يعتبر عام 2004 عام انتكسات في تاريخ كرة القدم الصيني. وأضاع الفريق الأولمبي الوطني للرجال فرصة للتأهل لدورة أثينا الأولمبية في النصف الأول من العام الماضي. ثم خسر الفريق الصيني للسيدات أمام نظيره الألماني صفر مقابل ثمانية في أول مباريات المجموعات في دورة أثينا الأولمبية، ثم خرج منها. أما الفريق الوطني للرجال فخرج من مباريات المجموعات التمهيدية الآسيوية لنهائيات مباريات كأس العالم لكرة القدم التى ستقام في ألمانيا عام 2006.
وإن السيد يان شي دو نائب رئيس اتحاد كرة القدم الصيني والأمين العام له تعامل مع كل ما حدث في العام الماضي بعقلانية. واستعرضه قائلا:
" يعتبر عام 2004 عاما لن ينسى أبدا في تاريخ كرة القدم الصيني، وترك كثيرا جدا من العبر والآلام لأوساط كرة القدم الصينية. وشهد حدوث عديد من المسائل خلال تطور هذه الرياضة في الصين. ومهما يكن سبب لذلك، أتحمل مسؤولية كبيرة عن كل ما حدث بصفتي نائب رئيس اتحاد كرة القدم الصيني. وبهذه المناسبة، أعبر عن اعتذاري لجميع الناس الذين يهتمون برياضة كرة القدم الصينية."
واتخذ اتحاد كرة القدم الصيني بصفته مشرفا على رياضة كرة القدم في الصين إجراءات إيجابية استجابة لدعوات الأندية الى الإصلاح والضغوط الواردة من مختلف أوساط المجتمع. وقدم اقتراحا بتعديل (( لوائح اتحاد كرة القدم الصيني)) وأجازها خلال مؤتمر خاص لأعضائه في التاسع عشر من يناير هذا العام. وتنص هذه اللوائح المعدلة بصورة مفصلة على حقوق وواجبات أعضاء الاتحاد، وأضافت اليه لجانا خاصة مختلفة، ووضعت تعريفا عن(( أندية كرة القدم للمحترفين)) وحقوقها وواجباتها بصورة واضحة لأول مرة في تاريخ كرة القدم بالصين.
وتهدف هذه اللوائح الى تطوير لعبة كرة القدم في الصين بصورة سليمة، ولكن، هل تشعر أندية المحترفين باعتبارها جزءا هاما من قطاع كرة القدم الصيني برضاء عنها؟ وقال السيد يوان وان تشونغ – الممثل لنادي شي ده لكرة القدم في مدينة داليان:
"كنت أهتم بمسألة عضوية الأندية باتحاد كرة القدم الصيني عند تعديل هذه اللوائح. أرى أنه لا بد أن تكون أندية المحترفين جزءا هاما من قطاع كرة القدم الصيني وتنال حق الانضمام الى عضوية اتحاد كرة القدم الصيني."
ومن البديهي أن أندية المحترفين ليست راضية عن عدم نيلها العضوية بهذا الاتحاد، ومن المتوقع أن تحل هذه الاختلافات تدريجيا في المستقبل. ولكن اتحاد كرة القدم الصيني ومختلف أندية المحترفين وغيرها في أوساط كرة القدم الصينية قد توصلت الى آراء مشتركة كثيرة. ووضعت معا خطة لرياضة كرة القدم بالصين في المستقبل رامية الى إدارة مباريات الدوري للمحترفين في ظل ظروف مستقرة وسليمة ومواصلة رفع المستوى الشامل لرياضة كرة القدم بالصين وبذل أقصى جهودها للاستعداد لدورة بكين الأولمبية في عام 2008.
الآن، يهدف اتحاد كرة القدم الصيني رئيسيا الى تأهل الفريق الصيني لنهائيات المباريات في دورة بكين الأولمبية المقبلة. لأنه بعد فشل فريق كرة القدم الوطني الصيني في التأهل لنهائيات مباريات كأس العالم التى ستقام في ألمانيا عام 2006، تسعى أوساط كرة القدم الصينية لتحقيق انطلاقة جديدة جديرة بالاعتزاز والافتخار في الدورة الأولمبية المقبلة التى ستستضيفها الصين في عام 2008. لذا، صرح اتحاد كرة القدم الصيني بأنه سيركز جهوده لضمان اكتمال الاستعدادات الوافية لاشتراك فريقي كرة القدم الصينيين للرجال والسيدات في الدورة الأولمبية المقبلة عام 2008. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أرسل اتحاد كرة القدم الصيني سبعة وعشرين لاعبا ناشئا ممتازا تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر عاما وتسعة عشر عاما في ديسمبر الماضي الى ألمانيا للتدرب على كرة القدم لمدة سنتين، وسيختار أبرزهم لتكوين فريق للاشتراك في الدورة الأولمبية المقبلة التى ستقام ببكين عام 2008. وسيشترك فريق كرة القدم الصيني للسيدات في مباريات كأس آسيا ودورة الألعاب الرياضية الآسيوية المقبلة بقطر في عام 2006 ومباريات كأس العالم لكرة القدم للسيدات في عام 2007 لجمع الخبرات التنافسية بقصد تحقيق هدفه – أي الحصول على ميدالية حتى ولو ميدالية ذهبية في مباريات كرة القدم للسيدات في دورة بكين الأولمبية عام 2008.
كما أدركت أوساط كرة القدم الصينية أنه إذا أرادت رفع مستوى كرة القدم في الصين على المدى الطويل، يلزمها أن تبذل جهودا كبيرة لإرساء أساس جيد لرياضة كرة القدم الصينية أي تحسين إعداد اللاعبين الناشئين بالإضافة الى رفع مستوى مباريات الدوري للمحترفين. ويرى اتحاد كرة القدم الصيني أن ذلك مهمة ملحة وطويلة الأمد. وقال السيد يان شي دو نائب رئيس اتحاد كرة القدم الصيني والأمين العام له:
" من أجل تحسين إعداد اللاعبين الناشئين، من الضروري إعداد اللاعبين والمدربين في آن واحد. وقرر اتحاد كرة القدم الصيني وفروعه المحلية وأندية كرة القدم للمحترفين بعزم قوي بذل قصارى جهودها لتحقيق هذا الهدف. وسيبذل اتحاد كرة القدم الصيني مزيدا من الجهود لإقامة وإكمال المنظومة التدريبية للناشئين، ويعمل رئيسيا على إعداد اللاعبين الناشئين البارزين والمدربين وسيخصص مزيدا من الأموال لهذا الغرض. وسينشئ قواعد تدريبية جديدة للناشئين ويساعد الأجهزة التعليمية المعنية على تحسين أنشطة كرة القدم في المدارس."
وإن اتحاد كرة القدم الصيني باعتباره مشرفا على رياضة كرة القدم في الصين يحاول حاليا أن يهتدى الى طريق، ووضع خطة جديدة لتحقيق هدفه في المستقبل.