نيودلهي (رويترز) - قالت طهران يوم الاثنين ان نيودلهي اتخذت موقفا مشجعا وايجابيا بقرارها بحث الانضمام الى مشروع مقترح لاقامة خط لانابيب غاز يصل من ايران الى الهند عبر باكستان.
وقالت الهند المتعطشة للطاقة في الاسبوع الماضي انها ستبحث إقامة خط أنابيب يمر عبر باكستان بعد تحسن العلاقات بين القوتين النوويتين المتناحرتين بسبب عملية سلام حذرة تعززت بزيارة وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ لاسلام اباد هذا الشهر.
وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي معطيا دفعة قوية لمشروع خط الانابيب ان "الحكومة الهندية... أوجدت مناخا مشجعا للمضي قدما في هذا المشروع بالغ الاهمية والذي سيكون له بلا شك أثر ايجابي على التقارب الاقليمي."
وكان خرازي يتحدث في اجتماع لغرفة الاعمال الهندية اثناء زيارة مدتها يومان لنيودلهي في علامة على أن الروابط في مجال الطاقة تعزز بدرجة أكبر العلاقات الطيبة بالفعل بين الهند وايران.
وقالت ايران التي تحقق فائضا في انتاج الطاقة وتسعى لتصدير كميات كبيرة من الغاز للهند انها تريد اجراء دراسة جدوى للمشروع المقترح في أسرع وقت ممكن.
وتقول الهند التي تجوب العالم بحثا عن مصادر للطاقة لتغذية اقتصادها سريع النمو انها تريد ضمانات أمنية وتأمين وصول الامدادات نظرا لان المشروع يشمل باكستان التي خاضت ثلاث حروب ضدها.
لكن خرازي قال انه لا يتوقع مشكلات امنية كبيرة.
وقال للصحفيين بعد المؤتمر "لا أعتقد أن لدى باكستان أي مشكلة (فيما يتعلق بالامن)." وأضاف أن خط الانابيب "سيحدث فرقا كبيرا في المنطقة ولهذا السبب أصفه بانه (خط انابيب السلام)."
وفي الاسبوع الماضي وافق مجلس الوزراء الهندي على اجراء محادثات منفصلة مع كل من ايران وميانمار وتركمانستان بشأن خطوط لانابيب للغاز.
واذا أقر مشروع اقامة خط أنابيب من ايران أو تركمانستان ستكسب باكستان ملايين الدولارات سنويا من رسوم المرور.
وتحرص اسلام اباد منذ فترة طويلة على اقامة خط للانابيب من ايران لكن الخطط بهذا الشأن لم تحرز تقدما يذكر بسبب التوترات مع الهند.
وتقول ايران التي تهدف الى بيع ما بين عشرة ملايين و15 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال وأكثر من 50 مليار متر مكعب من الغاز عبر خط انابيب للهند بحلول عام 2015 ان روابطها الاقتصادية مع نيودلهي بما فيها خط الانابيب ستكون بمثابة قاعدة صلبة للامن الاقتصادي الهندي.
وقال خرازي "اقامة خط انابيب الغاز بين ايران وباكستان والهند سيكون أفضل خطوة مطلوبة نحو تعزيز التعاون بين ايران والهند في مجال الطاقة."
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الهند وايران ثلاثة مليارات دولار في عام 2004 بزيادة نسبتها 30 بالمئة عن مستواه في عام 2003. وتسعى الدولتان لتنويع تجارتهما لتتجاوز قطاع الطاقة.
وقال مسؤولون هنود ان شركة تاتا للحديد والصلب ثاني أكبر شركة للصلب في الهند وشركة ايسار للصلب تعتزمان اقامة مصنعين للصلب في ايران يتكلف كل منهما عشرات الملايين من الدولارات.
من كامل زهير
مصراوي-مصر
21-2-2005