قال مدير عام المؤسسة المالية الدولية تشارلز دالار إن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ستشهد نمواً اقتصادياً جوهرياً، متوقعا أن يتراوح نمو معدل الناتج المحلي ما بين 5 إلى 8% خلال العام الحالي• إلا أن دالار أبدى نظرة متشائمة حول قدرة المنطقة على جذب المزيد من الاستثمارات مع استمرار الوضع الحالي، وقال لابد من تعزيز الشفافية وتعميق الأسواق بالإضافة إلى تعهد حكومي واضح لدفع المستثمرين لتوجيه رؤوس أموالهم إلى المنطقة•
وأشار إلى أن المؤسسة المالية الدولية تتوقع أن يصل صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى جميع الأسواق الناشئة إلى نحو 280 مليار دولار لم تتجاوز حصة منطقة الشرق الأوسط وشمال وجنوب افريقيا منها العشرة مليارات درهم•
وقال دالار إن صافي تدفقات رؤوس الأموال الخاصة إلى جميع الأسواق الرائدة الناشئة قد يصل هذا العام إلى 280 بليون دولار أميركي حوالي نفس معدل الاقفال في العام ،2004 وهو يعتبر الأعلى منذ عام،1997 وأضاف أن المؤسسات المالية في الشرق الأوسط تساهم بشكل أكبر في مجال التمويل الدولي•
أما فيما يتعلق بالاتجاهات الاقتصادية الدولية، فقد أشار دالار إلى أن المؤسسة المالية الدولية تتوقع أن يشهد العام 2005 نمواً اقتصادياً عالمياً ملحوظاً وانخفاضاً في التضخم•
إلا أن السيد دالار قد حذر أيضا بأن الاقتصاد العالمي يواجه مخاطر عديدة أهمها ميزان المدفوعات وعدم التوازن المالي المستمر بين كبرى الدول الاقتصادية في أوروبا الغربية وآسيا والولايات المتحدة الأميركية•
وأكد دالار أهمية انشاء إدارة المخاطر المفاجئة في المؤسسات المالية الكبرى• وحول جاهزية البنوك العربية الخليجية لتنفيذ متطلبات بازل 2 قال دالار: نحن متفائلون بمدى جاهزية البنوك مشيراً إلى أن مسقط ستشهد اليوم اجتماعا لمصرفيين ومسؤولي بنوك لبحث الاستعداد لتطبيق بازل •2
من جهته قال هوارد هاندي مدير المؤسسة المالية الدولية لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا إن الدول المصدرة للنفط في المنطقة تحصد الحصة الأكبر من المكاسب الاقتصادية والمالية في الوقت الحاضر، إلا أنه من المهم الملاحظة أن الدول غير النفطية في المنطقة تستفيد كذلك من السياسات الاقتصادية المحسنة في بعض المناطق•إن المؤتمر الذي اختتمناه للتو لم يترك أي شك بأن هناك وعياً متنامياً في مختلف أرجاء المنطقة بالإمكانيات الاقتصادية الضخمة المتوفرة حاليا بيد أن الوصول إلى هذه الامكانيات سيتطلب اتخاذ سلسلة من الإجراءات السياسية، بما في ذلك تحريروتعزيز دور القطاع الخاص•
وأضاف هادي أن المؤسسة المالية الدولية تقدر حاليا أنه خلال عامي 2004 و،2005 فإن إجمالي مقبوضات الأصول الأجنبية لدول الخليج الست سينمو بواقع 150 مليار دولار على الأقل، و قال إن البيئة السائدة حالياً تتيح فرصة ذهبية لدول الخليج لزيادة جهودها الحالية الرامية إلى تطوير اقتصادها وتنويعها بقدر الإمكان، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل نموذجاً رائعاً لذلك، حيث إن مخزونها الضخم من النفط تمت إدارته على نحو يرمي إلى بناء قاعدة اقتصادية محلية متنوعة بالإضافة إلى مخزون كبير من الأصول الخارجية•
ومن كبار المتحدثين في المؤتمر المنعقد في فندق قصر الإمارات، نذكر سعادة الدكتور محمد أبوحمور وزير المالية في الأردن وسعادة سلطان بن ناصر السويدي حاكم المصرف المركزي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد محمد العبار المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي•
بالإضافة إلى مناقشة التطورات الاقتصادية عقدت الشخصيات المالية الكبرى مناقشات حول مقومات أسواق رؤوس الأموال في المنطقة وإدارة وتطوير الموارد البشرية في مجال الأعمال المصرفية في منطقة الشرق الأوسط والأعمال المصرفية الشخصية وتوحيد القطاع المالي في المنطقة•
وأعلنت المؤسسة المالية الدولية أن اجتماعها السنوي التاسع للرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والذي سينظمه بنك مسقط سينعقد في العاصمة العمانية مسقط يومي 25 و26 فبراير المقبل•
وكان مسؤولون من المؤسسات المالية الخاصة حضروا المؤتمر الثامن للرؤساء التنفيذيين الذي نظمته المؤسسة المالية الدولية (IIF)، المنظمة العالمية للمؤسسات المالية التي تضم أكثر من 340 عضواً من أكثر من 60 دولة مختلفة مؤكدين أن مؤشر النمو الاقتصادي لهذا العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا يعتبر جيداً حيث تقوم معظم المؤسسات المالية في المنطقة بتعزيز ميزانيتها العمومية وأنظمتها الإدارية بالإضافة إلى التركيز على المنافسة•
وقال مايكل تومالين الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الوطني، البنك المنظم لهذا المؤتمر في مؤتمر صحفي عقد في نهاية الاجتماع الخاص لقد كانت مباحثاتنا مثمرة وبناءة للغاية، كان هناك اجتماع في الرأي بين المسؤولين المصرفيين في منطقتنا بأن العام2005 سيشهد نمواً اقتصاديا جوهريا مع توقع المؤسسة الدولية وصول معدل اجمالي الناتج المحلي الى حوالي 5 ــ 6 في المائة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا•
وأضاف تركزت مباحثاتنا على الجهود الجبارة التي تبذلها البنوك في المنطقة والتي عقدت العزم على المنافسة بشدة في مجال التمويل الدولي بالإضافة الى تعزيز إدارات المخاطر والخدمات المصرفية للأفراد والموارد البشرية في تلك البنوك
الاتحاد-الامارات
21-2-2005