من المعروف ان منطقة شينجيانغ بغرب الصين منطقة تقع فى منتصف طريق الحرير القديم المتصل بآسيا واوروبا، لذا مارس اسلاف قومية الويغور منذ القدم ممارسة الاعمال التجارية، وذلك قد لعب دورا هاما فى دفع التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الشرق والغرب . اذن ، ماذا يعمل الجيل الجديد من ابناء هذه القومية فى الوقت الراهن الذى يشهد نموا اقتصاديا سريعا ؟ نقص لكم قصة تاجر من قومية الويغور إسمه كريم . وقبل ذلك، نطرح عليكم اولا سؤال هذه الحلقة من مسابقة المعارف عن منطقة شينجيانغ التى تنظمها اذاعتنا : ما هو اسم شركة كريم للوجبات السريعة ؟
تقع بلدة آتوشى على هضبة بامير بغرب منطقة شينجيانغ، وكانت احدى المجمعات التجارية القديمة على طريق الحرير القديم. وولد السيد كريم فى هذه البلدة قبل اربعين سنة وكان والده تاجرا معروفا يمارس الاعمال التجارية بصدق، وبتأثير منه اصبح كريم منذ صغره تاجرا صادقا أيضا . وقال للمراسل :
" كان والدى يعلمنى دائما ، اذا اردت ان تكون تاجرا صادقا مؤمنا فيجب عليك ان تكون مسؤولا قبل كل شىء، مسؤولا امام نفسك، ومسؤولا امام غيرك، ومسؤولا امام المجتمع كله. وكل هذا يشكل طبيعة التاجر الممتاز."
وكانت عائلة كريم بسيطة رغم ادارة والده محلا تجاريا صغيرا لاعالة افراد الاسرة وذلك لا يكفى إلا سد حاجة المعيشة الاساسية فقط . ومن اجل زيادة دخل الاسرة ، غادر كريم البيت عندما بلغ عمره 13 سنة، وجاء الى مدينة اوروموتشى حاضرة منطقة شينجيانغ ليمارس الاعمال المؤقتة من اجل كسب الرزق، وبالاعتماد على كده فى العمل واقتصاده فى الحياة، جمع كريم بعض الاموال المتواضعة وأرسلها الى العائلة .
وذات يوم من ايام فى اواسط ثمانيات القرن الماضى، وبدافع المغامرة، استقل كريم بشجاعة قطارا متوجها الى مدينة شانغهاى اكبر مدينة صناعية حديثة فى الصين، وكان فى العشرين من عمره وقته ، عندما نزل من القطار اعجبته مشاهد شانغهاى المزدهرة اعجابا كثيرا، وعزم على البقاء فيها وعمل شىء عظيم بهذه المدينة .
وبعد ان عمل كريم فى مدينة شانغهاى لسنة كاملة، انتقل الى مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ بحثا عن فرصة عمل اخرى، حيث اجرى تحقيقات واقعية لاحوال السوق المحلية، ووجد ان هناك فرصة جيدة لممارسة التجارة . وكان ينقل المنتجات المحلية من منطقة شينجيانغ الى مدينة قوانغتشو لبيعها، ثم نقل بضائع قوانغتشو الى شينجيانغ لتسويقها. وبذكائه وحكمته فى التجارة، توسعت اعماله التجارية توسعا كبيرا حتى صدرت بعض بضائعه الى خارج البلاد .
ولم يقتنع كريم بذلك، وبعد ان جمع بعض الاموال، قرر تطوير المطاعم ذات الخصائص الشينجيانية بصورة رئيسية، وأسس فى مدينة اروموشى فى البداية محلا صغيرا خاصا لبيع المخبوزات الاسلامية، ثم وسعه الى محل متوسط الحجم للوجبات السريعة المتميزة بخصائص الاطعمة القومية الشينجانية، واصبح المحل فى نهاية الامر رائجا ومقبولا لدى المحليين . وقال كريم للمراسل :
" لم التحق بالمدرسة منذ ولادتى، ولا أجيد اى حرفة مناسبة لى. ولكنى نجحت فى العمل التجاري . أعتقد ان اهم شىء وراء نجاحى، هو الاعتماد على ورثته من مكارم الاخلاق من والدى ومواصلة التمسك بمبادئ الصدق والامانة فى ممارسة التجارة. لان الصدق والاخلاص من اصول الانسان ولن تتغيرا ابدا سواء فى اى عهد من العهود ."
ومن اجل رفع مستواه فى التجارة والادارة، اشترك كريم فى بعض الدورات التدريبية الخاصة التى تقيمها الجامعات الصينية المشهورة لزيادة معارفه وتعميق دراساته، حيث قد استمع بجدية الى محاضرات اقتصادية وتجارية وادارية القاها رجال الاعمال والخبراء والمتخصصون الاقتصاديون . وفى عام 2003 ، أسس كريم شركة ميراجى المحدودة للثقافة والاغذية، وطبق فيها نظام الادارة العلمية لضمان ان تسير اعمالها المختلفة على طريق سليم . وقالت السيدة قاو لى شيون مسؤولة بقسم شؤون الافراد بالشركة :
" اتخذنا طريقا جديدا مفتوحا لاختيار العمال والموظفين لشركتنا بعد ان تركنا الاسلوب التقليدى القديم ، كما استقدمنا بعض المسؤولين من قومية الهان ليعملوا فى بعض المواقع العملية الهامة وهذا يمثل تعزيز التضامن القومى وسط صفوف عاملينا ."
ولم تمض سنة كاملة حتى اصبحت شركة ميراجى للوجبات السريعة محبوبة لدى المحليين اكثر فاكثر حتى انبثق منها محل فرعى فى مدينة اروموشى أيضا، واصبحت الشركة الان مؤسسة غذائية معروفة فى المنطقة .
ويتردد الفتاة ميناوار الى محل ميراجى دائما وقالت للمراسل :
" ازور هذا المحل دائما مع اصدقائى لان ميراجى متزين بالاسلوب الفريد من قومية الويغور ، كلما اجلس هنا اشعر بألفة بالغة . كما ان اطباق الاطعمة هنا شهية وجميلة احبها حبا جما ."
وتطورت شركة ميراجى تطورا سليما ولكن كريم لم تتوقف خطواته على طريق التنمية، ويتطلع الان الى هدف جديد لتطور شركته أملا فى توسع شركته على نطاق البلاد كله حتى الى العالم باسره .