ذكرت نتائج آخر تحقيقات ان الشركات الدولية العابرة القارات قد ركزت بنشاط مع انشاء هيئات بحوث لها فى الصين ، حيث تجاوز عدد هذه الهيئات سبعمائة هيئة تشمل مجالات عديدة مثل الاجهزة الالكترونية والصحة والطب والكيمياء . واشارت شخصيات الاوساط الاقتصادية الى انه بعد انشاء المصانع وشبكات التسويق فى الصين ، هناك مزيد من الشركات الدولية العابرة القارات بدأت انشاء هيئات بحوثها فى البلاد كجزء هام لاستراتيجية التنمية لهذه المؤسسات اضافة الى تعزيز هذه المؤسسات قوى التمويل فى هذا الصدد.

تجدر الاشارة الى ان الشركات الدولية العابرة القارات بدأت انشاء هيئات بحوثها فى الصين فى التسعينات من القرن الماضى ، وبعد ذلك اخذت بتسريع خطواتها فى هذا الصدد . وخلال عام 2004 فقط ، فتحت حوالى ثلاثمائة شركة دولية عابرة القارات هيئات بحوثها فى الصين .

جدير بالذكر ان شركة نوفنوردسك التى مقرها فى العاصمة الدانماركية كوبنهاكن تعتبر اكبر مؤسسة تنتج ادوية مرض السكر فى العالم وتجاوز حجم مبيعاتها السنوى اربعة مليارات دولار امريكى . فى السنة الماضية ، انشأت هذه الشركة مركز بحوثها الوحيد فى الخارج فى مدينة بكين . وقال كبير مشرفى مركز البحوث للشركة نوفنور دسك فى بكين وانغ باو بينغ لمراسل اذاعتنا: ان منتجات هذه الشركة قد دخلت اسواق الصين ابتداء من الستينات من القرن الماضى ، وانشئت مصانعها فى الصين قبل احد عشر سنة . وذلك يجسد اهتمام هذه الشركة باسواق الصين . وقال :

" ان الصين تعتبر سوقا عالمية هامة للغاية بالنسبة الى شركة نوفونور دسك . لان هذه الشركة تهتم دائما بمعالجة المرضى المصابين بالسكر فى الصين بسبب ارتفاع عدد المرضى المصابين بهذا المرض بصورة واضحة . ويعتبر فتح مركز بحوثها فى الصين ايضا تعهدا لها بالاستثمار فى الصين لمدة طويلة .

وفضلا عن الاسواق الواسعة فى الصين ، فان انشاء الشركات الدولية العابرة القارات هيئات بحوثها فى الصين يكلف اقل مقارنة مع انشائها فى الدول المتطورة بالاضافة الى تقارب مستوى البحوث العلمية فى الصين مع الدول المتطورة . وعلاوة على ذلك ، يسهم تقديم الحكومة الصينية سياسات تفضيلية للشركات الدولية العابرة القارات فى تعزيز ثقتها فى تنمية بحوثها فى الصين الى جانب الاسواق الكامنة وموارد البحوث الوافرة . وقال الاستاذ بجامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية الصينية السيد سانغ باى تشوان لمراسل اذاعتنا:

" ان الحكومة الصينية تشجع الشركات الدولية العابرة القارات على انشاء هيئات بحوثها فى الصين ، وتقدم لها تسهيلات مناسبة فى استخدام الاراضى واستقدام الكوادر والغاء الضرائب للاجهزة المستوردة وتخفيف رسوم الدخول وغيرها. "

وجدير بالذكر ان بيئة البحوث الممتازة فى الصين تجعل الشركات الدولية العابرة القارات تزيد تمويلها استمرار، حيث خصصت شركة "ميكروسوفت" الامريكية ثمانين مليون دولار امريكى فى انشاء معهد بحوث فى الصين وحتى عام 2004، بلغ عدد هيئات بحوثها خمس هيئات واصولها وصلت الى ملياري دولار امريكى . اما شركة الاتصالات المشهورة " موتورولا" ، فقد انشأت ثمانية عشر مركز بحوث فى الصين وبلغ حجم تمويلها حوالى مائة وخمسين مليون دولار امريكى.

تجدر الاشارة الى ان هيئات بحوث المؤسسات الصينية قد شعرت بضغوط كبيرة امام التطورات السريعة لهيئات البحوث التابعة للشركات الدولية العابرة القارات . وبدأ عدد كبير من المؤسسات الصينية باقتباس الخبرات الناجحة للشركات الدولية العابرة القارات فى ادارة الاكفاء والاداء واظهار التفوق الذاتى فى اعمال البحوث. ان شركة " يو اف سوفت " المساهمة المحدودة هى اكبر مؤسسة صينية لانتاج البرامج الادارية . وقال نائب مدير عام هذه الشركة يانغ جي شيونغ لمراسل اذاعتنا ان هيئات بحوث المؤسسات الصينية تختلف عن هيئات بحوث الشركات الدولية العابرة القارات فى بعض المجالات اذ قال:

" ان هيئات البحوث التى انشأتها الشركات الدولية العابرة القارات هى جزء مكون لاستراتجية تطورها فى العالم كله. ولكننا نهتم بتطوير الاشياء المناسبة للاحتياجات المحلية حيث يمضى مدير عام المشروع ثلث اوقات عمله فى اجراء التبالادت مع الزبائن ، وهذا يصعب على هذه الشركات الاجنبية تحقيقه. "

واشار الخبراء الى ان المؤسسات الصينية المحلية ستعزز قدراتها وتطور امكانياتها خلال تنافسها مع هيئات البحوث التابعة للشركات الدولية العابرة القارات التى يزداد عددها يوما بعد يوم .