أشار المسح الشهري لشهر شباط الذي اجرته شركة ميريل لينش لمديري الثروات، والذي شاركت فيه مجموعة من 320 مدير استثمار يشرفون على توظيف 1,067 تريليون دولار اميركي، الى ان الحماسة للاسهم هي على نقيض النظرة الى الدورة الاقتصادية، في غضون ذلك يستمر المديرون على قلقهم بالنسبة الى التضخم ومعدلات الفائدة، ويتوقع 85 في المئة من موزعي الاصول ان ترتفع اسعار الاسهم اكثر من اسعار بيوت السكن.
يفيد استطلاع مديري الثروات العالميين الذي اجرته شركة ميريل لينش لشهر شباط (فبراير) ان اكثر من ربع موزعي الرساميل العالميين على مختلف وجوه الاستثمار قد وظفوا 65% من اصول محافظهم المختلطة بالاسهم. كما يشير الاستطلاع الى ان السندات تعاني كرهاً كبيراً لانها في نظر المستثمرين غالبة، الامر الذي ادى الى ان يستعمل موزعو الاصول ارصدتهم النقدية الغير العادية التي توفرت في الفصل الثالث من العام الماضي في توظيفها بالاسهم. وان ثمة اكثرية تبلغ 6% من مديري الثروات يحتفظون بنسبة عالية من النقد في محافظهم. غير ان معدل الرصيد النقدي في المحافظ عامة قد تدنى الى ما دون 4%. ثم هناك مزيد من التأكيد على تفضيل الاسهم على غيرها من الاصول، ظهر بالجواب على سؤال جديد طرح في هذا الشهر وهو ان اكثرية مؤلفة من 40% من موزعي الاصول يعتقدون ان الاسهم ستتفوق بأدائها على اسعار بيوت السكن في السنة القادمة.
ويقول دافيد باورز، كبير مصممي الاستثمار العالميين في شركة ميريل لينش: <<رغم الايرادات المنخفضة التي تدرها السندات التي تستحق في عشر سنوات في الولايات المتحدة واوروبا ورغم غياب التحسن الحقيقي في مستقبل الارباح على النطاق العالمي، فإن مديري الثروات هم اكثر تفاؤلا في نظرتهم الى الاسهم>>.
لا تزال الدورة الاقتصادية
موضوع تشاؤم
ان الحماسة للاسهم هي على نقيض نظرة مديري الثروات الى الدورة الاقتصادية. ذلك ان الحالة الاقتصادية راوحت مكانها طيلة الاشهر الخمسة الاخيرة، بحيث ان 75% من الذين شملهم الاستطلاع لا يزالون يصفون المرحلة الراهنة من الدورة الاقتصادية بأنها في منتصف الطريق، في حين ان 37% يعتقدون انها في وضع <<هش>> اي هي في المرحلة الاخيرة من الدورة. وثمة اكثرية تبلغ 10% تتوقع ان يصاب الاقتصاد بالضعف في السنة الطالعة كما ان هناك اكثرية من المستثمرين يستمرون في الاعتقاد ان بيئة الارباح العالمية هي في انحدار. وجوابا على سؤال جديد طرح هذا الشهر، افادت غالبية 5% من المستثمرين عن اعتقادهم ان هوامش ارباح العمليات في المؤسسات سوف تنكمش في الاثني عشر شهرا القادمة.
في غضون ذلك، يستمر المديرون على قلقهم بالنسبة الى التضخم ومعدلات الفائدة. فثمة غالبية تبلغ 39% يرون ان السياسة النقدية العالمية هي منشطة الى حد كبير وان اكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون ان يكون التضخم اكثر ارتفاعا بعد سنة من الآن. كما ان هناك اكثرية تبلغ 96% مقتنعون بأن الخطوة التالية للاموال الفدرالية متجهة الى الارتفاع. وهناك غالبية (66%) تتوقع ان تتجه معدلات الفائدة الطويلة الاجل نحو الصعود في هذه الحقبة.
وجوابا على سؤال آخر جديد طرحه الاستطلاع، تبيّن ان هناك 46% يتوقعون ان يتسطح منحنى المردود في الشهور الاثني عشر المقبلة. فتسطح المردود يرتبط عادة بسياسة نقدية متشددة يمكن ان تخلق رياحا اقتصادية مناهضة للنمو.
نستطيع ان نجد جوابا على هذا التناقض الظاهري في موازنات الشركات. فهناك عدد لا يستهان به من هذه الموازنات لا تشتمل على ديون بل تفيض بالنقد. ثمة 42% من المستثمرين يرون ان الموازنات تستعمل الاقتراض بنسبة تحت المستوى العادي و45% يظنون ان موازنات الشركات تستعمل الدين بالقدر الكافي، بينما 7% يعتقدون ان الشركات تستدين اكثر من اللزوم. وهذا يعني انه رغم مستقبل يتسم بنمو الارباح بطريقة خافتة فإن كثيرين ينظرون الى تلك الشركات ان لديها المهارة اللازمة للتوسع وتقوية دوران محركاتها المالية فتزيد الايرادات من رساميلها. ان ما يقرب من نصف (49%) من مديري الثروات يريدون ان يعود فائض النقد الى المساهمين. كما ان 33% يودون ان يروا ارتفاعا بالانفاق على الترسمل، بينما 14% يبتغون استعمال النقد الفائض لتحسين وضع الموازنات.
من المتوقع ان ترتفع اسعار الاسهم اكثر من اسعار المساكن
يتبين من الجواب على سؤال جديد طرح هذا الشهر ان 85% من موزعي الاصول يتوقعون ان ترتفع اسعار الاسهم اكثر من اسعار بيوت السكن في السنة الطالعة. وثمة 18% من المشتركين بالاستطلاع ابدوا الرأي المعاكس و8% الباقون يتوقعون ان تكون الايرادات متساوية وهذا يعطي نتيجة صافية الا وهي ان 40% يفكرون ان اسعار الاسهم ستتفوق على اسعار المساكن. وهنا تجدر الملاحظة ان الرأي يتأثر بموقع المستثمرين الجغرافي. فبينما ثلاثة ارباع موزعي الاصول القاطنين في بريطانيا يعتقدون ان الاسهم ستكون استثمارا افضل من المساكن في خلال سنة، نجد موزعي الاصول في اميركا الشمالية منقسمين بالتساوي حول هذا الموضوع. كما نلاحظ ان 35% من المستثمرين في اوروبا يعتقدون ان عائدات الاسهم من الارباح الموزعة وارتفاع اسعارها ستتفوق على اسعار المساكن في هذه الحقبة
السفير-لبنان
21-2-2005