مع حماسها لتطوير وايجاد مصادر نفطية خارج منطقة الشرق الأوسط، فإن إدارة بوش تدفع شركات النفط الأمريكية للاستثمار في روسيا، ومن جهته رمى الرئيس فلاديمير بوتين بثقله خلف تغييرات في النظام الضريبي والقوانين لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية. لكن المشكلة الوحيدة هي أن شركات النفط الأمريكية متخوفة فبعد سنوات من المعاناة مع بيروقراطية عنيدة وشركات نفط محلية عدوانية، يبدو أن المسؤولين الغربيين يشكون حتى في قدرة الرئيس بوتين على جعل الاستثمارات في روسيا أقل تعقيدا مما هي عليه الآن. وتصارع شركات النفط الروسية لإبقاء الشركات الأجنبية خارج اللعبة، فمثلا مشروع بولار لايتس الخاص بشركة كونوكو فيليبس في منطقة التوندرا في خوض تيمان بتشورا فمنذ أن بدأ المشروع عام 1994 مع شريك روسي سعت كونوكو فيليبس لتوقيع اتفاق مع الحكومة تحدد بموجبه الضرائب في المستقبل.
لكن لم يكتب لها ذلك وهكذا حافظت الشركة على مستوى استثمار متدن بحدود 400 مليون دولار، وأما الأرباح فكانت أقل بكثير، ومن سنة 1994 إلى 1997 فقط تضاعف العبء الضريبي عليها أكثر من ستة أضعاف. وبالرغم من أن الشركات متعددة الجنسيات معتادة على ظروف استثمار صعبة، فإن روسيا حالة متميزة في صعوبتها، فالمفاوضات التي تستغرق بضعة أشهر في أمكنة أخرى تستغرق سنوات في روسيا، ويتفق الروس والغربيون عموما على أنه إذا ما سمح للأجانب بالدخول في الاستثمار، فإن عليهم ان يطوروا حقول نفط وغاز تنتج مليارات البراميل وبسبب ان ذلك سيكلف مليارات الدولارات، فإن الشركات تريد قوانين تحمي استثماراتها في روسيا. ونتيجة لذلك فإن شركات النفط الأجنبية يمكن أن تعلن عن مشروعات قليلة، وبهذا ستخسر روسيا كثيرا من الاستثمارات بقيمة تريليون دولار، والمتوقع في أنحاء العالم على مدى العقد القادم لكن مع وصول انتاجها الى 49 بليون برميل من النفط و1680 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي وقربها في أسواق أوروبا وآسيا، فإنه من الصعب تجاهل روسيا. بعد سقوط الاتحاد السوفييتي انخفض الإنتاج، لكن في السنوات الأربع الماضية منحت الشركات المخصخصة روسيا مركزا مرموقا بين مصدري النفط في العالم، حيث حلت روسيا ثانيا بعد السعودية «5.1 مليون برميل يوميا مقابل 6.7 مليون هو إنتاج السعودية»، وتعتقد إدارة بوش أن مزيدا من النفط الروسي يمكن أن يتدفق بمساعدة استثمارات أمريكية.
حفنة من المشاريع المشتركة تمضي قدما في روسيا، في الشرق الأوسط الروسي قرب جزيرة سخالين ثمة اتحاد شركات «كونسورتيوم» تقوده مجموعة شل/رويال دتش، يقوم بضخ 80.000 ألف برميل يوميا من بحر أوخستك، وثمة اتحاد آخر قرب سخالين وترأسه شركة إكسون موبيل، يجهز منصة لاستثمار مجموعة أخرى من الحقول، كذلك فإن مجموعة توتال فينا إلف الفرنسية تقوم بإنتاج النفط في سيبيريا بالمشاركة مع نورسك هيدرو النرويجية، وبريتش بتروليم BP البريطانية تملك جزءا من شركة نفط روسية اسمها سيدانكو.
يذكر أن العديد من المشاريع التي بدأت أوائل التسعينيات قد ماتت فشركة أموكو تخلت عن حقل بريوبسكويه في سيبيريا بعد أن صرفت 100 مليون دولار، وذلك لأن شريكتها يوكوس كانت على الدوام تغير شروطها، وفي عام 1997 ألغت روسيا بصورة غير متوقعة اتفاقا مع إكسون وشراكة بين غاز بروم وشل لاستثمار مخزونات الغاز الطبيعي الهائلة في سيبيريا
الشرق-قطر
22-2-2005