام قبره للتعبير عن شوقها إليه. وصادف ذلك اليوم ال14 من فبراير. والآن، يقص العديد من الشباب بطاقات فالنتين البريدية لتكون أشكالها مثل الفراشة أو الأزهار للتعبير عن صدقهم وإخلاصهم لحبيباتهم. أما الفتيات، فيضعن أوراق المشمش على وساداتهن ليحلمن بأحبائهن في الليل. وفي يوم العشاق، عادة ما يهدي الشباب وردة حمراء للفتيات، أما الفتيات، فدائما ما يهدين أحبائهن علبة من الشوكولاتة. وعلم أن الشوكولاتة تضم مركبا كيماويا يمكنه تغيير هرمونات الجسم ليصبح مشاعر الانسان مشاعر غرامية.
وفي الصين، عادة ما يلتقى الحبيبان مساء يوم العشاق حيث يتناولان العشاء في مطعم وبعد ذلك يذهبان إلى دار سينما لمشاهدة فيلم أو يلهوان في مقهى أوبار حتى منتصف الليل. وفي ذلك اليوم، تصبح المطاعم مليئة بالناس ويتعين على من يريد الحصول على مكان أن يحجز مسبقا، وتعلق المصابيح الملونة والمتنوعة الأشكال على أشجار الشوارع وتفتح مختلف الأماكن الترفيهية طوال الليل ولكن تكون التذاكر في ذلك اليوم غالية طبعا عن الأيام العادية.