<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-03-09 22:46:26
مدينة لين شيا في جنوب غرب مقاطعة قانسو

cri

تقع مدينة لين شيا في جنوب غرب مقاطعة قانسو غرب الصين، ويستغرق السفر منها الى لانتشو حاضرة المقاطعة حوالي اربع او خمس ساعات بالسيارة، وفي الماضي كانت تعرف بخه تشو(وتعنى محافظة النهر) لانها قريبة من نهر دا شيا، وفي هذه المدينة، يمكنكم التمتع بالموسيقى القومية الشائعة في منطقة شمال غربي الصين التى تسمى "الزهور"، والاحساس بالاجواء والمشاعر الاسلامية الصينية حيث تنتشر اكثر من ثلاثين مسجدا في ارجاء المدينة، وتتسم المبانى على جانبي الشارع بالخصائص الاسلامية، وتعلق لوحات كتبت عليها آيات من القرآن الكريم على مداخل وابواب المباني، ويمكنكم كذلك رؤية الرجال المسلمين وهم يلبسون القبعات البيضاء والنساء المسلمات اللواتي يلبسن غطاء الرأس الاسود او الابيض او الاخضر، وما يجذب الانظار اكثر هو المسنون المسلمون الذين يجلسون بجانب ابوابهم يتجاذبون اطراف الحديث بهدوء او يلعبون الشطرنج الصيني.

وقالت الآنسة شيا ون شي الطالبة في السنة الرابعة في كلية الاداب بجامعة بكين التى زارت مدينة لين شيا مرتين:

"ان اعمق انطباعاتى عن مدينة لين شيا هو ان ابناءها يهتمون جدا بحسن التصرف والمنظر الانيق، وزرت هذه المدينة مرتين كلتاهما في الصيف، ولاحظت ان كل الناس حتى المسنين المسلمين في الشوارع يلبسون الملابس الطويلة والرسمية رغم ان الجو حار جدا، ويفضل بعضهم لبس النظارات الشمسية الغامقة، ويبدو ان شوارب الشيوخ مشذبة جيدا، وتهتم نساء هذه المدينة ايضا بمظهرهن كثيرا".

بالاضافة الى قومية هوى المسلمة، تعيش في مدينة لين شيا ايضا اقليتان قوميتان مسلمتان وهما قومية دونغشيانغ وقومية باوآن، ويصعب على الزائر تمييز ابناء هاتين القوميتين من ابناء قومية هوى من حيث اللهجة والازياء والملامح، ولكن هاتين القوميتين لديهما بالطبع تقاليد وعادات خاصة.

يعتبر اسلاف قومية دونغشيانغ فرعا من قومية الاتراك التى كانت تعيش في آسيا الوسطى، وانضموا الى الجيش المنغولي عندما شن المنغول حملة غربية، وبعد ذلك أرسلوا الى الضاحية الشرقية لمدينة لين شيا للمرابطة هناك، وبعد مرور مئات السنين، انقطعت اتصالاتهم بمسقط رأسهم في آسيا الوسطى ولم يبق مما يربطهم به سوى عقائد اسلافهم وقصبة الانف المستقيمة، واصبحوا يعتبرون الاراضي على ضفاف نهر دا شيا ديارهم الدائمة.

ويعتبر طبق اضلاع الخروف مع الحساء لقومية دونغشيانغ من اشهر الاطعمة في مدينة لين شيا، وأوضح صاحب المطعم الخاص باعداد هذا الطعام ما فو كانغ البالغ من العمر 63 عاما قائلا: "في الحقيقة ان اعداد طبق اضلاع الخروف مع الحساء والذي يؤكل بالايدى على طريقة قومية دونغشيانغ في مدينة لين شيا سهل جدا ومواده متوفرة، لكن اسلوب اعداده مختلف عن القوميات الاخرى، واهم ما يميز هذا الطبق هو ان اللحوم طازجة جدا ويعد الطبق فور ذبح الخروف وان نوعية اللحم ممتازة جدا."

اما الاقلية القومية الاخرى في مقاطعة قانسو فهى قومية باوآن، وهى اخلاف قوميتي الاتراك ومنغوليا، انتقل اسلاف هذه القومية في حوالي القرن السابع عشر الميلادي من مقاطعة تشينغهاى الى مدينة لين شيا واستقروا فيها. ويفضل رجال قومية باوآن ارتداء حزام احمر على الخصر ويعلقون خنجرا خاصا لهذه القومية(خنجر باوآن) تحت الحزام حيث يظهرون اقوياء جدا، يقال ان افضل خنجر لقومية باوآن هو ما تنحت عليه بالنحاس الاحمر كلمات "دا خه جيا" التى ترمز الى نوعية ممتازة، وخنجر باوآن صناعة يدوية خالصة، وعملية صنعه معقدة جدا، واوضح الطالب في الجامعة المركزية للقوميات ما شين وهو من قومية باوآن قائلا :

"يرجع تاريخ خناجر قومية باوآن الى ما قبل اكثر من مائة وعشرين سنة، وتتمتع هذه الخناجر بالخصائص القومية، مثلا، يحلى مقبض الخنجر بالاسلاك النحاسية والحديدية وقرن الثور والفصوص الملونة بالاضافة الى صور الزهور التى تصنع بالاسلاك النحاسية، حيث يبدو انه جميل جدا، ويصنع غمد الخنجر عادة من الفضة او النحاس الابيض، ويحمل ملقطا برونزيا صغيرا لا يستخدم في نتف الشعر فحسب، بل يستطيع اختبار السم."

ظلت مدينة لين شيا غنية جدا منذ القدم لانها تقع في ملتقى ثلاث مقاطعات وهى قانسو وتشينغهاى وسيتشوان، وهيأ المناخ الثقافي الفريد في المدينة ظروفا ملائمة لظهور فن معماري خاص وهو النحت الطوبي لقومية هوى بخه تشو(الاسم القديم للين شيا)، بدأ هذا الفن في عهد اسرة سونغ الشمالية الملكية في القرن العاشر الميلادي، وتتميز اعمال النحت الطوبي بالروعة والتنوع وتجسد مخيلة النحات، ويتميز هذا الفن المعماري بعدم وجود اي نحت لصورة بشر على اي نوع من الاعمال وهى ابرز ميزة للنحت الطوبي لقومية هوى بخه تشو، لان قومية هوى تعتنق الاسلام وتعتقد ان اي نحت بشري قد يفهم على انه صنم وهذا الحاد، وفضلا عن ذلك، يكون خيار المواد الخام لهذا النحت الطوبي دقيقا جدا، ويصنع الطوب غير المفخور من افضل طين في نهر دا شيا.

وفي مدينة لين شيا التى يعيش فيها نحو مليوني مسلم، هناك صفة تثير الانتباه ايضا وهى ان الساعات اليدوية والمعلقة لا تستخدم فعليا، لان المساجد في كل ارجاء المدينة تدعو المسلمين الى الصلاة في مواعيد محددة لخمس مرات يوميا، وفي اوقات الصلاة، تسود مدينة لين شا اجواء الهدوء والسكينة.