صدقت الصين فى نهاية العام الماضى على السماح للبنوك الاجنبية التمويل فى الصين بممارسة اعمالها المصرفية بالعملة الصينية (رين مين بى ) فى خمس مدن صينية جديدة، منها بكين وشيآن وشينيانغ وغيرها، وذلك وفقا لتعهداتها عند انضمامها الى منظمة التجارة العالمية . وبذلك يكون مجمل عدد المدن الصينية التى سمح بالبنوك الاجنبية التمويل ان تمارس فيها الاعمال المصرفية بالعملة الصينية الى 18 مدينة .
ويرى المتخصصون انه تمشيا مع اسراع خطوت انفتاح سوق الصين المصرفية على الخارج، فستسرع خطوات تطور البنوك الاجنبية التمويل فى الصين مما يؤدى الى اشتداد المنافسة بين البنوك المحلية والخارجية تدريجيا .
وكانت الصين قد تعهدت عند انضمامها الى منظمة التجارة العالمية بانفتاح سوقها المصرفية على الخارج تدريجيا خلال خمس سنوات، وذلك يعنى حتى نهاية عام 2006 ، ستمارس البنوك الاجنبية التمويل فى الصين مختلف الاعمال المصرفية بدون اى قيد اقليمى ولا اى تحديد خاص وتمييز معين بالنسبة الى الزبائن المحليين والاجانب كما كان فى الماضى. ومن اجل دخول هذه السوق المصرفية الضخمة، بدأت البنوك الاجنبية التمويل الان تنتهز اية فرصة لتعزيز تطورها فى الصين.
ان البنك الفرعى ببكين التابع لمؤسسة هونغ كونغ شانغهاى المصرفية المحدودة المعروفة ببنك HSBC ، يعتبر اول بنك اجنبى التمويل فى الصين يقدم طلبا لممارسة الاعمال المصرفية بالعملة الصينية ، والان لم تتم الموافقة عليه على ذلك فحسب، بل حظي بالموافقة على فتح بنك فرعى آخر ببكين . وقال مدير البنك الفرعى دينغ قوه ليانغ للمراسل :
"كان عدد موظفى البنك الفرعى فى عام 2002 لا يتجاوز خمسين شخصا ، وقد ازداد هذا العدد حتى الان الى اكثر من 150 موظفا. ونأمل فى فتح المزيد من الفروع فى الصين الى جانب توسيع مواقع خاصة على شبكة الانترنت ."
وفى الوقت نفسه، قدم اكثر من عشرة بنوك اجنبية التمويل بالصين طلبات خاصة بممارسة الاعمال المصرفية بالعملة الصينية فى المدن الصينية المفتوحة الجديدة، كبنك استنتادرد تشارتريد البريطانى المحدود بهونغ كونغ وبنك طوكيو – ميتسوبيتشى وبنك سيتى الامريكى وبنك د بى س السنغافرى بهونغ كونغ وغيرها. وقال السيد لانغ تيان تشاو مسؤول بنك آسيا الفرعى التابع لبنك د بى س السنغافورى للمراسل :
" ان الصين تعتبر اكبر سوق مصرفية فى منطقة آسيا، ولها امكانيات ضخمة وحيوية نشطة وخاصة فى مجال تطوير الاعمال المصرفية بالعملة الصينية."
وذكر انه خلال اكثر من شهرين فقط بعد اعلان المدن الصينية الخمس الجديدة التى سمح للبنوك الاجنبية التمويل بممارسة الاعمال المصرفية بالعملة الصينية فيها، قد صدقت لجنة الادارة والرقابة على القطاع المصرفي فى الصين لثمانية بنوك اجنبية التمويل بممارسة الاعمال المصرفية بالعملة الصينية، مما زاد عدد الهيئات المصرفية الاجنبية التمويل فى الصين التى تمارس الاعمال المصرفية بالعملة الصينية الى 116. وحسب آخر الاحصاءات ان هناك 62 بنكا اجنبى التمويل من 19 دولة ومنطقة فى العالم قد أسست اكثر من 200 فرع لها بالصين ، وتجاوز مجمل قيمة اصولها 65 مليار دولار امريكى. وعبر بعض مسؤوليها فى تصريحات صحفية عن انهم مستعدون لتسريع خطواتهم باستمرار لتطوير اعمالهم المصرفية فى الصين . وقال السيد لى يانغ رئيس مركز الدراسات المالية التابع لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية :
" تعتبر المصارف الاجنبية التمويل الصين كجزء هام لا يهمل فى خطط تطورها الاستراتيجية العالمية ، إذ ان اقتصاد الصين قد اصبح وسيكون باستمرار فى فترة مقبلة نقطة نمو ساخنة فى الارباح بالعالم باسره . "
ان توسيع الاعمال المصرفية بالعملة الصينية فى البنوك الاجنبية التمويل بالصين قد جلب ضغطا كبيرا على البنوك الصينية المحلية. ولمواجهة التحديات والتنافس من الخارج، بدأت تتحرك البنوك الصينية بنشاط لرفع قوتها التنافسية فى السوق عن طريق طرح بعض الخدمات الجديدة وتقديم تسهيلات اكثر لجذب الزبائن . ويرى المحللون ان التنافس سيدفع تطور القطاع المصرفي فى الصين الى الامام بخطوات اسرع .