ولد الرسام لين تشنغ هان في أسرة فقيرة في مقاطعة لياو لين الصينية. ولم يخطر على باله عندما كان طفلا صغيرا أنه سيصبح رساما مشهورا في الصين برسوماته الرائعة للديوك. فكان يعتمد على دخل والدته الضئيل من تربية الدجاج وبيع البيض لدفع رسوم دراسته، مما أدى الى شعوره الخاص ازاء الدجاج والديوك، وتركت هذه الطيور الداجنة في ذهنه صورا لا يمكن محوها.
كان دائما يرسم صور الدجاج على الأرض مستخدما غصن شجر أو قطعة حجر لأنه لا يملك قلما. وبعد سنين من الرسم على الأرض تراكمت صور الديوك والدجاج المختلفة في ذهنه، الأمر الذي أرسى حجر أساس لإبداعه الفني فيما بعد. ويجسد رسم لين تشنغ هان جوهر روح الثقافة الشمالية الصينية وهى ثقافة نشأت في شمال الصين تتميز بالصراحة وقوة التعبير.
عندما ننظر الى رسوم لين تشنغ هان للديوك نستطيع أن نشعر بحماسته داخل قلبه للحياة من خلال الحركة والتحرر في رسوماته وخلوها من البرودة والجفاف الناتج عن الرسم الكلاسيكي الرتيب. ويرسم بكل ثقة وحرية ويتحكم في الحبر والفرشاة بهدوء، دون أن يحاول تجسيد صور الطيور بعقلانية ودقة وتشكيل معقد، حتى يعبر من خلال رسمه عن روح الحياة الطبيعية والبرية الحرة. فتتميز رسومات لين تشنغ هان للديوك بالأسلوب البري وقوة التعبير، مما جعل المشاهدين يشعرون بحيوية الطبيعة.
ويسعى هذا الرسام الى الإبداع والاكشتاف، ويمزج فن الخط الصيني وفن الرسم في عمله، الأمر الذي يدمج قوة الخطوط ووجمال الحبر والألوان حتى تصبح الديوك في الرسم مفعمة بفخر وفحولة. وخلال عملية الرسم ينشّط لين تشنغ هان كل عوامل الرسم الصيني المائي مثل الورق والحبر والفرشاة، وينوّع طرائق استخدام الفرشاة، مما يجعل خطوط حبر معقدة ومتغيرة، وملامح الديوك مفعمة بالحيوية. وبالإضافة الى ذلك، يجيد تشكيل لوحة بها مختلف أشكال الطيور بصورة شمولية لتجسيد الموضوع الرئيسي للوحة.
ومنذ سنين ظل لين تشنغ هان منهمكا في الرسم لوحده، رغم أنه اشتهر بين ليلة وضحاها بلوحته المعروفة ب"لوحة لمائة ديك"، استمر في ترك أعماله القديمة ونشد طرائق جديدة للإبداع الفني، من أجل تحقيق " تجسيد عالم كامل بنقطة حبر واحدة" و"ترك انطباع جميل لا ينسى" . وويطلق العنان لخياله المتحرر والطليق على أوراق الرسم الصغيرة ليخلق نطاقا واسعا للتعبير عن مشاعره وحماسته وحبه للطبيعة والطيور، وحرية روحه وحيوية عقله وشباب قلبه. ويحصل على سعادة غالية من خلال الإبداع.