عينت شركة سوني كورب اليابانية هاوارد سترينجر البريطاني المولد الذي كان يرأس عملياتها في الولايات المتحدة رئيسا لمجلس الادارة وكبير المسؤولين التنفيذيين بالشركة أمس الإثنين مسلمة مقاليد الأمور في شركة الالكترونيات الكبرى لأجنبي لأول مرة.
ووافق مجلس إدارة سوني على تعيين سترينجر (63 عاما) في اجتماع غير عادي في طوكيو صباح أمس. وسيترك رئيس الشركة الحالي نوبايوكي ايدي (67 عاما) منصبه متحملا المسؤولية عن تراجع الارباح بعد خمس سنوات صعبة تولى فيها رئاسة الشركة.
وسيواجه سترينجر الصحافي التلفزيوني السابق المهمة الصعبة المتمثلة في تعزيز أرباح "سوني" التي تواجه وحدتها الأساسية لانتاج الالكترونيات خطر تكبد خسائر للعام المالي الثاني على التوالي الذي ينتهي 31 مارس/ آذار وسط منافسة سعرية ضارية والافتقار لمنتجات تشد انتباه السوق.
وأبلغ سترينجر الصحافيين "قدنا عالم الالكترونيات الاستهلاكية من خلال ابتكار منتجات رائعة... ومثل كل المؤسسات العظيمة شيدت سوني ارثا زاخرا".
وأضاف: "لكننا لا يجب ان نترك ذلك يسيطر على تفكيرنا بل يجب ان نأخذ هذا الارث ونعيد ابتكاره". وسيصبح سترينجر المولود في مقاطعة ويلز ويحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية أول أجنبي يدير سوني التي أسسها مهندسون في عام 1946 لصناعة الاتصالات وأدوات القياس. وفي عهد ايدي تفوقت شارب كورب وماتسوشيتا اليكتريك المنافستان في مجال شاشات التلفزيون المسطحة على سوني التي اخترعت أجهزة الووكمان. وفقدت سوني ريادتها في مجال أجهزة الموسيقى المحمولة لصالح أبل كمبيوتر التي أنتجت جهاز ايبود.
وسيفقد رئيسها كونيتيك اندو وظيفته ايضا في تعديل الادارة بالشركة. وقالت الشركة في بيان انه سيحل محله ريوجي شوباشي وهو نائب رئيس مسؤول حاليا عن مكونات الالكترونيات وعمليات الانتاج. وسيعمل كذلك مديرا تنفيذيا لانشطة الالكترونيات على مستوى العالم. وسيظل ايدي واندو مستشارين بالشركة في الادارة الجديدة. وأغلق سهم "سوني" على ارتفاع 5.1 في المائة مسجلا 4070 ينا مدعوما بالآمال المعلقة على الإدارة الجديدة.
وقالت "سوني" إن تغيير الإدارة سيبدأ على الفور لكنه لن يصبح رسميا إلا يوم 22 يونيو/ حزيران بعد موافقة اجتماع عام لحملة الأسهم في اليوم نفسه.
وسيترك كين كوتاراجي المعروف بأنه ابو منصة العاب بلاي ستيشن والذي كان يعتقد أنه مرشح لرئاسة سوني منصبه في مجلس الادارة وعمله كمسؤول تنفيذي عن اشباه الموصلات في الالكترونيات المنزلية.
وسيظل كوتارجي رئيسا لقسم الألعاب ويتولى منصبا جديدا هو المسؤول التنفيذي بالمجموعة اعتبارا من الأول من أبريل/ نيسان. ومن المتوقع أن يقارن سترينجر بكارلوس غصن البرازيلي المولد اللبناني الأصل رئيس نيسان موتور الذي كان أول أجنبي يرأس شركة يابانية كبرى وينسب اليه الفضل في انقاذ شركة صناعة السيارات من الانهيار عن طريق خفض كبير للعمالة وإصلاحات جريئة.
وأمضت "سوني" أكثر من نصف خطة إعادة هيكلة مدتها ثلاث سنوات تهدف إلى خفض التكلفة الثابتة بمقدار 330 مليار ين (15.3 مليار دولار) عن طريق ترشيد الانتاج والمشتريات وخفض العمالة لكن هوامش الربح لا تزال ضئيلة للغاية.
وفي يناير/ كانون الثاني خفضت سوني توقعاتها لأرباح التشغيل في السنة المالية الحالية بنسبة 31 في المائة مشيرة إلى انخفاض حاد في أسعار التلفزيونات ومشغلات ال "دي.في.دي" ومنتجات أساسية أخرى وضعف الطلب على رقائق الكمبيوتر. وخفض التوقعات كان أحدث صفعة لثقة المستثمرين في الإدارة التي مازالت متأثرة "بصدمة سوني" في أبريل عام 2003 عندما كشفت عن خسارة ربع سنوية قدرها مليار دولار مما أدى الى انخفاض سهم الشركة بنسبة 25 في المائة على مدى يومين
الخليج-الامارات
8-3-2005