إن الطبول البرونزية تحفة تاريخية متميزة في مناطق الأقليات القومية بجنوب الصين، ويرجع تاريخها الى ما قبل 2700 سنة. وحتى الآن اكتشف في العالم كله 1600 طبل برونزي، منها أكثر من 900 طبل اكتشف في مقاطعة قوانغسي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ.
تواجه ثقافة الطبول البرونزية التي نشأت مع ثقافة قومية تشوانغ وانتشرت وسط أبنائها منذ آلاف السنين تواجه الآن أزمة وراثية خطيرة. ويجمع إبن قومية تشوانغ وي وان يي الساكن في مقاطعة قوانغسي بقدر استطاعته يجمع الطبول البرونزية ويدرسها، وتتابعها أسرته لحماية هذه الثقافة القيمة عن طريق الوراثة العائلية.
وقد جمع وي وان يي قرابة ثلاثين طبلا برونزيا، ويبلغ وزن أكبرها 22 كيلوغراما، والأصغر 6 كيلوغرامات. وقال وي وان يي الذي يبلغ عمره ثمانين سنة:"كانت هذه الطبول متناثرة في أماكن عديدة مثل هه تشي وباي سه، وقضيت حوالي خمسين سنة لأجمعها وأدرسها."
معظم الطبول البرونزية مصنوعة من البرونز، وعلى وجه كل طبل برونزي رسوم مزخرفة مثل صور ضفدع أوشمس وشتلات نباتات وقطرات مطر وغيرها، والوجه الآخر غير مغطي. وتنقسم الطبول البرونزية الى الطبول الأناث والطبول الذكور، وصوت الطبل الأنثى عال وجليّ وأنيق، وصوت الطبل الذكر منخفض وقوي. وفي رقصات قومية تشوانغ تدقّ الطبول المختلفة إيقاعات متنوعة، كأنها تحكي قصة نشأة وتطور قومية تشوانغ باستمرار وأملها للمستقبل.
وقال وي وان يي:"أراد الكثير من الناس شراء طبولي بسعر عال ولكنني لم أوافق، لأن الطبول البرونزية أصل ثقافة قومية تشونغ. ولا يفهمني الناس الآخرون غير أنني سأحمي هذه الطبول بصورة جيدة."
وعلى مدى عشرات السنين نشر وي وان يي مقالات في مجلات أدبية وتاريخية وفنية وأثرية، لبحث خصائص ثقافة الطبول البرونزية لقومية تشوانغ والتعريف بها. وتضايقه كثيرا صعوبة حماية الطبول البرونزية وإطالة عمرها، حيث تلاشى الكثير من الرسومات المزخرفة على وجوهها، وأصبح صوتها غامضا قبيحا، وتضررت وجوه بعض الطبول، حتى انقطع الجزء الأسفل من أحد الطبول تماما.
وقال وي وان يي بحزن:"كل هذه الطبول تحف أثرية يعود تاريخها لمئات بل آلاف السنين، وإذا تكسرت فسيكون من المستحيل أن نجد المواد الأصلية لإصلاحها."
ومن أجل حماية هذه الطبول القليلة سافر وي وان يي عدة مرات الى مدن بكين وشانغهاى ونان نينغ لاستشارة الخبراء في المتاحف والمعارض ومراكز البحوث الأثرية. وبالإضافة الى ذلك يدعو الى حفظ ثقافة الطبول البرونزية بواسطة أفراد عائلته، حيث يدفع أحفاده وزوجاتهم الى حب الطبول البرونزية والاهتمام بحمايتها، ويعملون على جمعها ودراستها باستمرار وبحث الحضارة والتاريخ والروح الثقافية لها.