إن "الفؤاد المحطم أو القلب الجريح" تعبير قديم يصف حزن شخص بعد فقدان أهل أو حبيب. والآن لم يعد هذا التعبير يستخدم في قصائد الشعر أو الفلسفة فقط، بل قد أصبح مصطلحا طبيا في الطب الحديث. فنشرت مجلة طبية أمريكية مؤخرا مقالة كتبها الدكتور هوتر تشانبيان من جامعة جوهنس هوبكينس الأمريكية يصف فيها الأعراض الناتجة عن الحزن أو الدهشة مثل ألم الصدر وضيق التنفس ب"مرض الفؤاد المحطم".
وعالجت فرقة الدكتور تشانبيان البحثية الطبية 19 مريضا في حالة جرحة بين عام 1999 وعام 2003. وطرأت على هؤلاء المرضى أعراض مشابه مرض القلب مثل ألم الصدر وضيق التنفس، ولكنهم شفوا سريعا بعد أن لزموا الفراش وتلقوا علاجا خفيفا.
وكان معظم هؤلاء المرضى نساء كبيرات في السن، ويعزى سبب اصابتهن بهذا المرض الى الحزن الكبير الناتج عن وفاة الزوج أو الوالد أو الولد، أو الدهشة الشديدة النابعة من التعرض لحادثة مرور أو سلب، أو التوتر العصبي بسبب جدال حادّ أو حضور محكمة أو القاء خطاب. وأبدت نتائج الفحص أنهن لم يصبن بمرض القلب.
وقد برهن الطب الحديث منذ سنين أن مخ الانسان يتحكم في تفكيره وشعوره، ولا يرتبط القلب بهما مباشرة. ولكن هل يرتبط قلب الانسان بنفسيته؟ أثبتت البحوث أن العناصر النفسية تؤثر في "مرض الفؤاد المحطم".
وفي مجتمعنا المعاصر هذا تزايدت أمراض ترتبط بالعناصر النفسية الاجتماعية بشكل ملحوظ. واقترح الكثير من العلماء أنه يجب على الطب أن يتطور من العلاج البيولوجي الى علاج "البيولوجي-النفسي-والطب الاجتماعي"، أى تشخيص الأمراض الناتجة عن العناصر النفسية ب"الأمراض النفسية الجسدية". ومرض "الفؤاد المحطم" أحد الأمراض النفسية الجسدية النموذجية.
وتضايق معظم المشاعر السلبية الانسان، مثل الخوف واليأس والغضب والندم والقلق والتوتر وضيق الصدر والحزن وغيرها. ومع هذه المشاعر تظهر أعراض خدر الجسم والسماع التخيلي والهلوسة والوهم واضطراب العقل والكابوس وغيرها. ودائما يلجأ المرضى الى طرائق غير صحية لأجل التغلب على أحاسيس الغضب أو الحزن مثل شرب الكحول أو أخذ الأدوية المسكّنة. غير أن الطريقة الصحية لمساعدة هؤلاء المرضى هى تعريفهم بأن هذ الشعور بالضيق والتصرفات المرتبطة به عادية وتشجيعهم على التعبير عنها بصورة مناسبة.