يعمد البريطانيون باعداد متزايدة الى انفاق اموالهم على منتجات مصدرها ما يسمى بالتجارة العادلة (فير ترايد) التي تضمن للمزارعين في الدول النامية الحصول على مردود سخي.
وتقول ساندرا هاميلتون وهي ترتشف فنجانا من القهوة المستوردة في اطار هذه التجارة، لدى انتظارها القطار في محطة لندنية انه امر جيد ان نعلم اننا نساعد العمال في دول فقيرة، والقهوة لذيذة أيضا!.
وقد شهدت بريطانيا بين 2003 و2004 ارتفاعا بنسبة 51% لارقام هذه التجارة العادلة لتصبح اول سوق في العالم لهذه المنتجات وذلك حسب الارقام الاخيرة الصادرة عن منظمة فير ترايد غير الحكومية.
وتهدف هذه التجارة التي طورتها منظمات انسانية ونقابات ومجموعات دينية الى دفع اسعار اكثر مردودية للمنتجين في دول العالم الثالث من اجل تشجيع تنمية مجموعاتهم.
وتتولى منظمة فير ترايد اصدار شهادات للمنتجات التي تستجيب لهذا الهدف وتمنحها حق حمل الختم الخاص بها.
وقد انفق المستهلكون البريطانيون عام 2004 حوالى 140 مليون جنيه استرليني (202،5 مليون يورو) لشراء هذه البضائع مقابل 92 مليونا (133،1 مليون يورو) عام 2003. كما ارتفع عدد المنتجات التي تحمل ختم فير ترايد من 150 الى 834.
وتكون بريطانيا تجاوزت بذلك سويسرا لتصبح اول سوق في العالم لهذه المنتجات. والبن هو المفضل لدى المستهلكين ويحل بعده الموز ثم الشاي والشوكولا.
ورحبت منظمة فير ترايد قبل ايام بذلك قائلة انه كلما زادت مشتريات المستهلكين، كلما قامت الشركات بتسويق المنتجات التي تحمل الختم وكلما استفاد المنتجون من هذا النظام.
وأضافت المجموعة ان التقلبات الكبرى والمستمرة لاسعار المواد الاولية يمكن ان تترك اثرا كارثيا على وجود المزارعين والعمال في الدول النامية مثل ذلك الذي خلفته كارثة طبيعية مثل تسونامي.
وقالت المحللة في قسم التوزيع لدى بنك الاستثمار سيمور بيرس ريس وليامز انه بدون شك امر جيد ان يكون هناك منتجات اكثر على الرفوف.
وأضافت اعتقد انها ستستمر في الزيادة لكنني لا اعتقد انه امر يدفع إلى الحماس الشديد. ان 140 مليون جنيه ليس مبلغا ضخما.
وفي بريطانيا سجلت مبيعات البن ارتفاعا بنسبة 44% وبلغت وحدها 49،3 مليون جنيه استرليني (71،7 مليون يورو) السنة الماضية.
وقامت شبكة ايه ام تي كوفي التي تضم 46 محلا لتقديم القهوة في بريطانيا بالانتقال الى استخدام هذه المنتجات بنسبة 100% لتتبع بذلك شبكة ماركس اند سبنسر التي قامت بخطوة مماثلة في المقاهي الموجودة داخل محلاتها البالغ عددها 198.
وأعلنت منظمة اوكسفام الانسانية ومحمصة ماتيو الجي في الوقت نفسه عن مشروعهما لاقامة شبكة نقاط بيع منتجات من هذه التجارة. وستتم ادارة هذه الشبكة بروغرسو بالشراكة مع تعاونيات لمزارعي البن ستمتلك 25% من حصصها.
وسبق ان فتحت اوكسفام محلين لبيع القهوة في لندن وتعتزم اقامة 18 محلا اخر في كل انحاء بريطانيا بحلول العام 2007.
القناة-السودان
7-3-2005